لقاء القيادات الجنوبية في أبو ظبي يعقد المشهد ويثلج صدر إيران
أكد سياسيون يمنيون أن اللقاء الذي عقد في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، وضم عددا من القيادات الجنوبية، لمناقشة خطة تحويل اليمن إلى دولتين فيدراليتين، يعقد المشهد اليمني خاصة في ظل التوقيت الذي تزامن مع الترتيب لمفاوضات الكويت المقرر إجراؤها في الـ18 من الشهر الحالي، مؤكدين أن هذا اللقاء يثلج صدر إيران.
وقال عقب المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي: " لا توجد في الحقيقة رؤية جنوبية جامعة، ولا أظن أن لقاء الإمارات سينجح في التوصل إلى هذه الرؤية ".
وأرجع في تصريحات خاصة لـ"شؤون خليجية" ذلك إلى التعدد في مرجعيات القوى الجنوبية وتعدد أطراف التأثير على هذه القوى التي تمارسها دول إقليمية مهمة وعلى راسها المملكة العربية السعودية والإمارات وإيران، مشيرا إلى أن معظم القيادات التي ذهبت إلى الإمارات هي تلك التي تحتفظ بعلاقات وثيقة مع هذه الدولة منذ عام 1994 الذي كان قد شهد هزيمة الجنوب في حرب صيف 94.
ورجح "التميمي" أن لقاء القيادات الجنوبية في أبو ظبي يهدف إلى بلورة رؤية واضحة قابلة للتداول بشأن القضية الجنوبية ليس فقط في مشاورات الكويت، بل ربما أيضاً في المحادثات السرية التي تجري حالياً في الرياض.. وتتوخى صياغة حال شامل للأزمة اليمنية.
واشار في مقال ل بعنوان "الدولة الجنوبية التي تجرح نزاهة التحالف" إلى أن القيادات الجنوبية ذهبت إلى الإمارات دون سقف واضح ومتفق عليه للقضية التي ستكون محور نقاش مستفيض في مشاورات الكويت إن كتب لها النجاح، وربما أيضا هي الآن محل نقاش في محادثات الرياض السرية.
وقال "التميمي": "لا يمكن للقيادات الجنوبية التي تتأثر بمرجعيات إقليمية، أحدها المرجعية الإيرانية، أن تتوصل إلى رؤية مشتركة إزاء الدولة الجنوبية التي يسعون إليها، أو لصيغة الارتباط بالشمال، والتي لا يقبلها أكبر مكون جغرافي وديمغرافي في الجنوب، وهو حضرموت، وطالما أن المرجعيات الإقليمية، لا تتبنى موقفا موحدا إزاء هذه الصيغ".
ولفت إلى أن هناك استهتار واضح بوعي اليمنيين، وهناك إساءة بالغة للتحالف العربي وجرح لنزاهته، خصوصا وأنه جاء لحماية الدولة اليمنية، وفي الحقيقة هو لا يمتلك خيارات عديدة حيال ذلك، فليس ثمة خيار غير الإقرار بالوحدة اليمنية، التي تحميها الشرعية الدولية.
وقال "التميمي": "من المؤسف القول إن تداول هذه الصيغ السيئة المتصلة بحل القضية الجنوبية على مشارف انعقاد مشاورات الكويت، يمثل إسنادا مجانيا للانقلابيين، الذين يرون في تحرك كهذا، تقويضا لمساعي التحالف العربي، وطعنة غادرة لليمنيين وهم يقاتلون باستماته لاستعادة الدولة التي صادرتها المليشيا".
وأضاف: "لا يوجد شيء يثلج صدر إيران التي خرجت ذليلة من اليمن، من هذه التحركات التي تجري تحت شعارات خادعة، هي "استقلال الجنوب عن الجمهورية اليمنية".
ومن جانبه، اعتبر المحلل السياسي اليمني فيصل علي، احتضان الإمارات للانتهازية الجنوبية أمر يعقد المشهد اليمني، مشيرا إلى أن هناك من يحارب من أجل عودة الشرعية والدولة في اليمن وهناك من يمزق اليمن.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"شؤون خليجية": "أنت لست مع الوحدة ولا مع الإنفصال وهذه القضايا السطحية غير مطروحة على أي مستوى رسمي أو شعبي، قائلا: "هناك انتهازية يقوم بها بعض من يريدون مناصب في السلطة وهناك يد تعبث في اليمن ولا تريد الخير لشعبه".
وأشار "علي" إلى أن الإمارات مجرد واجهة لسياسات أخرى ساهمت قديما في تشكيل خارطة اليمن وجزاتها إلى جزأين، مضيفا: "لن يكتب النجاح للانتهازيين، والفيدرالية أساس الحب في اليمن، ولن تكون حضرموت وشبوة تابعتان ليافع والضالع بعد الآن، والستة أقاليم هي المخرج للمشكلة اليمنية برمتها".
وبدوره، عقب علي الشريف المحلل السياسي اليمني، على لقاء الجنوبيين في أبو ظبي، قائلا: لا مجال اليوم لنقض الشرعيه ولا نقض مرجعيات التسوية السياسية التي حددت حل القضيه الجنوبية في فكرة الدولة الاتحادية.
وأشار في تصريحات خاصة لـ"شؤون خليجية" إلى أن أغلب القوى الجنوبيه اليوم يقفون إلى جانب الشرعية وإلى جانب الرئيس هادي ويقفون على نفس مرجعيات التسوية السياسية التي أفرزها مؤتمر الحوار الوطني الذي كانت هذه القوى الجنوبيه جزءا منه.
وراى المحلل السياسي اليمني فيصل المجيدي -رئيس مركز إسناد لتعزيز القضاء وسيادة القانون، أن احتضان الإمارات لقيادات جنوبية ليس بجديد فهذه القيادات دائما ما كانت تلتئم فيها غير أن الجديد ربما هو التوقيت مع مفاوضات الكويت ومحاولة الجنوبيين للخروج برؤية موحدة، مشيرا إلى أن ذلك سيصطدم بقرار 2216 ومخرجات الحوار التي سبق وأن حددت عدد الأقاليم بـ 6 وليس 2.
ولفت في تصريحات خاصة لـ"شؤون خليجية" أن الإمارات جزء من التحالف العربي وربما كانت لها رؤيتها الخاصة فيما يتعلق بحل الأزمة اليمنية، وهي لا شك تقف ضد مشروع الحوثيين وإيران لكن لها رؤيتها فيما يتعلق بالإسلام السياسي والبعض يرى أن علاقاتها القديمة مع صالح وأركان حزبه ربما كان له تأثير على مجريات الأحداث.
وعن ما يراه البعض بأن الإمارات تتبنى مشروع تقسيمي في اليمن، قال "المجيدي": "حتى هذه اللحظة لا يمكن تأكيد هذه الرؤية لأن الإمارات تعمل ضمن منظومة التحالف الحربي ومجلس التعاون الخليجي وكل مرة يخرجون ببيان يتحدقون عن وحدة اليمن وسلامة أراضيه".
وأشار إلى أن الأمر يمكن أن يتضح بعد حدوث اتفاق سياسي بين الأطراف السياسية اليمنية، موضحا أن أكثر ما يخيف اليمنيين هو عودة اتفاق عام 1970 الذي أعاد الاماميين والممثلين الآن في الحوثيين إلى الشراكة في الحكم مرة أخرى بعد أن ثار عليهم الشعب اليمني في 1962 وأقاموا جمهوريتهم بدعم مصري الأمر الذي جعل الاماميين -الحوثيين حاليا -العمل على نخر الجمهورية من الداخل واستعادة أحلامهم بإقامة الإمامة المتخلفة من جديد.