إنتلجنس أونلاين : تحالف أبوظبي مع الشركات الصينية يثير قلق أمريكا

إنتلجنس أونلاين : تحالف أبوظبي مع الشركات الصينية يثير قلق أمريكا

يتزايد القلق في واشنطن من أن التقارب بين أبوظبي وبكين في المجالات الاستراتيجية ينعكس بشكل متزايد في التحالفات المباشرة مع أفراد من الأسرة الحاكمة في أبوظبي.

 

فقد أصبحت "مجموعة 42"، وهي شركة ذكاء اصطناعي وحوسبة سحابية تابعة لمستشار الأمن القومي في الإمارات "طحنون بن زايد آل نهيان" وغيرها من الشركات المملوكة لعائلة "آل نهيان" أقرب إلى الصين في عدد من المجالات الاستراتيجية، وفق موقع "إنتلجنس أونلاين" الاستخباراتي الفرنسي.

 

أحدث مثال على ذلك هو مجموعة "رويال دايموند"، المملوكة رسميا لـ"خليفة خالد أحمد الحامد"، نجل "أحمد بن حامد آل الحامد آل نهيان"، أول وزير إعلام إماراتي، المستشار المقرب لولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد آل نهيان".

 

إذ دخلت "رويال دايموند"مؤخرا في شراكة مع شركة "كاثي" الصينية القابضة الناشطة في قطاع النفط والغاز، بقيادة "زيتشاو تشانج" (32 عاما)، لإنشاء شركة "كاثي للتجارة العامة إل إل سي" ومقرها أبوظبي. ولدى "كاثي" القابضة أيضا مكاتب في لندن.

 

ولسنوات عديدة، كانت "رويال دايموند" الشريك المحلي لشركات دفاعية وصناعية غربية بما في ذلك: "رولز-رويس"، و "بي إم دبليو"، و"إيفيكو" الإيطالية، وشركة السكك الحديدية الروسية "ترانس ماش".

 

كما كانت أيضا شريكا لشركة "جي فور إس" ‏البريطانية العملاقة في مجال الخدمات الأمنية.

وفي فرنسا، تمتلك "رويال دايموند" شركة الأدوات الصناعية "سوديب كحيل".

 

وفي الآونة الأخيرة، تنوع استثمارات "رويال دايموند" في قطاع الأمن السيبراني، من خلال الحصول على حصص في "ماجنوس لأنظمة المعلومات"، التي تبيع حلولا من "وايتهت للأمن" و"سكاي بوكس للأمن".

تقدم "ماجنوس"، أيضا، خدماتها لعدد من المؤسسات شبه العامة في الإمارات مثل "اتصالات" و"أدنوك".

 

ولدى "إم إيه كيو كابيتال"، وهي شركة أخرى تابعة لـ"رويال دايموند"، حصص في تطوير العقارات الراقية، وشركات التصميم بما في ذلك "عربية ويز جلاس" و"لايف ستايل وورلد".

 

ولسنوات عديدة، كان المستشار المالي "ذو الفقار جديالي" يترأس "رويال دايموند"، وهو قريب من المراتب العليا في العائلة المالكة بالإمارات، وعمل سابقا في مكتب عائلة "طحنون بن زايد".

وترأس فرع الشركة حاليا في الإمارات محليا "دوللي تابت"، وهي خريجة جامعة "بانتيون أساس" في باريس.

 

وتمثل "تابت" حصة قدرها 20% في "رويال دايموند" تملكها شركة النشر "تاكتيكال ريبورت سال"، التي تنشر موقعا إخباريا عن صناعة الدفاع في الخليج يحمل الاسم ذاته.

 

أما بقية اسهم شركة النشر فتعود ملكيتها إلى المحرر اللبناني "عساف كفوري" ونجليه "رامي" و"جورج".

 

وأصبحت الإمارات بوابة الصادرات الصينية إلى الشرق الأوسط،  مع  وجود نحو 4200 شركة صينية مسجلة في الإمارات؛ بما يجعل الدولة الخليجية منفذا لنحو 60% من صادرات الصين إلى منطقة الشرق الأوسط.

 

وبعد فترة وجيزة من افتتاح أكبر مختبر لتشخيص "كوفيد-19" في العالم خارج الصين، عرضت الإمارات على سفارة الولايات المتحدة لديها منحها المئات من أجهزة الفحص لاستخدامها على موظفيها. لكن مبادرة الإمارات، واحدة من أقرب حلفاء واشنطن في المنطقة، قوبلت بازدراء نادر الحدوث.

 

ومن جانبه، قال مسؤول أمريكي: "رفضنا العرض بلباقة". وأضاف المسؤول إنَّ السبب هو دور الشركات والتكنولوجيا الصينية؛ مما رفع "راية الخطر" وأثار شكوكاً حول خصوصية المرضى، ونزع الرفض الغطاء عن التوترات المستترة بين أبوظبي وواشنطن حول تعميق العلاقات بين الإمارات والصين، في الوقت الذي تنهال فيه إدارة ترامب على بكين بهجمات شفهية بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.

 

ونظراً لأنَّ الأزمة أوجدت خطوط قتال جديدة بين واشنطن وبكين، اضطرت دول الخليج إلى إيجاد التوازن بين الحاجة الفورية للتعامل مع العلاقات الوثيقة مع الصين، واحدة من أكبر مستوردي النفط الخام من الخليج، ووجوب إرضاء حليفتها التاريخية الولايات المتحدة.

 

وقال مسؤول غربي: "أصبحت الإمارات جبهة توسع النفوذ الصيني. وكانت الولايات المتحدة قد أبعدت الإمارات عن هذه المنافسة سابقاً، لكنها أصبحت الآن تهاجم الإماراتيين بسبب هذه العلاقة، هناك شعور بأنك إما معنا أو علينا في هذه الحرب الباردة؛ مما أبرز التوترات التي تتراكم منذ بعض الوقت".

الكاتب