"الأخبار" اللبنانية: وثائق مسربة تكشف خلافات بالكواليس بين الإمارات والسعودية عقب اغتيال خاشقجي
كشفت وثائق مسربة تفاصيل خلاف جرى بالكواليس بين السعودية والإمارات عقب الأزمة الدبلوماسية التي تعرضت لها الرياض بعد جريمة اغتيال الكاتب الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية المملكة بمدينة إسطنبول التركية في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، رغم إخفاء السلطات في البلدين الخليجيين، هذه التباينات.
وتضمن الوثائق تقريرا بعنوان "سرّي للغاية"، كتبه مستشار الأمن الوطني الإماراتي "طحنون بن زايد" إلى وزير الخارجية "عبدالله بن زايد"، أكد فيه غضب السعودية من الطريقة التي تعاملت بها الإمارات مع أزمة "خاشقجي"، وفقا لما أوردته صحيفة "الأخبار" اللبنانية.
وجاء في التقرير أن الغضب السعودي يعود إلى غموض موقف أبوظبي السياسي، إذ اعتبر العديد من المقرّبين من ولي العهد "محمد بن سلمان" أن موقف القيادة السياسية والأمنية في أبوظبي تحديدا حيال وضع المملكة الصعب مع أزمة خاشقجي لم يرقَ إلى الطموحات السعودية، باعتبار أن أبوظبي هي الحليف الأقرب للرياض، في وقت يتعرّض ولي العهد السعودي لأشرس حملة منذ عام 2015.
كما أكد تقرير "طحنون بن زايد" تنامي حالة استياء نخبوي سعودي من الإمارات، موضحا: "لوحظ تنامي مشاعر استياء من قبل نخب سياسية وأمنية وثقافية سعودية ضد الإمارات (خاصة أبوظبي)، وانتشر القول في المجالس الخاصة وداخل مكاتب موظفي الدولة بأنها هي من ورّطت ولي العهد السعودي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ليتحول إلى شخص مندفع، ويخرج عن تقاليد المدرسة التقليدية السعودية القائمة على الصبر والتحمّل والحلم".
وذكرت الصحيفة أن الوثائق أظهرت بوضوح "حالة تشفي توازي فعل التنمر من جانب فريق ابن زايد على فريق بن سلمان"، وتثبت "ما ينقله دبلوماسيون عملوا بالخليج، عن أن في أبوظبي من يشكو ضيق هامش المناورة، بسبب طبيعة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان"، مشيرة إلى أن هؤلاء الدبلوماسيين قلما تحدثوا عن الجانب الأكثر تعقيدا في العلاقة، وهو المتصل بسعي الإمارات الدائم للقيام بدور الوصي الرقيب على سلوك الإدارة السعودية الجديدة".
وتابعت: "لذلك تهتم قيادة الإمارات بأن يعمل الدبلوماسيون التابعون لها في الرياض، وبعض الباحثين المتعاقدين مع وزارة الخارجية وأجهزة الأمن، على إعداد تقارير تخص الوضع السعودي".
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي فرنسي عمل في أبوظبي قوله: "الإمارات تنتظر موافقة الرياض على أي مبادرة، ومتى تصرفت من تلقاء نفسها ارتفع الصوت في قصر اليمامة (..)، لكن في الإمارات يتجنبون رفع الصوت، وأكثر المتضررين هو محمد بن راشد، الذي يشعر بضيق الأمور على دبي، فهو من جهة يبدو مكبل اليدين، ويرى بأن ابن سلمان يريد منافسة إمارته على وجه التحديد، وأن محمد بن زايد لا يفعل شيئا".
وبحسب وثائق سرية أخرى، فإن "سلوك الدبلوماسية الإماراتية تجاوز موقع المتابع، ليركز على تفاصيل تظهر الرغبة الدفينة بتغيرات داخل السعودية، من شأنها إضعاف بن سلمان، عودته إلى بيت الطاعة"، في إشارة إلى ممارسة أبوظبي لضغوط على الرياض.
وأكدت الصحيفة اللبنانية أن الوثائق تظهر "حجم التوغل الإماراتي داخل الأوساط الحاكمة في السعودية، وقدرة فريقها على استخلاص المعلومات، ما يشير إلى القدرة على بناء شبكة علاقات قوية، أو رغبة المعارضين لابن سلمان في إيصال صوتهم إلى خارج أسوار الرياض، ولو عن طريق أبوظبي".