محافظ مأرب: الحوثيون فرضوا “معركة عبثية”.. والأحمر يتهم إيران والإمارات بعرقلة جهود إحلال السلام
أعلن محافظ محافظة مأرب، شرقي اليمن، الشيخ سلطان العرادة، أن جماعة الحوثي الانقلابية فرضت (معركة عبثية) على محافظة مأرب خصوصا وعلى اليمن بشكل عام، فيما اتهم عضو مجلس النواب ورجل الأعمال البارز الشيخ حميد الأحمر دولتي إيران والإمارات بإعاقة جهود السلام في اليمن من خلال تغذية الصراع المسلح في البلاد.
وقال الشيخ العرادة في كلمة له أمس “فرضت علينا (جماعة الحوثي) معركة عبثية، تريد تغيير عقيدتنا وهويتنا، معركة تريد أن تختزلنا في أسرة واحدة، تظن أنها لها علاقة بربها، وأنه وكّلها علينا لوحدها، وهذا أمر يخالف الدين ويخالف القانون والأعراف ويخالف الإنسانية بأكملها”، مشيرا إلى أن السلطة الشرعية لا ترغب في أن تسيل قطرة دم واحدة في البلاد.
وأضاف “ليعلم الجميع وليعلم الحوثي ومن وراء الحوثي أننا لا نقاتل من أجل منصب ولا من أجل مصلحة أو غير ذلك، بل نقاتل من أجل ديننا وأرضنا وكرامتنا، ومن أجل مبادئ الجمهورية والثورة، وسنظل على هذا الطريق، ويأبى الله أن تحكمنا شرذمة وشلة مثل هؤلاء”، في إشارة إلى الحوثيين الذين انقلبوا على السلطة الشرعية في اليمن وأعلنوا أحقيتهم بالسلطة دون غيرهم بمبرر أنهم أصحاب (الحق الإلهي) في الحكم وهو ما يتنافى مع الدستور والقوانين النافذة وأيضا يتعارض مع أصول وقواعد الديمقراطية.
وأوضح العرادة أن جماعة الحوثي “ساقت الشعب اليمني للموت حتى من يقف في صفها… نحن نحزن على أبناء الشعب اليمني الذين يجرهم الحوثي لمجازر الموت يوميا، لكن ماذا نفعل؟ ليس لدينا خيار آخر أمام هؤلاء الذين يريدون أن يحكمونا بالقتل والدماء والدمار”.
وكشف أن الحوثيين فشلوا في اجتياح مدينة مأرب عسكريا طوال فترة السبع السنوات الماضية، وهو ما اضطرها مؤخرا الى افتعال مشاكل داخلية في مأرب عبر إثارة القلاقل الأمنية وإثارة المشاكل بين قبائل مأرب، على الحدود بينهم، وبين أهل الدماء، واستهداف كبار القوم ووجهائهم وقياداتهم وإثارة القلاقل بينهم، وقطع الطرقات وقال “فليعلموا أننا ندرك مخططاتهم وسنظل ندافع عن مبادئنا وعقيدتنا وأرضنا ولن نرضى أن يحكمنا الحوثي وميليشياته”.
في غضون ذلك اتهم عضو مجلس النواب (البرلمان) ورجل الأعمال اليمني، الشيخ حميد الأحمر، دولتي إيران والإمارات العربية المتحدة بعرقلة جهود إحلال السلام في اليمن، وطالب المجتمع الدولي بممارسة ضغوطه عليهم لإثنائهم عن ذلك.
وقال خلال لقائه بالمبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيموثي ليندركينغ، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة إن “تساهل المجتمع الدولي مع الجهات المعيقة لاستعادة الدولة وإحلال السلام في اليمن هو أحد أهم أسباب تفاقم الأزمة المنهكة لليمن واليمنيين منذ الانقلاب المشؤوم عام 2014”.
وشدد على ضرورة قيام المجتمع الدولي وبالأخص الولايات المتحدة “التعامل بجدية وحزم أكبر مع هذه الجهات المعرقلة، وفي مقدمتها إيران والإمارات”.
وأوضح الأحمر أن “التعامل الأمريكي والدولي مع الملف اليمني يجب أن يراعي أولا وأساساً مصلحة اليمن واليمنيين قبل مصلحة أي جهة أو طرف إقليمي أو دولي”. وأشار إلى أن جماعة الحوثي فهمت مبادرة الإدارة الأمريكية الجديدة برفع اسمها من قائمة الإرهاب بشكل خاطئ، وأن “تبعيتها لإيران وطبيعة تكوينها وتفكيرها تجعلها غير مكترثة بدماء ومعاناة اليمنيين وغير جادة في السير باتجاه السلام، وأنها لن تأتي إلى السلام إلا مرغمة”.
وأوضح أن من أولويات تحقيق السلام في اليمن “دعم الشرعية وتمكينها وقياداتها من العودة إلى الداخل وإدارة المناطق المحررة، ودعم الاقتصاد اليمني، والتعجيل بتطبيق اتفاق الرياض والوقوف بحزم أمام عبث الإمارات وأدواتها”.
وأشار الأحمر إلى أنه “بإمكان اليمنيين متى توافرت النوايا الصادقة وتوقفت التدخلات الخارجية العابثة الوصول إلى صيغة عادلة ومرضية للتعايش والوئام، انطلاقا من الثوابت الوطنية والحقائق ومن الدستور والقانون”.
من جانبه قال السفير البريطاني الجديد الى اليمن ريتشارد أوبنهايم، في أول تواصل إعلامي له مع اليمنيين عبر حسابه الرسمي في موقع التدوين المصغر (تويتر) إن “الصراع تسبب في معاناة شديدة لملايين اليمنيين، وأدى إلى خسائر كبيرة في الأرواح”. وأضاف “أتطلع إلى العمل مع زملاء يمنيين من كل الأطياف السياسية ومن المنظمات غير الحكومية من خلال الاستماع لوجهات النظر المختلفة”.
وذكر أنه من أجل “الوصول إلى تسوية دائمة يجب أن تشترك كل الأطراف، وليس فقط المتورطون في الصراع”، مشيرا إلى أن في مقدمة ذلك “الجماعات التي لديها اهتمام بالسلام”.
وأضاف أوبنهايم “هدفي مساعدة اليمنيين للحصول على السلام الدائم وسوف أعمل عن قرب مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة والآخرين في المجتمع الدولي لتحقيق هذا الهدف”.