واشنطن بوست: الإمارات حاولت عرقلة جهود المصالحة مع قطر
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن الإمارات قاومت المصالحة مع قطر واختلفت مع السعودية حول ما إذا كان ينبغي إنهاء المقاطعة، لكن الرياض "أرادت إنهاء المقاطعة، وعدم بقاء الأزمة على طاولتها مع قرب دخول إدارة جو بايدن إلى البيت الأبيض".
ونقلت الصحيفة عن مصدر مطلع على المفاوضات، أن السعودية وحلفاءها أسقطوا قائمة الطلبات الـ13 التي قدموها لقطر لإنهاء الحصار، وكان من بينها إغلاق قناة "الجزيرة" وتقليص تعاون قطر مع إيران.
ووافقت قطر بدورها على تجميد الإجراءات القانونية ضد الدول المحاصرة في منظمة التجارة العالمية ومؤسسات أخرى، بحسب المصدر الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته.
ولا تعد هذه المرة الأولى التي تتحدث فيها مصادر عن محاولة الإمارات وولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد" عرقلة الوصول لاتفاق مصالحة خليجية ينهي الأزمة الدائرة منذ سنوات.
ووفق الصحيفة الأمريكية، فإنه في حال تم إبرام اتفاقية مصالحة، فإنها ستنهي النزاع الذي ولّد سنوات من الخطاب العدائي من قبل الحكومات المعنية، مشيرة إلى أن الخلاف لم يقتصر تأثيره على فضاء السياسة فحسب، ولكنه تسبب في تعقيد حياة الأشخاص العاديين الذين تربطهم علاقات تجارية وعائلية عبر الحدود، فضلاً عن العمال والطلاب الذين ينحدرون من دول المقاطعة ولكنهم يقيمون في قطر.
ولم يتضح بعد ما إذا كانت الاتفاقية ستنهي التوترات بالكامل، حيث اتهمت قطر في الأسابيع القليلة الماضية البحرين بانتهاك مجالها الجوي بطائرات مقاتلة، بينما وصفت البحرين، في رسالة إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، هذا الادعاء بأنه "لا أساس له، ومؤسف ولا علاقة له بالحقائق"، وفقًا لبيان صادر عن مكتب الاتصال الحكومي البحريني في 26 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وقال البيان إن الرسالة أدانت "استمرار السلوك الاستفزازي والعدائي لدولة قطر ورعايتها للإرهاب وتدخلها في الشؤون الداخلية لدول الجوار".
ومساء الإثنين، أعلنت الكويت، فتح الحدود البرية والبحرية والأجواء بين السعودية وقطر، فيما قال ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" إن القمة الخليجية بالمملكة "ستكون موحدة للصف وستلم الشمل".
وبالتزامن مع البيان الكويتي، أفادت مصادر بوجود تحركات لإزالة الحواجز على الحدود بين قطر والسعودية.
وكانت السلطات السعودية قد نصبت تلك الحواجز عقب اندلاع الأزمة الخليجية وقرار فرض الحصار على قطر ومقاطعتها في يونيو/حزيران 2017.
ورحب متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، بقرار إعادة فتح الأجواء والحدود البرية والبحرية بين قطر والسعودية، في خطوة تمهد لحل الأزمة الخليجية المندلعة منذ يونيو/حزيران 2017.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع في إدارة "ترامب" قوله أن الاتفاق الذي ستشهده محافظة العلا السعودية لا يعني أن قطر ورباعي الحصار سيصبحون أفضل أصدقاء، لكنه سيسمح لهم بتجاوز الخلافات والعمل معا.
وأكدت مخرجات القمة الخليجية الـ41، التي عقدت في مدينة العلا السعودية، الثلاثاء، على إنهاء الأزمة الخليجية، كما شددت على عدم المساس بسيادة أي دولة أو استهداف أمنها.
وقال وزير الخارجية السعودي الأمير "فيصل بن فرحان بن عبدالله"، إن ما تم اليوم في القمة هو "طي كامل للخلاف مع قطر، وعودة كاملة للعلاقات الدبلوماسية"، مؤكدا أنه مهما بلغت الخلافات في البيت الخليجي فإن حكمة القادة قادرة على تجاوز ذلك.
وأكد الوزير السعودي أن البيان الختامي للقمة (بيان العلا) يؤكد تكاتف دول الخليج في وجه أي تدخلات مباشرة أو غير مباشرة في شؤون أي منها، والعلاقات الراسخة، ويدعو لتوطيد العلاقات واحترام مبادئ حسن الجوار.