دراسات إسرائيلية توصي بالتعاون مع اليونان والإمارات لمواجهة تركيا

دراسات إسرائيلية توصي بالتعاون مع اليونان والإمارات لمواجهة تركيا

قال باحثان إسرائيليان إن "التعاون الأمني والاقتصادي الإسرائيلي مع اليونان وقبرص ودول الخليج يشهد تناميا في الأشهر الأخيرة، وسط طموحات تركيا للتوسع في المنطقة، ما يطرح علامات استفهام حول مدى استمرار هذه الشراكة غير العادية، وكيف يجب أن تتصرف إسرائيل".


وأضاف غوئيل غوزينسكي وغاليا ليندنشتراوس في دراستهما التي نشرها معهد أبحاث الأمن القومي بجامعة تل أبيب، " أن "الآونة الأخيرة تشهد قفزة إلى الأمام في العلاقات السياسية والأمنية بين إسرائيل واليونان وقبرص والإمارات العربية المتحدة والسعودية، وتشير الاجتماعات السياسية والاتفاقيات الأمنية والتدريبات العسكرية المشتركة إلى احتمال تشكيل اتحاد إقليمي جديد".


وأوضحا أن "جوهر هذا الارتباط يتعلق بمحاولة كبح جماح طموحات أنقرة الإقليمية من خلال ربط الساحة الخليجية بساحة شرق البحر المتوسط، لكن هذه الخطوة قد تؤدي إلى تفاقم التوترات القائمة بهذه الساحات، ويمكن أن يكون للشراكة الإسرائيلية في الخليج مصلحة في مشاركة أكثر نشاطا من المشاركة الحالية من جانب تل أبيب في التصدي لأنقرة".

 


وأشارا إلى أنه "رغم أن لإسرائيل مصلحة بتقييد خطوات تركيا في المنطقة، إلا أن طبيعة التعاون اليوناني الخليجي تجعل من السهل الحفاظ على الانغلاق، وتجنب زيادة التوترات مع أنقرة، مع العلم أن التقارب الإماراتي اليوناني الذي تنامى في أغسطس 2020، تزامن مع إعلان اتفاق التطبيع بين إسرائيل والإمارات، ولذلك تشاركتا في تمرين بين قواتهما الجوية، وقد وقعتا اتفاقية "شراكة استراتيجية" واسعة النطاق تتضمن عنصرا أمنيا مهما".



ولفت إلى أنه "في أبريل، عقد اجتماع رباعي في بافوس بمشاركة وزراء خارجية قبرص واليونان وإسرائيل والإمارات، باعتبارها شبكة ناشئة للتعاون الإقليمي، كما أن الاضطرابات الإقليمية، واكتشافات الغاز في شرق البحر المتوسط، هي الخلفية لتوسيع الارتباط بين ساحتي الخليج وشرق المتوسط، ولذلك ساهمت دوافع مماثلة في إنضاج اتفاقية التطبيع بين إسرائيل والإمارات، التي تعتبر أنقرة منافسا جيو-استراتيجيا، وربما كانت أيديولوجية".

 


وأكدا أن "الإمارات وإسرائيل تشاركتا في مناورة جوية دولية في اليونان، وبعكس السنوات السابقة، سمحت أبو ظبي هذه المرة بالمشاركة العامة في التمرين بجانب إسرائيل، ولذلك يعتبر التعزيز الكبير للمكوّن الجيو-سياسي للعلاقات بين دول الخليج واليونان وإسرائيل تحديدًا، لأن لإسرائيل مصلحة في كبح سياسة تركيا الحازمة في المنطقة".


وأشارا إلى أنه "من الممكن أن يكون للشراكة الإسرائيلية في الخليج مصلحة في مشاركة أكثر فاعلية في احتواء أنقرة من جانب تل أبيب، وبالتالي من الضروري تنسيق التوقعات معهم في هذا الشأن، ومن الواضح على أي جانب تقف إسرائيل، التي قامت بنفسها بتعميق علاقاتها مع اليونان وقبرص، رغم أن قرب إسرائيل الجغرافي من مركز التوتر بين اليونان وتركيا يتطلب الحذر من جانبها".

 


وأكدا أنه "في ضوء حقيقة أن إسرائيل مطالبة بمواجهة تحديات أكبر لها، وخاصة إيران، فقد أكد وزير الخارجية غابي أشكنازي خلال اللقاء الرباعي في بافوس على التهديد القادم من إيران وحزب الله، أما تصريحات صانعي القرار فتذكر في كثير من الأحيان أن الغرض يتجاوز تهديدًا محددًا أو آخر، وأن النية هي المساهمة بالاستقرار الإقليمي، وضرورة التذكر أنه بدون السلوك الحازم لتركيا، فإن العلاقات وصلت إلى هذا المستوى".

الكاتب