عبدالخالق عبدالله قطر انتصرت في الأزمة الخليجية

عبدالخالق عبدالله قطر انتصرت في الأزمة الخليجية

اعتبر الأكاديمي الإماراتي "عبدالخالق عبدالله"، المستشار السابق لولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد"، أن قطر انتصرت في معركة الأزمة الخليجية التي استمرت أكثر من 3 سنوات، كما  اعترف ضمنا أن حصار قطر لأكثر من ثلاث سنوات كان هدفه "تغيير الحكومة".

 

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الأكاديمي الإماراتي لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، تعقيبا على توقيع بيان "العلا" الخاص بالمصالحة العربية.وجاء التوقيع خلال القمة الخليجية الـ41، التي عقدت في وقت سابق الثلاثاء، في مدينة العلا السعودية بحضور ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" وأمير قطر الشيخ "تميم بن حمد"، وغياب ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد"، والرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" وملك البحرين، اللذين أرسلا ممثلين عنهما.

 

وقال "عبدالخالق"، "يمكن القول إن قطر انتصرت" حتى لو كان التحالف السعودي القطري سيشعر ببعض الراحة من تسليط الضوء على سياسات قطر الإقليمية، على حد تعبيره.

 

وأضاف أن تكلفة الصراع بين دول الرباعية (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) من جهة، وقطر من جهة أخرى كانت باهظة للغاية.

وتابع: "ثمة إدراك الآن أن هذا هو الخروف الأسود للعائلة وعلينا فقط أن نتحمله".

 

و"الخروف الأسود" تعبير اصطلاحي يستخدم لوصف عضو غريب من داخل مجموعة ما، خاصة داخل الأسرة، وربما يشير به إلى اختلاف قطر عن الأسرة الخليجية.

 

وعقب الأكاديمي الإماراتي قائلا: "كانت هذه أسوأ 3 سنوات ونصف في تاريخ دول مجلس التعاون الخليجي".

 

وقال عبدالله، في تغريدة نشرها عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "الدرس الأهم المستفاد من الخلاف الخليجي أن المقاطعة لا تغير حكومات ولا تغير سياسات، وأن المقاطعة عبء ثقيل على الجميع، والمصالحة ومكسب كبير للجميع".

 

وأضاف: "سنة 2021 ستدخل التاريخ كسنة ما بعد الخلاف الخليجي، وسنة ولادة جديدة للمشروع التعاوني الخليجي من رحم أسوأ أزمة عصفت بالبيت الخليجي".

 

وفي عام 2017، أصدرت اللجنة الرباعية التي قادت حصارا على قطر قائمة واسعة من المطالب، بما في ذلك إغلاق قناة الجزيرة التي تمولها الدوحة، وتقييد علاقات الأخيرة مع طهران وإغلاق قاعدة عسكرية تركية في قطر.

 

ولم يتم تلبية أي من هذه الشروط أو غيرها فيما تم الإعلان أمس عن فتح الحدود الجوية والبحرية والبرية بين قطر والسعودية، في مقابل إسقاط الدوحة القضايا المتعلقة بالنزاع الخليجي.

 

وذكر محللون أن قطر التي لطالما اعتبرها جيرانها الخليجيون دولة منشقة، من المستبعد أن تنحرف عن سياساتها الراسخة لدعم الحركات الشعبية في العالم الإسلامي، بما في ذلك الجماعات المرتبطة بـ"الإخوان المسلمون" المحظورة في الإمارات والسعودية.

 

وأضاف المحللون، بحسب الصحيفة البريطانية، أن قطر يمكن أن تقدم بعض التنازلات، مثل الحد من الاتصالات مع جماعة "الإخوان"، والتخفيف من حدة الجوانب الأكثر عدائية في تغطية قناة الجزيرة.

 

ونقلت الصحيفة عن "روري فايف"، العضو المنتدب في "مينا أدفيزورز" الاستشارية، قوله إنه بينما تعزز المصالحة الخليجية الانسجام الإقليمي، فإن الفوائد الاقتصادية تعتبر هامشية.

 

وأضاف أنه من غير المرجح أن تعود قطر إلى الشركات السعودية والإماراتية التي من شأنها أن تجعلها عرضة للخطر مرة أخرى.

لكن على الرغم من ذلك، تأمل الشركات في دبي، التي كانت بمثابة قناة مهمة للدوحة وجذبت الكثير من الزوار القطريين ذوي الانفاق المرتفع، في تحقيق مكاسب.

الكاتب