فتح ملف الأجانب " المرتزقة " في الجيش الإماراتي والأمن الداخلي

فتح ملف الأجانب " المرتزقة " في الجيش الإماراتي والأمن الداخلي

المرتزقة، أشخاص يأتون من كل حدب وصوب من دول مختلفة ليعملوا في المهام العسكرية والسرية في بلاد غير بلادهم الأصلية مقابل أجر مادي.

موقع "ساسة بوست" نشر ملفاً عن تأجير حكومة الإمارات لجيش من المرتزقة ( كولومبيون , نيباليون , وباكستانيون وغيرهم ) بداخل الدولة لمنع أي محاولة للاحتجاج أو الانتفاض ضد الحكومة، وفي الخارج لقمع الاحتجاجات في دول حلفاء الإمارات، أو للقتال كما في اليمن حيث يقاتل المرتزقة وهم مرتدون زي الجيش الإماراتي و بأسلحة إماراتية.

ومن المعروف أن شركة " بلاك ووتر " الأمريكية تعمل على تجنيد جيش من المرتزقة العسكريين لتوريدهم للدول المعنية بشكل تجاري/ وتعود الشركة للمالك " إيريك برنس " الذي باعها في 2007 واستقر في أبو ظبي هاربًا من الملاحقة القانونية في الولايات المتحدة، ووجدت السلطات الإماراتية فيه الكنز الذي تبحت عنه.

ويتحدث المفل عن توقيع الإمارات عقد مع " بلاك ووتر " بقيمة نصف مليار دولار سنوياً لعدد 800 مرتزق كولومبي تم تدريبهم على حرب العصابات وغيرها من التدريبات.

وقد استقدمت الإمارات قبل خمس سنوات كولومبيين إلى أبو ظبي كعمال بناء، لكن "التايمز " البريطانية كشفت أنهم مقاتلون كولومبيون مرتزقة من شركة " بلاك ووتر " وجاءوا لأداء مهام عسكرية، وذكرت مجلة " سيمانا" الكولومبية أن الإمارات تدفع للمجند بين 2800-18000 $ .

في وثيقة مسربة من وثائق “ويكيليكس” تعود إلى يناير 2007، تحدث ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان عن عدم ثقته بجيشه الإماراتي، وبعدم ثقته بولاء قوات الأمن لآل نهيان، وانتهج حكام الإمارات نفس النهج بأن “الجيش الوطني لبلادهم غير كاف”، وانطلاقًا من ذلك تم عقد صفقات مع شركات التأمين الأجنبية لتكوين قوة قادرة على تحدي أي خطر وحماية الدولة ونظامها الحاكم، خاصة بعد ازدياد وقوع ثورات الربيع العربي .

مثال على ذلك، ذكر تقرير في صحيفة " نيويورك تايمز " في 2011، وصول دفعة من المرتزقة الكولومبيين الذين تم نقلهم مباشرة إلى معسكر في الصحراء، وقد تم استئجار المعسكر من ولي عهد إمارة أبو ظبي من أجل إعداد كتيبة من 800 مرتزق للقيام بمهام خاصة داخل الإمارات وخارجها، ولحماية منشآت النفط وحراسة ناطحات السحاب وقمع أي محاولات لثورات داخلية، ومحاربة الارهاب ( من وجهة نظرهم ) داخل الإمارات، والدفاع عن الإمارات في حال تعرضها لهجوم من إيران، فحسب وثائق ويكيليكس فإن واحدًا من مهام هذه المرتزقة، هو الاستفادة منهم في حرمان “المتطرفين” من موطئ قدم فيها بدلا عن نهج السماح لهم بلعب دور في العملية السياسية في الإمارات، إذ يتخوف بن زايد من اكتساح الإسلاميين للحياة السياسية في الإمارات.

وتنقل “نيويورك تايمز” أن عمل مرتزقة الإمارات يتمثل “في صد الهجمات الإرهابية والسيطرة على الانتفاضات المدنية المطالبة بالديمقراطية، إذ تعاقدت الإمارات مع عناصر من الجيش الكولومبي لتقوية العسكرية الإماراتية في منطقة متوترة ولإسكات المعارضة”.

يذكر أن حكومة الإمارات أكدت أن الصفقة قانونية وجاءت للمساعدة في تطوير قوة عسكرية، وقال رئيس هيئة الإدارة والقوة البشرية جمعة الحميري أن المرتزقة يساعدون بالتخطيط والتدريب والدعم العملياتي وأكد بضرورتهم للتطوير العسكري لأكثر من 40ألف عنصر إماراتي على أهبة استعداد عالية .

أحد أبرز مهام الجنود المرتزقة في الإمارات هي " حماية السجون " أو بالأحرى القيام بمهام التعذيب للمعارضيين الإماراتيين والعرب، وأكد ذلك كثير من التقارير الحقوقية الإماراتية والدولية التي تؤكد وقوع ممارسات لا إنسانية يمارسها جهاز الأمن الإماراتي عبر مرتزقته ضد المعتقلين وذويهم، ويذكر في هذا السياق اعتداء المرتزقة النيباليين الذين يعملون في سجن " الرزين " على النساء والأطفال الذين جاؤوا لزيارة ذويهم، وكذلك ما حدث في أغسطس الماضي من ارتكاب انتهاكات من قبل الأجهزة الأمنية والمرتزقة بحق ستة معارضيين إماراتيين، و التي كشف عنها نجل الدكتور محمد المنصوري قائلا " الانتهاكات والإهانة من قبل المرتزقة النيباليين بلغت ذروتها فقد مارسوا تفتيشًا في أماكن (العورات) والتقييد للأيدي والأرجل والحرمان من صلاة الجمعة، بالإضافة إلى تجاهل إدارة السجن للنداءات بمقابلتهم”.

ونقل المنصوري عن والده “أن 30 نيباليًّا قاموا بتقييدهم وهجموا عليهم في مكان ضيق مع ليّ الأيدي خلف الظهر وتقييدها مع الأرجل بصورة أدت إلى إصابة البعض بجروح، وأخذ المرتزقة النيباليون بسحب الوالد مع الخمسة الآخرين بأسلوب همجي ورموهم في غرفهم ليمكثوا أكثر من ساعة مكتوفي الأيدي والأرجل وحرموهم من صلاة الجمعة وتناول الغداء وحتى قضاء الحاجة”.

في جانب آخر، ذكرت جريدة “التيمبو” الكولومبية أن “الجنود الكولومبيين سيشاركون في معارك صنعاء برفقة جنود التحالف السعودي ومن جنسيات أخرى، وأنه جرى اختيار الجنود الكولومبيين لخبرتهم في حروب المدن والشوارع”.

هذا وينفذ مقاتلون يرتدون الزي العسكري الإماراتي دوريات راجلة في عدة مواقع في اليمن، كشفت التقارير أنهم من  المرتزقة التابعين للإمارات وكانوا مقاتلين في القوات الكولومبية، قبل أن يصبحوا جزءً من جيش خاص تستأجره الإمارات من شركة " بلاك ووتر " الأمريكية ومؤخراً كلفوا بمهام قتالية ضد الحوثيين في اليمن .

 

لمتابعة الملف كاملاً كما نشره "ساسة بوست" .. اضغط هنا

الكاتب