الإمارات تواصل عملها الدؤوب لاستبدال عباس برجلها دحلان

الإمارات تواصل عملها الدؤوب لاستبدال عباس برجلها دحلان

فتحت زيارة مستشار ولي عهد أبو ظبي محمد دحلان للإردن الكثير من التساؤلات حول تقدم السياسة الإماراتية ومساعيها الخبيثة في المنطقة، في الملف الفلسطيني، خاصة مع سعيها لفرض دحلان كبديل للرئيس الفلسطيني محمد عباس في ظل الدور الأردني الكبير في دعم عباس.

وجاءت زيارة دحلان عقب فترة من الفتور والاضطرابات بين دحلان والأردن، وتعد أول زيارة رسمية من وعها مؤخرًا، وتكشف عن تغير في العلاقات بين عباس والأردن، وهو ما يعد تتويجًا لجهود سابقة له، حظيت بدعم إماراتي كبير.

وسبق تلك الزيارة تقارير كشفت عن توغل مستشار ولي عهد أبو ظبي في الأردن خاصة إعلاميًا، كما كشفت عن تصاعد تحركاته الهادفة للحلول كبديل لعباس وضرب المقاومة الفلسطينية.

 

الأردن تستقبل دحلان رسميًا

وكان دحلان قد وصل للأردن في طائرة خاصة الخميس الماضي عقب غياب استمر لأكثر من أربع سنوات، وحظي باستقبال رمي فى إشارة لتراجع مستوى العلاقات بين الأردن وخصمه البارز الرئيس الفلسطينى محمود عباس.

وسبق زيارة دحلان وصول عدد من أركان حركة فتح المحسوبين على تياره السياسى.

وكان دحلان قد ساءت علاقته بالأردن وامتنع عن زيارة عمان إثر الحجز قضائيا على أموال شقيقه فى العاصمة الأردنية بموجب مذكرة من الرئيس عباس.

وقالت جريدة “رأى اليوم” بان دحلان فى زيارة “خاصة وإجتماعية” وليست رسمية على الأرجح والهدف حضور عرس إبن شقيقه فى الأردن لكن وصوله للأردن واستقباله بشكل رسمي إشارة على اتصالات سابقة حصلت معه.
 

الإعلام الأردني ودحلان

وسبق زيارة دحلان للأردن تحركات كشفت عنها تقارير صحفية تكشف عمله على التوغل في الإعلام الإردني بشكل خاص بالإضافة لتمكنه من العودة بشكل غير رسمي للمخيمات الفلسطينية بالأردن.

حيث كشفت تقرير نشره موقع وطن الالكتروني ديسمبر الماضي إلى أن زيارة دحلان للأردن سبقها تمكنه من التوغل في الساحة الأردنية من خلال السيطرة على وكالات إعلامية فيها.

وتعد أبرز الوكالات التي استطاع دحلان تأسيسها أو السيطرة عليها في الأردن وفقًا لتقرير الموقع موقع فراس برس الفلسطيني وموقع الكوفية برس الذي أطلقه دحلان 2007.

ونشر التقرير تأكيد مصادر صحفية قيام وفد يمثل "دحلان" مؤخرًا بزيارة للعاصمة الأردنية، والتباحث بشأن شراء موقع "عمون" الأردني، وهو الموقع الذي يحظى بدعم جهات أمنية نافذة، ويملكه "سمير الحياري".

وسعي الإمارات لشراء موقع "عمون" وولائه لسياساتها الإعلامية ليس بجديد، فقد كشفت تقارير سابقة أنباء عن تلقي "عمون" مليون دولار كدعم من دحلان.

ولم يقتصر دور الوفد التابع لدحلان وفقًا لتقرير وطن على شراء موقع "عمون" فحسب، ولكن أكد التقرير أن الوفد يهدف أيضًا إلى إنشاء موقع إخباري يعني بأمور المملكة الأردنية ويصبح له حضور عربي.

ونقل التقرير تأكيد عدد من الصحفيين الأردنيين أنهم تلقوا عروض عمل لدى الموقع، منوهين إلى أن الميزانية التي رصدت له ضخمة، والرواتب التي ستدفع أكبر بكثير مما يتلقاه الصحفي في وسائل إعلام أردنية.

ويضاف إلى سعيه لشراء عمون وتأسيس موقع آخر بميزانية كبيرة، فإن وفد دحلان وفقًا للتقرير قد خاض مشاورات ح لشراء موقع (خبرني) مما يكشف رغبته ببسط نفوذ واسع كفيل بإلحاق المشهد الإعلامي الأردني في ركب الإعلام المصري".

وسبق كسر الحظر الإعلامي المفروض على دحلان في الأردن كسر حظر اجتماعي من خلال تصعيد دوره في المخيمات الفلسطينية تحت غطاء إنساني وفقًا لتقرير وطن.

ويشير تقرير وطن إلى أن الدور الإماراتي كان له الفضل الأكبر في كسر الحظر بين الأردن والمستشار الإعلامي لأبو ظبي محمد دحلان.
 

دحلان بديلًا لعباس

وكان موقع ميدل أيست آي قد نشر تقريرًا نقل فيه سعي الإمارات ومصر فرض دحلان كبديل لعباس.

ونقل التقرير تصريجات للدكتور سفيان أبو زايدة، أحد المقربين من قيادي فتح السابق محمد دحلان، حول فرصة الأخير في منافسة الرئيس الحالي محمود عباس أبو مازن.

وقال التقرير "” يتأهب دحلان للعودة،يمتلك النفوذ، لكنَّه يفتقد الشعبية، الرجل الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع مصر والإمارات، وثروة مجموعها 120 مليون دولار قد يشكل تهديدًا على القيادة الحالية الفلسطينية”.

وأشار الدكتور أبو زايدة لعلاقات دحلان التي تمثل عنصر قوة له في منافسة عباس قائلًا "السيسي يحب دحلان، ومحمد بن زايد يحبه، كلاهما يحبانه، ويدعمانه، حتى في معركته ضد عباس. إنَّه يمتلك الأموال الإماراتية والقوة المصرية، ماذا يحتاج أكثر من ذلك؟

ويتفق كل من أبو زايدة والدكتور غسان الخطيب، نائب رئيس جامعة بيرزيت، أن دحلان يحظي بنفوذ سياسي هائل من العلاقات التي طورها مع مصر والإمارات، وحتى حماس.

وتابع أبو زايدة: “لا أحد يمكن أن ينكر امتلاك دحلان للنفوذ".

 

الانتخابات الفلسطينية هدف مستشار أبو ظبي

ويشير مراقبون إلى أن تطورات العلاقات بين الأردن ودحلان تقربه أكثر من هدفه وهدف الإمارات للسيطرة على القضية الفلسطينية، وعلى الرغم من نفي دحلان عزمه تشكيل حزب سياسي جديد إلا أن مسؤول فلسطيني رفيع المستوى كشف في وقت سابق لتوجه دحلان تجميع قيادات من حركة فتح تربطهم علاقات سيئة ومتوترة مع الرئيس محمود عباس "أبو مازن".

وأضاف المسؤول إلى أن أبرز تلك الاسماء هي رئيس الوزراء السابق سلام فياض، والأمين العام السابق للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ياسر عبدربه، إضافة إلى العضوين في اللجنة المركزية لحركة "فتح" توفيق الطيراوي وسلطان أبو العنين.

وقال المسؤول الفلسطيني في تصريحات نشرت ديسمبر الماضي أن هدف دحلان هو الانتخابات الفلسطينية الداخلية، مؤكدًا أن دحلان سينافس وبكل قوة على الانتخابات داخل حركة "فتح"، وكذلك الانتخابات التشريعية والرئاسية في حال تمت، داخل الأراضي الفلسطينية، وهناك خطة عمل واضحة جداً لدى النائب دحلان بهذا الصدد.

 

(شؤون خليجية)

الكاتب