الإمارات تعرب عن قلقها إزاء احداث "العنف" في القدس وتدعو إلى "ضبط النفس"

الإمارات تعرب عن قلقها إزاء احداث "العنف" في القدس وتدعو إلى "ضبط النفس"

 أعربت الإمارات عن قلقها الشديد إزاء أحداث العنف التي شهدتها القدس المحتلة. وأكدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية "رفضها الدائم وإدانتها لجميع أشكال العنف والكراهية التي تتنافى مع القيم والمبادئ الإنسانية"، دون ان تدين الاعتداءات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين.

 

ودعت الوزارة في بيان، مساء أمس، سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى "تحمُّل المسؤولية في خفض التصعيد، وإنهاء الاعتداءات والممارسات كافةً التي تؤدي إلى استمرار حالة من التوتر والاحتقان".

 

كما أكدت ضرورة "الحفاظ على الهوية التاريخية للقدس المحتلة، والتهدئة، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس؛ لتجنب انجراف المنطقة إلى مستويات جديدة من عدم الاستقرار وتهديد السلم"، وفقاً لوكالة الأنباء الإماراتية "وام".

 

وتشهد مدينة القدس المحتلة، منذ عدة أيام، انتفاضة شعبية عبر سلسلة من المواجهات المستمرة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين اليهود الذين يعتدون على المقدسيين، خصوصاً في محيط البلدة القديمة، حيث المسجد الأقصى المبارك، إضافة إلى محاولات الإسرائيليين منع التجمعات والفعاليات الرمضانية السنوية وسط المدينة.

 

وبلغت الأحداث ذروتها يومي الخميس والجمعة (22 و23 أبريل 2021)، حيث شهدت المدينة مواجهات عنيفة بين فلسطينيين من جهة، والشرطة ومستوطنين إسرائيليين من جهة أخرى.

وتمكنت حشود كبيرة من الفلسطينيين من الوصول إلى المسجد الأقصى فجر الجمعة، وإقامة صلاة الفجر فيه، رغم محاولة قوات الاحتلال الإسرائيلي عرقلة ذلك.

 

وتوصلت 4 دول عربية، وفي مقدمتها الإمارات، إلى جانب البحرين والسودان والمغرب، عام 2020، إلى اتفاقات لتطبيع العلاقات مع "إسرائيل"، رغم الانتقادات الشعبية عربياً وفلسطينياً.

 

وكان حساب "مقاطعة الإمارات" على تويتر، أطلق حملة جديدة، تدعو لـ مقاطعة_الامارات، مؤكدا أن ذلك يأتي "وقوفا مع أهلنا في القدس، ومعاقبة لساسة الإمارات على تطبيعهم، وللكشف عن مخططاتهم في تسريب عقارات الفلسطينيين للمستوطنين.

 

وشكلت الأحداث الجارية في القدس الاختبار الأبرز للإعلام الإماراتي من توقيع اتفاقية إشهار التطبيع بين أبوظبي وتل أبيب منتصف أيلول/سبتمبر الماضي.

 

وباستثناء صحيفة “الخليج” الصادرة عن إمارة الشارقة، اكتفت الصحف والمواقع الرسمية في الإمارات بتغطية أحداث القدس من منظور الرواية الإسرائيلية.

وتم رصد تغييب مصطلح “الاحتلال” أو حتى الإشارة إلى أن القدس مدينة محتلة، فيما تجاهلت صحف أخرى تغطية الحدث بشكل كلي.

وكتبت صحيفة “الإمارات اليوم” تحت عنوان “105 مصابين فلسطينيين بمواجهات مع الجيش الإسرائيلي في القدس” مشيرة إلى إصابة 20 شرطياً إسرائيلياً فيا قالت عنه إنه “اشتباكات بين الجانبين في القدس الشرقية ليل الخميس الجمعة”.

وتعكس تغطية “صحيفة الإمارات اليوم”، رواية الكيان الإسرائيلي، وكان لافتاً غياب كلمة الاحتلال الاسرائيلي أو القدس المحتلة في متن الخبر، فضلاً عن تجاهل التصعيد الاسرائيلي في قطاع غزة، وكذلك جرائم المستوطنين بحق الفلسطينيين وهتافهم بالموت للعرب.

أما صحيفة “البيان” الصادرة عن مؤسسة دبي للإعلام، فقد تجاهلت الأحداث الجارية في القدس المحتلة، وقطاع غزة تماما.

وبالمثل تجاهلت صحيفة “الاتحاد” الصادرة عن أبوظبي للإعلام الأحداث في فلسطين بشكل عام.

بالمقابل، كتبت صحيفة “الخليج” (الفارسي) خبراً تحت عنوان “القدس ثكنة عسكرية.. و60 ألفاً يصلون في الأقصى”.

وعلى الرغم من تجاهل الصحيفة للتصعيد الإسرائيلي في غزة، إلا أنه كان لافتاً في تغطيتها هو استمرار الصحيفة في كتابة الخبر، على النمط المعتاد عليه، في توصيف دولة الاحتلال والقدس المحتلة، على عكس صحيفة الإمارات اليوم التي تبنت الرواية الإسرائيلية، فضلاً عن تجاهل إعلام دبي وأبوظبي للعدوان الإسرائيلي.

الكاتب