(ليون) يدين نفسه مجددا لصالح شبكة مصالح الإمارات

(ليون) يدين نفسه مجددا لصالح شبكة مصالح الإمارات

برناردينو ليون المبعوث الأممي (السابق) إلى ليبيا برناردينو ليون، يرعى اختتام دورة دبلوماسية في أبوظبي" بلا قلق أو تخفي أو مواربة  مدير عام أكاديمية الإمارات الدبلوماسية (الحالي) يمارس مهام منصبه الجديد، تحت أعين الكاميرات والإعلام برغم أن منصبه الجديد، والمفاوضات التي جرت حوله قبل تعيينه مثلت فضيحة كبرى للمبعوث وللمنظمة الأممية وضربت نزاهتها وحياديتها في الصميم كأهم مقوم يمنحها شرعية ومصداقية، الأمر الذي يضيف أدلة إدانة جديدة للأطراف الثلاثة ليون وأبو ظبي والأمم المتحدة ويعيد فتح سجل الاتهامات ذاتها ويعزز من صدقيتها.

لماذا لم تحقق الأمم المتحدة مع ليون الذي يمارس بحرية كاملة مهام منصبه الجديد، فقد اختتمت أكاديمية الإمارات الدبلوماسية دورة تدريبية تفاعلية شملت أكثر من 100 طالب وطالبة من الطلبة المشاركين في برنامج سفراء شباب الإمارات، وذكرت صحيفة "الاتحاد" أن الدورة استمرت لمدة 3 أيام في مقر الأكاديمية بأبوظبي، وقال برناردينو ليون، مدير عام أكاديمية الإمارات الدبلوماسية: "تسعى الأكاديمية إلى إيجاد نوع من التكامل بين المعارف الأكاديمية والجوانب والمهارات العملية في العلاقات الدولية، والذي يسهم بدوره في إعداد الجيل القادم من الكوادر الدبلوماسية المميزة عالمياً".
 
يذكر أن الأكاديمية الدبلوماسية أعلنت في نوفمبر  الماضي بأن برناردينو ليون سيتولى منصب مديرها العام، بما شكل فضيحة من العيار الثقيل، حيث شغل الدبلوماسي الإسباني مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، وهو الأمر الذي عزز الاتهامات ضد أبوظبي بالتدخل في الشأن الليبي وترجيح كفة برلمان طبرق ومن خلفه قائد عملية الانقلاب الفاشلة خليفة حفتر، على البرلمان الوطني المنتخب  في طرابلس.
 
يحصل المبعوث الأممي السابق على راتب شهري تفوق فيه على راتب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يحصل على 33 ألف دولار شهريا، فيما راتب برناردينو مقداره 35 ألف جنيه إسترليني، واعتبرت مصادر إعلامية الخبر حينها فضيحة تسدد ضربة لمصداقية مؤسسة الأمم المتحدة.

و برغم الاتهامات والشبهات "ليون" يعمل طليقا بلا محاسبة أو أدنى مساءلة، برغم أن عمله بالأكاديمية الإماراتية هو بحد ذاته دليل إدانة أثبت صحة الاتهامات الموجهة إليه، فقد اتهمت صحيفة "الغارديان" البريطانية، الإمارات باستخدام ليبيا ساحة حرب بالوكالة ضد الإسلاميين، حيث عرضت على المبعوث الأممي برناردينو ليون راتبًا يوميًا مقداره ألف جنيه إسترليني، وتقول "الغارديان" في تقرير أعده رانديب راميشن، في 4 نوفمبر 2015 إن المبعوث الأممي سيحصل على راتب شهري مقداره 35 ألف جنيه إسترليني لتدريب الدبلوماسيين الإماراتيين، ودعم السياسة الخارجية الإماراتية.
 
ولفت "راميشن" إلى أن المبعوث الأممي لليبيا ووزير الخارجية الإسباني السابق "ليون"، قضى الصيف وهو يتفاوض حول وظيفة في دولة خليجية– يقصد الإمارات– تدعم طرفًا في الحرب الدائرة في ليبيا، التي يقوم بالتوسط بين أطراف النزاع فيها.
 
ونقل التقرير عن محللين قولهم: إن الحرب الأهلية الليبية تتغذى من التنافس الخارجي. مشيرين إلى أن مصر والإمارات تستخدمان البلد ساحة حرب ضد الإسلاميين، الذين يزعم أنهم يتلقون دعمًا من تركيا وقطر، وأفاد بأن الدولة الليبية تحولت إلى ساحة حرب أهلية تشارك فيها ما يقرب من 1600 فصيل مسلح، تعمل في بلد لا يتجاوز تعداد سكانه 6 ملايين نسمة. ويدعم كل فصيل منها جماعة أو جماعتين سياسيتين، المؤتمر الوطني الذي يمثل الإسلاميين ومجلس نواب طبرق.
 
وواصل التقرير نقل ما قاله "ليون" بأن خطته تقوم على "كسر التحالف الخطير" بين تجار مصراتة الأثرياء، والإسلاميين الذين يدعمون المؤتمر الوطني. وأضاف أنه يريد دعم مجلس نواب طبرق المدعوم من مصر والإمارات. وأشار "ليون" صراحة إلى إنه "لا يعمل من أجل خطة سياسية تضم الجميع"، ويتحدث عن استراتيجية "تنزع الشرعية عن المؤتمر الوطني". واعترف بأن "الحركات والمقترحات كلها تم التشاور فيها مع مجلس نواب طبرق والسفير الليبي في الإمارات عارف نايض، ورئيس الوزراء السابق المقيم في أبو ظبي محمد جبريل".
 
يعد المنصب الجديد ل"ليون" بالأكاديمية الإماراتية ورعايته للدورات التدريبية خير دليل على صدق اتهامات الجارديان، وضرورة أن تكون محل تحقيق من الأمم المتحدة مباشرة.
 
وقدكشفت صحف غربية عن سياسة إماراتية وعملية ممنهجة للتأثير في دوائر صنع القرار الغربي عبر شراء شخصيات نافذة في حكومات غربية والأمم المتحدة، منها علاقات وطيدة ومريبة ربطت السياسي البريطاني توني بلير بدولة الإمارات، المشهور بلقب"مهندس غزو وتدمير العراق واحتلالها" والذي لعب دورًا في دعم وتثبيت انقلاب الجنرال عبد الفتاح السيسي في مصر، حيث كشفت صحيفة "ذي فاينانشيال تايمز" في 25 يونيو 2014، "أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، توني بلير، أصبح وسيطاً سياسياً وتجارياً، يعمل خلف الكواليس بين حكومة الإمارات ودول العالم"، مشيرة إلى أن بلير أصبح شخصية مثيرة للجدل في المحيط السياسي البريطاني، ويواجه انتقادات من تيارات اليمين واليسار. وأشارت إلى أن بلير ينوي فتح مكتب في إمارة أبوظبي ضمن خطوة لتوسيع دوره "خلف الكواليس كوسيط سياسي وتجاري في الشرق الأوسط".
 
ونسبت الصحيفة البريطانية في تقريرها لصديق توني بلير، القول: "إن رئيس الوزراء البريطاني من المقربين لولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد، الذي يشاطره انتقاده الصارخ للجماعات الإسلامية".، وبحسب التقرير: لدى توني بلير عقد تجاري لتقديم الاستشارات لشركة "المبادلة" الإماراتية، التي تدير جزءاً من الثروة السيادية لحكومة أبوظبي، كما أنه يدعم الجنرال السيسي، الذي يقف ضد الإخوان المسلمين.
 
وقال التقرير إن بعض المطلعين على الأعمال، التي يقوم بها توني بلير أبلغوا ذي فايناشيال تايمز، أنه كلف مجموعة من الخبراء بكتابة تقرير عن تنظيم الإخوان المسلمين والاتهامات الموجهة لهم من قادة الجيش المصري، ومناصريهم الخليجيين بالتورط في عمليات "الإرهاب".
 

 

 

الكاتب