السعودية تعلن وقف إطلاق النار في اليمن وتطلق مبادرة لإنهاء الأزمة....والإمارات ترحب

السعودية تعلن وقف إطلاق النار في اليمن وتطلق مبادرة لإنهاء الأزمة....والإمارات ترحب

أعلنت السعودية عن مبادرة لإنهاء الأزمة في اليمن والوصول لاتفاق سياسي شامل من أجل إنهاء الصراع المتواصل في البلاد منذ سبع سنوات، ودعت الحكومة الشرعية والحوثيين للقبول بها.

جاء ذلك خلال مؤتمر لوزير الخارجية السعودية "فيصل بن فرحان"، الإثنين.

 

وقال الوزير السعودي: "نؤكد على حقنا الكامل في الدفاع عن أرضنا وشعبنا ضد اعتداءات ميليشيات الحوثي"، محملا ما وصفها بالتدخلات الإيرانية مسؤولية إطالة الأزمة باليمن.

 

وأضاف "بن فرحان" أن المبادرة السعودية لإنهاء الأزمة، "تتضمن فتح مطار صنعاء لعدد محدد من الوجهات وإيقاف شامل لإطلاق النار في اليمن".

 

وتابع أن بلاده ستواصل دعم الحكومة الشرعية والشعب اليمني، معربا عن أمله أن تتوقف جماعة الحوثي عن استخدام خزان صافر "لابتزاز المجتمع الدولي"، بحد وصفه.

وذكر الوزير أن وقف إطلاق النار "سيساعدنا للانتقال إلى مناقشة الحل السياسي في اليمن".

 

وأضاف: "على الحوثيين أن يقرروا ما إذا كانوا سيضعون مصلحتهم أولا أم مصالح إيران".

 

وفي وقت سابق، ذكرت تقارير أن "السعودية أبلغت الأمم المتحدة باعتزامها وقف إطلاق النار أحادي الجانب باليمن".

 

ونقلت وكالة "الأناضول" عن مصادر قولها إن "السعودية أبلغت الأمم المتحدة أنها ستعلن الإثنين، خلال الساعات المقبلة، وقف إطلاق النار من جانب التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن".

 

وتأتي هذه الخطوة "تجاوبا" من السعودية مع جهود المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن "تيموثي ليندركينج"، ومبعوث الأمم المتحدة "مارتن جريفيث"، حسب المصادر ذاتها.

 

بدوره، قال "أنور قرقاش"، المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي، إن المبادرة السعودية لإنهاء أزمة اليمن "تمثل فرصة لإنهاء معاناة الشعب اليمني".

 

وأوضح، في تغريدة أن "المبادرة السعودية لإنهاء الأزمة في اليمن والوصول إلى اتفاق سياسي شامل تمثل فرصة حقيقية لإنهاء معاناة الشعب اليمني".

 

ولفت إلى أن "الجهود السعودية الخيّرة تنطلق من حرص على استقرار اليمن ومستقبله"، مضيفا أنه "آن الأوان ليتوقف دوي المدافع والاستجابة للدعوة المخلصة الصادرة من الرياض".

 

وفي أول رد من جماعة الحوثي، قال كبير المفاوضين الحوثيين، محمد عبد السلام الحوثي، في حديث لوكالة "رويترز"، إن هذه الخطة "لا تتضمن شيئا جديدا"، وإن المملكة "جزء من الحرب ويجب أن تنهي الحصار الجوي والبحري على اليمن فورا".


وأضاف الحوثي أن "أنصار الله" ستواصل الحديث مع السعودية وعمان والولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق سلام.

 

من جهتها، رحبت الحكومة اليمنية، المعترف بها دوليا، بمبادرة السعودية لوقف إطلاق النار في اليمن وفتح مطار صنعاء.


وقالت وزارة الخارجية اليمنية، في بيان لها، "نذكر بأن مليشيا الحوثي قابلت كل المبادرات السابقة بالتعنت والمماطلة وعملت على إطالة وتعميق الأزمة الإنسانية من خلال رفضها مبادرتنا لفتح مطار صنعاء، ونهب المساعدات الإغاثية وسرقة مدخولات ميناء الحديدة المخصصة لتسديد رواتب الموظفين، مقابل تضليلها للمجتمع الدولي بافتعال الأزمات على حساب معاناة اليمنيين".


وأشارت إلى أن هذه المبادرة "أتت استجابة للجهود الدولية الهادفة لإنهاء الحرب والمعاناة الإنسانية، في الوقت الذي يقود فيه الجيش الوطني مسنودا بالمقاومة الشعبية ملاحم بطولية محققا انتصارات في مختلف جبهات القتال التي أشعلتها المليشيات الحوثية في مارب وتعز وحجة والجوف والبيضاء والضالع، وهي اختبار حقيقي لمدى رغبة المليشيات بالسلام".


وأضاف البيان، أن "الحكومة اليمنية تدرك تماما أن إنهاء معاناة اليمنيين لن يكون إلا بإنهاء الانقلاب والحرب التي أشعلتها المليشيات الحوثية، وتؤكد أنها ستظل كما كانت مع كل الجهود الهادفة لتحقيق السلام بما يضمن إنهاء الانقلاب واستعادة الدولة ورفض المشروع الإيراني التدميري في اليمن وفقا للمرجعيات الثلاث وعلى رأسها قرار مجلس الأمن رقم 2216".

 

وفي 9 أبريل/نيسان 2020، أعلن المتحدث باسم التحالف العربي "تركي المالكي"، وقفاً شاملا لإطلاق النار في اليمن لمدة أسبوعين، لمواجهة تداعيات تفشي فيروس كورونا آنذاك.

ورغم تمديد وقف إطلاق النار عدة مرات، إلا أن التحالف العربي (تقوده السعودية) اتهم جماعة الحوثي، عدة مرات، بـ"عدم الالتزام بالهدنة المعلنة".

 

وفي 18 مارس/آذار الجاري، دعا مجلس الأمن الدولي، في بيان صدر بإجماع أعضائه (15 دولة)، جميع الأطراف إلى العمل مع المبعوث الأممي إلى اليمن، دون شروط مسبقة من أجل وقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة.

 

وفي 7 مارس/آذار الجاري، أعلن التحالف العربي إطلاق عملية عسكرية جوية بضربات موجعة ضد الحوثيين في صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية ردا على هجمات طالت منشآت ومواقع سعودية.

 

وكثف الحوثيون، في الأسابيع الماضية، إطلاق صواريخ بالستية ومقذوفات ومسيرات على مناطق سعودية، وسط إعلانات متكررة من التحالف بتدمير هذه الصواريخ والطائرات، واتهام الجماعة أنها مدعومة بتلك الأسلحة من إيران.

 

وتقول جماعة الحوثي، إن هذه الهجمات رد على غارات التحالف المستمرة ضدها في مناطق متفرقة من اليمن.

الكاتب