الغارديان:الإمارات استخدمت "بيغاسوس"للتجسس على صحفيين من"فايننشال تايمز"و"الإيكونومست"وزوجة خاشقجي

الغارديان:الإمارات استخدمت "بيغاسوس"للتجسس على صحفيين من"فايننشال تايمز"و"الإيكونومست"وزوجة خاشقجي

كشفت تسريبات لأرقام هواتف اختيرت للمراقبة عبر برنامج بيغاسوس الإسرائيلي، أن الإمارات اختارت رقم هاتف محررة صحيفة “فايننشال تايمز” وصحافيين في “وول ستريت جورنال” ومجلة “إيكونوميست” كأهداف محتملة للتجسس.

 

وكشفت صحيفة “الغارديان” أن أبو ظبي استخدمت برنامج التجسس الإسرائيلي بيغاسوس الذي أنتجته شركة “إن إس أو غروب”، لمحاولة التنصت على هاتف الصحافية رولا خلف، المولودة في لبنان ومحررة صحيفة “فايننشال تايمز” المهمة في بريطانيا. وتم تعيين خلف في العام الماضي كأول محررة في تاريخ الصحيفة، وهي واحدة من 180 صحافيا تم الكشف عن تعرض هواتفهم للقرصنة والاختراق عبر البرنامج الإسرائيلي.

 

وكشف التحقيق الذي نشرته “الغارديان” أن الإمارات استخدمت البرنامج في الماضي. وربما كانت وراء التجسس على صحافيين في “إيكونوميست” و”وول ستريت جورنال”. وربما استخدمته ضد 10 آلاف هاتف مرتبطة بصحافيين وناشطين.

وتم استخدام برنامج “بيغاسوس” الخبيث في عملية قتل صحافي “واشنطن بوست” جمال خاشقجي على يد فرقة موت في القنصلية السعودية باسطنبول عام 2018.

 

وتورطت شركة “أن أس أو غروب” التي تخضع لتنظيمات وزير الدفاع الإسرائيلي في سلسلة من الفضائح خلال السنوات الماضية، وتقدمت شركة “فيسبوك” بدعوى قضائية ضدها. والإمارات هي واحدة من عشر دول حددها تحقيق “الغارديان” و16 مؤسسة إعلامية دولية وتضم المغرب وأذربيجان وكازخستان والهند وهنغاريا والبحرين والمكسيك والسعودية.

 

ويُعتقد أن أبو ظبي استهدفت رولا خلف في عام 2018، عندما كانت نائبة لرئيس التحرير. وظهر رقم هاتفها في التسريب لأرقام اختيرت كأهداف محتملة للمراقبة. لكن ظهور الرقم في القائمة لا يعني أنه هاتفها تعرض للقرصنة أو محاولة الاختراق. وأظهر التسريب أن الإمارات اختارت 10 آلاف رقم كأهداف محتملة للاختراق.

لكن المنتج الرئيسي لـ“أن أو أس غروب” يمنح الزبائن فرصة استخراج الصور والرسائل والرسائل الإلكترونية وتسجيل المكالمات والتفعيل بطريقة سرية للميكروفون على أجهزة أيفون وأندرويد.

 

وظهر اسم الصحافي الأمريكي براديلي هوب، الذي كان في وقت اختيار اسمه موظفا في صحيفة “وول ستريت جورنال”. وكان برادلي يقوم بفحص المعلومات لكتاب عن فضيحة الفساد في الشركة الماليزية “1 أم دي بي” والتي أدت إلى محاكمة رئيس الوزراء الماليزي السابق نجيب عبد الرزاق. ويشير الكتاب إلى أن بعض الأموال أنفقت على يخت فاخر للشيخ منصور، عضو العائلة الحاكمة البارزة في أبو ظبي، ونائب رئيس الوزراء ومالك نادي مانشستر سيتي الإنكليزي.

 

ويُعتقد أن الإمارات هي وراء وضع اسم هوب الذي أخبر صحيفة “الغارديان”: “أعتقد أن أي شخص استهدف هاتفي كان يريد معرفة من هم مصادري؟”. وأضاف: “كانوا يريدون معرفة الذين يزودونني بالرؤية الثاقبة”. وكانت جماعات حقوق الإنسان قد عبّرت عن مخاوفها من استخدام الإمارات ودول الخليج برنامج التجسس الإسرائيلي. ففي عام 2018 قال “سيتزن لاب” في جامعة تورنتو بكندا، إن هناك “توسعاً مهماً” في استخدام السعودية والإمارات والبحرين لبرنامج بيغاسوس.

 

واستخدمت الرياض البرنامج لملاحقة خاشقجي قبل مقتله. كما استخدمت السلطات السعودية البرنامج لمراقبة هواتف رجال الأعمال والمسؤولين والأمراء في الحملة التي أطلق عليها “مكافحة الفساد” وأمر بها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

وفي كانون الأول/ ديسمبر، قال 36 منتجا وصحافيا ومديرا في قناة الجزيرة القطرية، إن هواتفهم اخترقتها السعودية والإمارات باستخدام برنامج بيغاسوس.

 

وبدعم من شركة التكنولوجيا العملاقة “مايكروسوفت” قدمت شركة فيسبوك دعوى قضائية ضد الشركة الإسرائيلية، متهمة إياها باستهداف 1400 هاتف ببرنامج التجسس الذي يمكن استخدامه للحصول على رسائل واتساب الذي تملكه فيسبوك. وقال متحدث باسم “فايننشال تايمز”: “حرية الصحافة ضرورية وتدخل الدولة غير القانوني أو مراقبة الصحافيين” غير مقبولة.

 

وأضافت صحيفة “الغارديان” أن السعودية وحليفتها الإمارات استخدمتا “بيغاسوس” للتجسس على عائلة الصحافي جمال خاشقجي. مشيرة إلى أن شاليف هوليو، المدير التنفيذي للشركة قال في مقابلة مع برنامج “ستون دقيقة” الأمريكي في آذار/مارس 2019: “أقول لك بوضوح، لا علاقة لنا بهذه الجريمة الرهيبة”، لكن تحقيق الصحيفة المشترك مع صحف أخرى، كشف عن أدلة جديدة، وهي أن البرنامج استخدم لمراقبة الأشخاص المقربين من خاشقجي قبل وبعد وفاته. وفي واحدة من الحالات، تم اختراق هاتف واحد في الدائرة القريبة من الصحافي بعد أربعة أيام من مقتله.

 

وقالت الصحيفة إن التحقيق يكشف عن محاولة السعودية وحليفتها الاستفادة من برنامج التجسس بعد مقتل خاشقجي لمراقبة المقربين منه والتحقيق التركي، بل واختارتا المدعي العام في اسطنبول كهدف محتمل للمراقبة.

وفي الوقت الذي استخدم فيه زبائن “أن أس أو” البرنامج لاستهداف المقربين من خاشقجي بعد مقتله، إلا أنه هناك ادلة عن استهداف زوجته حنان العتر في الفترة ما بين تشرين الثاني/ نوفمبر و18 نيسان/ أبريل 2018.

 

وفي عملية فحص لهاتف أندرويد الذي تستخدمه حنان العتر، وُجد أنها تلقت أربع رسائل تحتوي على روابط خبيثة مرتبطة ببيغاسوس. وكشف الفحص أن الاستهداف جاء من الإمارات. لكن التحليل لم يؤكد إن كان الجهاز قد اختُرق بالفعل أم لا.

 

وقالت العتر “حذرني جمال قبل أن يحدث هذا. وهو ما يجعلني أفكر أنهم كانوا مطلعين على ما حدث لجمال من خلالي”. وأضافت أنها “قلقة من مراقبة محادثاته مع المعارضين الآخرين من خلال هاتفها”، وأضافت: “تركت هاتفي على طاولة الشاي (في بيته بفرجينيا) في وقت كان جمال يتحدث مع رجل سعودي مرتين”.

 

وتم اختيار هاتف العتر من ضمن الأرقام التي تم تسريبها من زبائن “أن أس أو” كمرشحة للمراقبة. وحصلت “الغارديان” على الأرقام من خلال المنظمة غير الربحية  “فوربدن ستوريز” وفحصها “سيكيورتي لاب” المشارك مع منظمة أمنستي إنترناشونال. وكشف التحليل الجنائي أيضا، أن هاتف خطيبته، خديجة جنكيز، تعرض للاختراق ببيغاسوس بعد أربعة أيام من مقتل خاشقجي، في 6 تشرين الأول/ أكتوبر 2018. وكانت هناك محاولات اختراق لهاتفها ليومين في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2018، وتبع ذلك عملية أخرى في حزيران/ يونيو 2019، مع أن العمليات لم تنجح على ما يبدو.

 

ويقترح تحليل البيانات، أن السعودية هي من تقف وراء محاولات اختراق هاتفها. وقالت جنكيز إنها لم تستغرب محاولات الاختراق: “كنت أفكر بهذا بعد الجريمة ولكن ما يمكن عمله”. وقالت الصحيفة إن صديق خاشقجي وضاح خنفر، مدير قناة الجزيرة السابق، تعرض هاتفه للاختراق ببرنامج بيغاسوس، وأظهر التحليل أن هاتفه تعرض للهجوم في تموز/يوليو 2021.

 

وتكشف التسريبات والتحليل الجنائي أن السعودية وحلفاءها استخدموا برنامج بيغاسوس في المرحلة التي أعقبت مقتل خاشقجي للتجسس على حملة المطالبة بتحقيق العدالة له ونية بالتجسس على التحقيق التركي. وتم استهداف كل من عزام التميمي، الصحافي الفلسطيني، ومضاوي الرشيد الأكاديمية والمعارضة السعودية، ونجل خاشقجي عبد الله. وكشف تحليل لهاتف الرشيد وجود أدلة على محاولة اختراق في نيسان/ أبريل 2019 بدون أدلة على دخول ناجح لبرنامج التجسس.

 

وورد اسم يحيى العسيري، الناشط السعودي في بريطانيا الذي يوثق انتهاكات حقوق الإنسان. وياسين أقطاي، صديق خاشقجي ومساعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وفي مقابلة مع أقطاي قال إنه أبلغ المسؤولين الأمنيين الأتراك بأن هاتفه اختُرق بعد مقتل خاشقجي، وأن السعوديين كانوا يريدون رسم خريطة لروابط الصحافي، “لم يكن ضروريا، فقد كنت مجرد صديق له”.

 

كما تمت محاولة اختراق هاتف المدعي العام التركي عرفان فيدان الذي اتهم رسميا 20 سعوديا بالجريمة. وبدون تحليل لهاتفه وهواتف الآخرين، فمن الصعب التأكد إن كانت قد تعرضت للإصابة بـ”بيغاسوس”.

الكاتب