دعوات للتحقيق في حصول مسؤولين تونسيين على ألف جرعة مجانية للقاح كورونا من الإمارات
دعا نواب تونسيون للتحقيق في حصول كبار المسؤولين في البلاد على ألف جرعة مجانية من لقاح كورونا قدمتها الإمارات في بداية شهر شباط/فبراير، معتبرين أن ذلك يدخل في باب “الخيانة العظمى”، فيما أكدت الرئاسة التونسية تلقيها للجرعات المذكورة، لكنها أكدت في المقابل، أن الرئيس قيس سعيّد رفض تلقّي اللقاح هو وعائلته والديوان الرئاسي، وفضّل منحه للعاملين في الصحة على اعتبار أنهم الأكثر تضررا من الوباء.
وكتب بدر الدين القمّودي، رئيس لجنة مكافحة الفساد في البرلمان على صفحته في موقع فيسبوك: “إن صحت الأنباء القائلة باستفادة بعض السياسيين من لقاح كورونا بصورة منفردة فهذا سقوط أخلاقي غير مسبوق يرتقي إلى درجة الخيانة العظمى”.
وأضاف في تدوينة لاحقة: “لقاح كورونا وصل منذ مدة من دولة خليجية. المعلومة شبه مؤكدة. تم توزيع اللقاح على كبار المسؤولين والسياسيين وقيادات أمنية. وللشعب رب يحميه”.
ونقلت إذاعة “ماد” عن مصادر دبلوماسية تأكيدها تلقي الطبقة السياسية في البلاد لتلقيح فيروس كورونا المستجد من دولة عربية خليجية (لم تحددها)، مشيرة إلى أن هذه اللقاحات لم تمر عبر الجمارك التونسية. كما نقلت الإذاعة عن النائب مبروك كرشيد تأكيده لهذا الأمر.
وكتب النائب ياسين العيّاري على صفحته في موقع فيسبوك: “سفير الإمارات في تونس، أعلم دبلوماسيين تونسيين أن بلاده قدمت هدية لرئاسة الجمهورية، 100 جرعة من تلقيح الكوفيد.
علمت بالأمر عن طريقهم منذ أيام. لا أرى أن الأمر في حد ذاته فضيحة أو فيه إشكال: رئيس الجمهورية، رئيس الحكومة، وزراء السيادة، أعضاء المجلس الأعلى للجيوش، ليسوا مواطنين عاديين، ليس لذواتهم ولكن لصفاتهم المرتبطة ارتباطا وثيقا بالأمن القومي للبلاد التونسية”.
وأضاف: “هبة من دولة أجنبية؟ الأمر ليس جديدا! تتلقى تونس وغيرها من الدول هبات كل يوم. المؤسف هو غياب الشفافية! نسمع بالأمر عن طريق تسريبات، عن طريق إذاعة أو رئيس لجنة مكافحة الفساد في البرلمان، أو عبر ما يحكيه سفير الإمارات في تونس لدبلوماسيين. من أخذ الجرعات وعلى أي أساس؟ لماذا التكتم من قبل رئاسة الجمهورية”.
ودعا النائب خالد قسومة إلى فتح تحقيق في حصول قيادات سياسية ونواب على لقاحات ضد فيروس كورونا، مضيفا: “صار على كل لسان أن بعض المسؤولين والقيادات السياسية و نواب قد تحصلوا على تلاقيح كوفيد و لا أحد خرج من الحكومة وكذب الأمر، وهذا يعني ان ما يروج بشأن توفير التلاقيح لبعض أعيان الحكم والسياسة أقرب إلى الحقيقة”.
فيما أكدت ريم قاسم المكلفة بالإعلام في الرئاسة التونسية، لإذاعة “شمس إف إم” حصول الرئاسة على 1000 جرعة من لقاح كورونا من دولة الإمارات في بداية شهر شباط/ فبراير، لكنها نفت استفادة الرئيس قيس سعيد وأفراد عائلته ومستشاريه من لقاح كورونا، مشيرة إلى أن سعيد “وضع الجرعات على ذمة الصحة العسكرية والعاملين في الصفوف الأولى لمجابهة كوفيد 19”.
وكان عثمان الجرندي، وزير الخارجية التونسي، أكد في وقت سابق أن الجزائر وافقت على تقاسم حصتها من اللقاحات الخاصة بفيروس كورونا مع بلاده.