أوباما الكذاب الجبان!
إسماعيل ياشا - أخبار تركيا
الرئيس الأمريكي باراك أوباما، قال يوم الجمعة الماضي، بعد أن التقى رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان في البيت الأبيض مساء الخميس، إنه يشعر بقلق من توجهات في تركيا ضد حرية الصحافة، وأضاف قائلا: “ليس هناك أي شك في أن الرئيس أردوغان انتخب مرات عدة وفق عملية ديمقراطية، ولكن أعتقد أن النهج الذي اعتمدوه حيال الصحافة يمكن أن يودي بتركيا إلى مسار من شأنه أن يكون مقلقا جدا.” وفي ختام قمة الأمن النووي، ذكر أوباما، ردا على سؤال أحد الصحفيين، أنه يؤمن بشدة في حرية الصحافة، ويؤمن بشدة في حرية الدين، ودولة القانون والديمقراطية، وقال: “ليس سرا أن هناك بعض الديناميات التي تثير قلقي في تركيا.”
أردوغان، في مؤتمر صحفي بواشنطن، أكَّد أن الرئيس الأمريكي لم يتطرق على الإطلاق إلى وضع حرية الصحافة في تركيا خلال لقائهما بالبيت الأبيض، وقال إن “ما يحزنني أن تصدر هذه التصريحات في غيابي”، مضيفا أنه لو كان أوباما تناول هذه القضية في لقائهما لرد عليه. ولفت أردوغان إلى أن حرية الصحافة مكفولة في تركيا، قائلا إن صحفا تركية تصفه باللص والقاتل، ولم تغلق، وتساءل “لو كانت تركيا ديكتاتورية فكيف لهذه الصحف أن تبقى؟” مشيرا إلى أن مثل هذه الإهانات والشتائم غير مسموح بها حتى في الغرب.
لو كان أوباما يتمتع بقليل من الشجاعة لناقش الموضوع مع أردوغان في لقائهما بالبيت الأبيض، بدلا من أن يتحدث ويتهمه في غيابه، وليس من الرجولة أن يتحدث الإنسان في غياب أحد اجتمع معه قبل يوم واحد لمدة خمسين دقيقة ولم ينطق أمامه ببنت شفة حول ما ذكر في غيابه.
ولعل الرئيس الأمريكي لم يتطرق في اللقاء الذي جمعه مع أردوغان في البيت الأبيض إلى موضوع حرية الصحافة في تركيا، لخوفه من أن يسمع من الرئيس التركي ما لا يسره. ولو تحدث أوباما في ذلك اللقاء عن حرية الصحافة في تركيا ربما كان جواب أردوغان أن يسأله عن الرسالة التي بعثتها 38 منظمة تعمل في مجال الصحافة إلى الرئيس الأمريكي في 8 يوليو / تموز 2014 لتشتكي من التضييق والضغوط الممارسة على الصحفيين والدعاوى القضائية التي ترفع ضدهم وأن يذكِّره مثلا الحكم القضائي على مراسل نيويورك تايمز”جيمس رايسن” بالسجن لعدم كشفه عن مصادر معلوماته بشأن كتاب له عن محاولة وكالة المخابرات الأمريكية تقويض برنامج إيران النووي.
الصحفي الأمريكي جيفري غولدبرغ في مقال نشره في صحيفة “ذي اتلانتيك” بعنوان “عقيدة أوباما” بناء على سلسلة مقابلات أجراها مع الرئيس الأمريكي وكبار مسؤولي البيت الأبيض، يشير إلى إعجاب أوباما بولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، ويذكر أن الرئيس الأمريكي يعتبر محمد بن زايد من القادة العرب القلائل الذين لديهم فكر استراتيجي وموضوعي وتقدمي. وبضيف غولدبرغ أن أوباما يشيد بجهود محمد بن زايد في مساعدة الإدارة الأمريكية على حسم عدد من قضايا منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا على الدور الفاعل الذي يلعبه “القائد الأكثر تأثيراً وتقدمية في الخليج”، على حد تعبيره، ويقول إنه ينشط بصورة متزايدة وفعالة كلاعب أساسي في مجلس التعاون الخليجي الذي وصفه بــ”غير الفعال والمختل وظيفياً”.
ومن الطبيعي جدا أن يرى أوباما الذي “يؤمن بشدة في حرية الصحافة، ويؤمن بشدة في الديمقراطية”، كما يقول، رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان خطرا على حرية الصحافة لما كان مثله الأعلى وسقفه في حرية الصحافة مثل محمد بن زايد الذي جعل دولة الإمارات قمة في الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية الصحافة، لدرجة أن عشرات من وسائل الإعلام المعارضة في بلاده تتمتع بحرية كاملة في انتقاد سياساته بل وتصفه بــ”الدكتاتور” أو “اللص” أو غيرهما من أنواع الصفات والشتائم البشعة ولا ترفع ضدها دعوى قضائية ولا يعاقب أي صحفي يكتب ذلك أو يقول في حق ولي عهد أبو ظبي، حبيب أوباما!.