فورين بوليسي: التطبيع الخليجي الإسرائيلي يدعم القمع في المنطقة
قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، إن التطبيع الخليجي الإسرائيلي يستهدف في المقام الأول التعاون في المجال الأمني ومراقبة شبكات التواصل الاجتماعي.
وأكدت المجلة أن التعاون الإسرائيلي الخليجي سيكون ضارا جدا بالحريات السياسية، وسيساعد على قمع المعارضة في الدول العربية.
ونقلت المجلة عن الزميلة في معهد "نيولاينز للاستراتيجية والسياسة"، "إليزابيث تسوركوف"، قولها، إن التعاون التجاري حتى الآن كان في تقنيات المراقبة، والتي قد تنمو ولكن بتكلفة.
وتوقعت "تسوركوف" زيادة القدرات القمعية لدول الخليج، وقدرتها على تعقب المنشقين ومراقبة اتصالاتهم الخاصة.
ونقلت عن ضابط المخابرات الإسرائيلي السابق، "شموئيل بار"، قوله إنه فوجئ عندما تلقى مكالمة عبر تطبيق "واتس آب" من السعودية، معلقا: "لقد كان الأمر مفاجئًا تماما. وأيضًا تأكيد على التقدم التدريجي الذي حققته إسرائيل في بناء علاقات مع دول الخليج المعادية تاريخيا".
"وبار" هو مؤسس شركة "IntuView"، وهي شركة تبحث عبر محتوى وسائل التواصل الاجتماعي عن التهديدات الإرهابية.
واعتبر "بار" أن التعاقد مع شركته كان مجرد مثال واحد على التغيير الهائل في علاقات إسرائيل مع دول الخليج على مدى السنوات القليلة الماضي.
وأوضحت المجلة، أن إسرائيل مستعدة للتعاون في مختلف المجالات حتى التي تكون الشركات الأمريكية قلقة من التعاون فيها، بسبب سجل حقوق الإنسان في الخليج، على سبيل المثال، مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال الباحث البارز في المعهد الإسرائيلي لدراسات الأمن القومي "يوئيل جوزانسكي"، إن عداء الرئيس الأمريكي "جو بايدن" تجاه ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" بسبب مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، وبشكل عام بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في المملكة وكذلك الإمارات ومصر، يعمل في الواقع على تعزيز العلاقات مع تل أبيب.
وأضاف: "العلاقات المتوترة بين واشنطن والرياض تؤدي إلى تشكيل رباعي جديد؛ إسرائيل والسعودية والإمارات والبحرين. قد نراهم يقتربون بينما يدير بايدن البيت الأبيض".
وتسارعت وتيرة الاتفاقات الأمنية والعسكرية والاقتصادية بين الإمارات والبحرين وإسرائيل منذ توقيع اتفاق التطبيع برعاية أمريكية، سبتمبر/أيلول الماضي.
قالت إليزابيث تسوركوف، الزميلة في معهد "نيولاينز للاستراتيجية والسياسة"، إن الشركات العربية ستتردد في شراء المنتجات الإسرائيلية بشكل أساسي لأنها لا تريد "تنفير الزبائن". وقالت إن التعاون التجاري حتى الآن كان في تقنيات المراقبة، والتي قد تنمو ولكن بتكلفة. قالت تسوركوف: "سيزيد ذلك من القدرات القمعية لدول الخليج، وقدرتها على تعقب المنشقين ومراقبة اتصالاتهم الخاصة. لذلك، فإن من المرجح أن يكون التعاون الإسرائيلي الخليجي ضارا جدا بالحريات السياسية".