"بلومبيرغ": تحركات سعودية - إماراتية للتصالح مع تركيا
كشفت وكالة "بلومبيرغ" أن السعودية والإمارات بدأتا تحركات أولية لتحسين العلاقات مع تركيا، ما يمكن أن يفيد مجالي التجارة والأمن في الشرق الأوسط.
ونقلت الوكالة في تقرير لها، اليوم الخميس، عن مصادر مطلعة، أن السعودية والإمارات تدرسان إمكانية تحسين العلاقات مع تركيا، ما يمكن أن يفيد التجارة والأمن في المنطقة غير المستقرة.
وقالت "بلومبيرغ": إن "هذه الخطوات أولية على خلفية التوترات والصراع طويل الأمد على النفوذ"، مرجحة أنها قد تتعثر بسبب مطالبة الدولتين الخليجيتين لتركيا بالتخلي عن دعم جماعة "الإخوان المسلمين"، التي تعتبرها السعودية والإمارات "إرهابية".
وأضافت: "حتى التقدم المحدود قد يخفف من التوترات حول قضايا إقليمية أوسع"، خاصة أنه هذه التطورات تأتي بعد المصالحة بين كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة، مع قطر من جهة أخرى، حيث تعتبر الأخيرة حليفاً وثيقاً لتركيا في المنطقة".
وأوضحت أن التحركات تتزامن مع انتقال السلطة في الولايات المتحدة إلى إدارة الرئيس الجديد جو بايدن، الذي يتوقع أن يتبع نهجاً أكثر صرامة تجاه كل من تركيا والسعودية والإمارات.
وبينت الوكالة أن مسؤولاً تركياً أبلغها بأن أنقرة والإمارات ناقشتا إزالة الحواجز أمام التجارة بينهما.
وأشار المسؤول التركي إلى أن المقترحات حفزت القرار الذي تم اتخاذه مؤخراً لاستئناف الرحلات بين أنقرة وأبوظبي، والتي أوقفتها سابقاً جائحة فيروس كورونا.
ووصف شخص مطلع على موقف الدول الخليجية هذه التطورات بـ"العملية في مراحلها الأولى"، مضيفاً: إن "قضية "الإخوان المسلمين محورية بالنسبة لمخاوف دول الخليج العربية ولحليفهم المقرب مصر".
في المقابل ينفي مسؤولون أتراك أن يكون هناك تواصل مباشر أو غير مباشر من أبوظبي والرياض تضمن مطالب بتغيير سياسة أنقرة تجاه "الإخوان المسلمين".
ولفتت الوكالة إلى أن المسؤولين الأتراك يدركون أن ذلك يمثل أولوية لدول الخليج العربية، حتى لو كان هناك مجال ضئيل للدبلوماسية في هذا الشأن، حيث تنظر أبوظبي والرياض إلى الجماعة على أنها مزعزعة للاستقرار بالمنطقة.
يشار إلى أن دولة قطر أعلنت استعدادها للوساطة بين تركيا والسعودية، وكذلك بين الأخيرة وإيران، في محاولة لحل الخلافات التي عرفتها تلك البلدان في السنوات الأخيرة.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أكد أن العلاقات الاستراتيجية بين بلاده ودول الخليج ستعود إلى ما كانت عليه قريباً.
وتلاحقت التطورات الإيجابية في المنطقة بعد اتفاق المصالحة الخليجية الذي أعلن خلال قمة العلا السعودية، في 5 يناير الماضي.