تصاعد التوتر بين القوات سعودية ومليشيات "المجلس الانتقالي" المدعوم إماراتياً في سقطرى
كشف مصدر يمني مطلع عن أجواء من التوتر بين القوات السعودية والمليشيات المسلحة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من دولة الإمارات، تسود أرخبيل سقطرى الواقع في المحيط الهندي قبالة خليج عدن.
وقال المصدر اليمني، السبت، إن توترا يخيم على الأجواء في سقطرى بين القوات السعودية المتمركزة في الجزيرة منذ العام 2018، والمجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا، وصل حد وصف المملكة بـ"العدوان"، وهو الوصف الذي درج الحوثيون على تسمية التحالف العسكري الذي تقوده الرياض منذ سنوات ، بحسب ما أورده موقع "عربي 21".
وأضاف المصدر المطلع أن مجموعة مسلحة تابعة للانتقالي هاجمت في الأيام الماضية مستشفى سعوديا بالجزيرة، وأطلقوا النار عليه، في ظل حملة تحريض واسعة ضد القوات السعودية من قبل قيادات وكوادر المجلس المدعوم من أبوظبي.
وبحسب المصدر، فإن المجموعة المسلحة يعتقد أنها تتعاطى مواد مخدرة، كانت تترد كل ليلة إلى المستشفى السعودي في سقطرى، حيث تطالب إدارة المشفى بإعطائهم حبوبا يطلقون عليها "حبوب الكيف"، وهو ما قوبل بالرفض.
وسقطرى عبارة عن أرخبيل من 6 جزر على المحيط الهندي، وكانت حتى نهاية 2013 تتبع حضرموت (شرقا)، قبل أن يصدر الرئيس اليمني، عبد ربه هادي، قرارا بتحويل الجزر إلى محافظة "أرخبيل سقطرى".
وأشار المصدر إلى أنه وإثر التردد المستمر العناصر المسلحة التابعة للانتقالي، والقادمة من محافظة الضالع، جنوبا، حيث يتحدر منها رئيس المجلس المنادي بانفصال جنوب البلاد عن شمالها، عيدروس الزبيدي، إلى المستشفى الذي يشرف على إدارته سعوديون، وجهت قيادة القوات السعودية طلبا لقيادة المجلس بسقطرى بـ"إبعاد هذه العناصر عن الجزيرة تماما"، إلى مناطقهم التي قدموا منها.
وفي أعقاب الطلب السعودي، وفقا للمصدر اليمني، قامت العناصر المسلحة بإطلاق النار على المستشفى، دون أن ينتج عنه وقوع أي ضحايا.
وأوضح أن الإمارات تدير عبر مندوبيها المقيمين في سقطرى حملة تحريض وعبر المجلس الانتقالي ضد القوات السعودية، التي تتقاسم السيطرة على الجزيرة مع مليشيات المجلس منذ طرد السلطة المحلية الموالية للحكومة الشرعية في يونيو/ حزيران 2020.
وذكر المصدر أن الحملة التحريضية ضد المملكة حملت عناوين عدة منها "إنهاء وجودها العسكري بسقطرى، واتهامها بأنها "حجرة عثرة أمام تحقيق حلم المجلس في الانفصال".
فيما ارتفع سقف الحملة التي يديرها ضباط إماراتيون إلى نعت السعودية بـ"ممارسة العدوان ضد الانتقالي"، وتعبئة أنصارها في الجزيرة بذلك.
ومنذ حزيران/ يونيو الماضي، تسيطر مليشيات الانتقالي المدعومة من أبوظبي على مدينة حديبو، عاصمة أرخبيل سقطرى، وقامت بطرد قيادة السلطة البلدية منها، بعد مواجهات محدودة مع القوات الحكومية.
وتشهد محافظات جنوب اليمن، بينها العاصمة اليمنية المؤقتة، عدن، تصعيدا ضد الحكومة الشرعية، وتحشيدات عسكرية نحو محافظة أبين المحاذية لها من جهة الشرق، وسط مؤشرات عن تفجر الأوضاع مجددا مع القوات الحكومية.
وفي أحدث مظاهر التصعيد من قبل الانتقالي، تعرض مبنى شركة النفط (حكومية)، الفرع المحلي بعدن، للاقتحام والسيطرة عليه من قبل عناصر مسلحة تابعة للمجلس، وذلك لفرض مدير للشركة تم تعيينه من قبل محافظ عدن الموالي للانتقالي، أحمد لملس، رغم إلغاء القرار من قبل رئيس الوزراء، معين عبدالملك، كونه ليس من اختصاصات لملس.
وقبل ذلك، تم اقتحام مقر المؤسسة الاقتصادية بعدن، التي تتبع وزارة الدفاع، من قبل قوة عسكرية موالية للانتقالي، بعد رفض مديرها، المعين بقرار جمهوري، قرار إقالته من قبل محافظ عدن، كون مثل هذه القرارات من اختصاصات الرئاسة.
واعتبر صحفيان سعوديان أن تعطيل الإمارات تنفيذ اتفاق الرياض حول اليمن، يضع العلاقات بين الرياض وأبو ظبي "تحت الاختبار".
وأشار الكاتب السياسي السعودي "سليمان العقيلي" في تغريدة على "تويتر" إلى أنه "إذا لم تساعد الإمارات في تنفيذ اتفاق الرياض حول اليمن، وظلت على موقفها بتعطيله، فأعتقد أن العلاقات بين البلدين ستظل تحت الاختبار".
من جهته، قال عبد الله آل هتيلة، مساعد رئيس التحرير في صحيفة عكاظ، إن المملكة العربية السعودية هي الدولة الوحيدة التي ليس لها أطماع في اليمن (في إشارة غير مباشرة لنفوذ وأطماع أبوظبي ثاني شريك إلى جانب الرياض في التحالف العسكري باليمن).