استياء شعبي لتجاهل قرقاش 70 شهيداً إماراتياً في اليمن

استياء شعبي لتجاهل قرقاش 70 شهيداً إماراتياً في اليمن

أثارت كلمة أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية في مؤتمر أبو ظبي الاستراتيجي الثاني حالة من الغضب والاستياء الشعبي الواسع، وذلك بعد تجاهله تماماً الحديث عن شهداء الإمارات الذين سقطوا في اليمن.

حديث قرقاش عن إيمان الإمارات بأن الحل السلمي للصراع اليمني بات من الممكن الوصول إليه قريباً، وتجاهله التام للحديث عن أكثر من 70 شهيداً إماراتياً، وتوجيهه أصابع الاتهام نحو عناصر القاعدة متجنباً الحوثيين والقوات الموالية للمخلوع علي عبد الله صالح، كلها نقاط أثارت العديد من التساؤلات في الشارع الإماراتي.

أبرز هذه التساؤلات كان حول جدوى الدخول في دائرة الصراع العسكري منذ البداية ما دام الحل السلمي هو من سيفرض نفسه في النهاية، والتسبب بخسارة خيرة شباب الوطن وجنوده في معركة كان من الممكن تجنبها.

تساؤل آخر أثاره نشطاء حول الاستراتيجية الإماراتية بشأن المخلوع صالح ونجله الذي يعيش بحماية السلطات الإماراتية على أراضيها، بعد التركيز الواضح من قرقاش في كلمته على التوعد والتهديد لتنظيم القاعدة، والذي تسبب في سقوط 5 شهداء إماراتيين، وتناسيه التام للحديث عن المخلوع والحوثيين الذين تسببوا في مقتل ال65 شهيداً الآخرين.

وأرجع نشطاء ومتابعون تغير النبرة الموجهة نحو إيران إلى أسباب تتعلق بالتقاء المصالح حالياً بين إيران والسلطات الإماراتية في سوريا، واتفاقهما على أجندة واحدة لدعم نظام الأسد الدموي، مذكرين قرقاش أولاً بتصريحاته السابقة التي توعد بها إيران أكثر من مرة بالهزيمة في اليمن وسوريا، وثانياً بأن إيران التي وصفها بالـ"جارة" ما زالت تحتل الجزر والأراضي الإماراتية حتى اللحظة.

وأضاف المتابعون تساؤلاً أخيراً حول قدرة الإمارات ومصر على بناء نظام عربي جديد وفق رؤيتهما الخاصة، بعد التقارب الكبير الحاصل بينهما وابتعادهما عن المملكة العربية السعودية، وهو الأمر الواضح للعيان رغم قول قرقاش بأن الإمارات تعمل بشكل وثيق مع السعودية ومصر معاً لمواجهة التحديات والتناقضات والفوضى، مؤكدين أن هذه التناقضات تظهر جلية في حديث الوزير الإماراتي والمواقف الفعلية على أرض الواقع.

الكاتب