مسؤول تركي: حان وقت محاسبة الإمارات حول الانتهاكات بحق رجل الاعمال"أوزتورك"

مسؤول تركي: حان وقت محاسبة الإمارات حول الانتهاكات بحق رجل الاعمال"أوزتورك"

اعتبر ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن الوقت حان لمحاسبة الإمارات إزاء انتهاكاتها بحق رجل الأعمال التركي محمد علي أوزتورك، من بين ما قال إنها "جرائم" أخرى، اتهم أبو ظبي بها.

 

وفي مقال له نشرته صحيفة "يني شفق"، سلط أقطاي الضوء على مساع قانونية لمساءلة الإمارات بشأن انتهاكات تتهم بالتورط فيها بعموم المنطقة، في إطار تدخلاتها في أزمات اليمن والصومال وسوريا وليبيا.

 

وقال أقطاي: "لا شك أن ما تمارسه وتقترفه الإمارات من جرائم يزداد وضوحا أمام الجميع يوما بعد يوم، وفي الوقت ذاته بات من الواضح أنها تتخذ من تركيا هدفا مباشرا".

 

وأضاف أن "بعضا من جرائم الإمارات التي اقترفتها بسبب هواجسها الخاصة بدأت تقترب من المحاسبة، من خلال دفتر الحسابات التي فتحتها المحامية غولدان سونماز".

 

وتابع بأن سونماز قامت برفع شكوى للفريق المعني بالاحتجاز التعسفي التابع للأمم المتحدة في قضية أوزتورك.


وحينما كان أوزتورك في زيارة إلى دبي في 20 شباط/ فبراير 2018؛ للمشاركة في معرض للأغذية، تعرض من داخل فندق في دبي للاعتقال على يد فريق أمني، اقتاده نحو مكان مجهول في الصحراء، و"قاموا باستجوابه تحت أقسى أنواع التعذيب، ليجبروه في النهاية تحت الإكراه والتعذيب على الاعتراف بأشياء لم يفعلها"، بحسب أقطاي.


وأضاف: "على الرغم من عدم وجود أي أدلة تثبت قيامه بجريمة أو انتهاك ما، فإن الإمارات حكمت عليه بالسجن المؤبد، بناء على اعترافاته التي قدمها تحت الإكراه والتعذيب، وبناء على تهم ملفقة، وهي بكل الأحوال لا تعني الإمارات، دون أن يتم منحه حق الدفاع عن النفس على وجه عادل، أو حتى الاستعانة بمترجم على الأقل".


وتابع: "لقد تعرض أوزتورك لشتى أنواع التعذيب، لا سيما حين استجوابه؛ حيث تم وضعه في ماء بارد، وقد ربطوا حديدا فوق ظهره، وذراعاه نحو الأسفل وهو في وضعية الركوع، ليبقى ثلاثة أيام على هذه الحالة، دون أن يتم السماح له بالنوم".

 

وقال أقطاي: "حينما كان يؤول للسقوط من شدة التعب والإنهاك، كانوا يصبون الماء البارد فوقه، ويضربونه بكل قسوة. وعلى الرغم من أنه أصيب أكثر من مرة بشلل دماغي، فقد كانوا لا يتوقفون عن ضرب رأسه ولكمه بشكل متواصل، لقد وضعوا شيئا مثل المنشفة على رأسه، وحاولوا خنقه من خلال إغداق الماء من فمه بعد فتحه بقوة، وقد أغمي عليه عدة مرات جراء ذلك؛ بسبب عدم قدرته على التنفس. تعمدوا احتجازه في مكان بارد، وفي زنزانة صغيرة لفترة طويلة، دون طعام أو شراب، كما قاموا بحقنه عبر يديه ورجليه بينما كان مقيدا، دون أن يدري ما الذي يفعلونه به".


وشدد مستشار الرئيس التركي على أن أوزتورك تعرض لجميع هذه الأصناف من التعذيب طيلة 52 يوما بشكل متواصل منذ أول يوم من احتجازه، "وحينما كان يؤول للسقوط كانوا يضعون قطع ثلج فوق جسده كي ينهض من جديد، وبعد صعوبة بالغة ودعاء كان يتمكن من النهوض على قدميه".

 

وأضاف أن الأمر بلغ حد ابتزازه بابنه عبد الله الذي يدرس في الولايات المتحدة، لافتا إلى أن الأخير تعرض إلى مضايقة من عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي، حيث داهموا منزله هناك أكثر من مرة، وحققوا معه، ومنعوا ذهابه إلى تركيا فترة من الزمن.

 


وأكد أقطاي أن هذه النقطة مهمة بشكل خاص؛ "لأنها تؤكد مشاركة الولايات المتحدة في تعذيب وانتهاك حقوق إنسان بغير حق".

 

وتابع: "لقد تم بالفعل استجوابه وتعذيبه؛ بسبب تعليقات ومنشورات مناهضة للولايات المتحدة شاركها على حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي. لقد كان من الواضح أن الإمارات كانت تشارك الولايات المتحدة بمعلومات ووثائق استخباراتية".

 

وأوضح أقطاي أن الأمر في الحقيقة تعلق بمنشورات لأوزتورك تنتقد دعم واشنطن لتنظيمات في سوريا تعتبرها أنقرة "إرهابية".

 

وفي نهاية المطاف، ومن خلال محاكمة صورية لا قيمة لها، حكمت السلطات الإماراتية عليه بالسجن المؤبد، بتهمة دعم الإرهاب.


وبقي أوزتورك عقب ذلك سنة كاملة مسجونا في زنزانة، ليتم نقله بعد ذلك إلى سجن الوثبة، حيث تعرض هناك لسوء المعاملة والتعذيب من جديد. وخلال الشكوى المرفوعة ضد الإمارات بشأن أوزتورك، تم تسليط الضوء على أن هذا السجن بالتحديد كان واردا في أكثر من شكوى؛ بسبب أوضاعه التي لا تناسب الإنسان وحقوقه العادية، بحسب أقطاي.


وقال مستشار الرئيس التركي: "لا تتوقف الإمارات في الحقيقة عن ارتكاب الجرائم والانتهاكات بشكل ممنهج، وهي اليوم أمام عدد كبير للغاية من الشكاوي والقضايا بسبب ذلك في أروقة الأمم المتحدة.

 

وحسب العديد من تلك القضايا، فإن الإمارات متهمة باعتقال مواطنين أجانب، والزج بهم في معتقلات مجهولة، واستجوابهم تحت شتى طرق وأصناف التعذيب، وتغييبهم بالكامل عن العالم الخارجي".

 


وختم بالقول: "من الواضح ومما لا لبس فيه، أن الإمارات ترتكب جرائم خطيرة للغاية ضد الإنسانية، إلا أن اللافت هنا في الجرائم والانتهاكات ضد أوزتورك، هو أن القنصلية الأمريكية في إسطنبول كانت شريكة للإمارات. ولذلك السبب فإن محامي أوزتورك لن يكتفوا بالإمارات وحدها، بل كذلك ضمنوا القنصلية الأمريكية بإسطنبول ضمن دفتر الحسابات الذي فتحوه ضد الطرفين على حد سواء".

 

والأسبوع الماضي قدم محامو رجل الأعمال التركي محمد علي أوزتورك، المحتجز في الإمارات منذ نحو 3 سنوات، طلبا طارئا إلى الأمم المتحدة، على خلفية انتهاكات جسدية تعرض لها من قبل السلطات الإماراتية.

 

وفي 20 فبراير/ شباط 2018، أوقف أوزتورك بمدينة دبي الإماراتية التي وصل إليها برفقة زوجته أمينة، للمشاركة في معرض “غولفود” للمواد الغذائية، إذ جرى تكبيل يديه واحتجازه دون مسوغات قانونية.

 

وفي تصريح سابق، ذكرت زوجته أمينة أوزتورك أن مجموعة من الأشخاص يرتدون ملابس مدنية، قاموا بتقييد يديها ويدي زوجها، قبل اقتيادهما إلى مكان لا يعرفانه، حيث بقي زوجها محتجزًا وجرى إطلاق سراحها وإرسالها إلى تركيا، قبل الحكم عليه بالسجن 25 عامًا.

الكاتب