تل أبيب تتطلع لمعرض «إكسبو دبي» لتعزيز علاقاتها التجارية المتنامية مع الأمارات
تتطلع "إسرائيل" ودولة الإمارات العربية المتحدة، اللتان طبعتا العلاقات قبل عام، إلى معرض «إكسبو دبي العالمي» الذي ينطلق في أكتوبر/تشرين الأول المقبل لتعزيز العلاقات التجارية، التي تبلغ قيمتها حاليا نحو 712 مليون دولار.
وفي حين أن الرقم، الوارد في بيانات إسرائيلية، ضئيل مقارنة مع صادرات الإمارات البالغة 24 مليار دولار في 2019 إلى أكبر وجهة لها وهي السعودية، فإن الحكومة الإسرائيلية تتوقع ارتفاع التجارة مع الإمارات إلى مليار دولار في نهاية العام.
وقالت إسرائيل هذا الأسبوع على حسابها في موقع تويتر الذي تغرد فيه بالعربية أنها تستهدف ثلاثة مليارات دولار في ثلاث سنوات.
وأصبحت الإمارات أول دولة خليجية تطبع العلاقات مع إسرائيل في تحرك أحدث هزة، وهي تروج للمزايا الاقتصادية للاتفاق. ففي سبتمبر/أيلول من العام الماضي وقعت الإمارات والبحرين اتفاقات توسطت فيها الولايات المتحدة لإقامة علاقات مع إسرائيل، وتلاهما السودان والمغرب.
ويشمل القدر الأكبر من التجارة بين الإمارات وإسرائيل، اللتين يتساوى الناتج المحلي الإجمالي السنوي لهما عند نحو 400 مليار دولار، واردات من مركز الخدمات اللوجيستية وإعادة التصدير المهيمن في الخليج، بما في ذلك المنتجات البلاستيكية والإلكترونية وقطع غيار السيارات والأحجار الكريمة.
وذكرت دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية أن البلاد سجلت واردات بقيمة 457 مليون دولار من الإمارات في الفترة بين يناير/كانون الثاني 2020 ويونيو/حزيران من العام الجاري، وصدرت إليها ما قيمته 255 مليون دولار.
وقالت دبي، التي تضم أكبر ميناء في المنطقة لإعادة الشحن في جبل علي، في يناير/كانون الثاني إن التجارة الثنائية منذ سبتمبر/أيلول 2020 بلغت 272 مليون دولار.
وقال زئيف لافي، من اتحاد غرف التجارة الإسرائيلية، أن التطبيع وسّع تجارة إسرائيل داخل منطقة الشرق الأوسط عبر الإمارات. وأضاف «أصبحنا أكثر اندماجاً في المنطقة بكثير».
وكانت إسرائيل في العادة تصدّر منتجاتها إلى الدول العربية عبر بلدان أخرى، أو عبر هياكل معقدة خارج المنطقة.
وقال لافي أن الاتفاق المبرم مع الإمارات يشجع كذلك التجارة مع مصر والأردن اللتين وقعت إسرائيل معهما اتفاقات سلام منذ عقود.
وأضاف «رأى الكثيرون في مجتمع الأعمال في هذين البلدين أنه لا بأس من ممارسة الأعمال في إسرائيل… نشهد اهتماماً من رجال الأعمال أكبر بكثير».
وقال إيتان نائييه، القائم بأعمال السفارة الإسرائيلية في الإمارات، إنه سيجري توقيع عدد غير قليل من الاتفاقات في الأشهر المقبلة، في ظل زيارة عدد من الوزراء لـ»معرض إكسبو2020 دبي» المعرض العالمي الذي تنطلق فعالياته قريبا بعد تأخير لمدة عام بسبب الجائحة.
وأضاف «نحتاج فعلياً لبدء العمل على العلاقات على المستوى المؤسسي بين المؤسسات المالية والبنوك والصناديق والشركات الكبرى».
ويتوقع عبد الله باقر، رئيس «مجلس الأعمال الإماراتي/الإسرائيلي» إبرام اتفاقات كبيرة في مجالات الأنشطة اللوجيستية والأدوية وحاضنات الشركات الناشئة هذا العام.
وقالت إسرائيل أنها تخطط لافتتاح مكتب ملحق اقتصادي في أبوظبي هذا الصيف، وأن الإمارات وإسرائيل تناقشان اتفاقاً للتجارة الحرة.
وحتى الآن، جرى توقيع عشرة اتفاقات على مستوى الحكومات بين البلدين، تشمل الازدواج الضريبي وتأشيرات السفر والخدمات المالية واتفاقات لمكافحة غسل الأموال.
وتشمل الصفقات المعلنة نحو 40 مذكرة تفاهم، وقرابة 30 نوعا آخر من الاتفاقات الإستراتيجية أو التعاون أو التوزيع، ترتبط بقطاعات الخدمات المالية والطاقة والرياضة والزراعة والطيران والفضاء والإعلام وكذلك ترويج الاستثمار والتكنولوجيا المتعلقة بكوفيد-19.
لكن جواً من الهدوء اكتنف إعلاناً عن إنشاء صندوق حجمه ثلاثة مليارات دولار بمشاركة الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات لتشجيع استثمارات القطاع الخاص والتعاون الإقليمي، وكذلك صندوق حجمه عشرة مليارات دولار يُموله القطاع الخاص والأموال الحكومية في الإمارات أُعلن عنه في مارس/آذار للاستثمار في قطاعات إستراتيجية في إسرائيل.
وقال جان فريدريك، المدير الكبير في وكالة «فيتش» للتصنيف الإئتماني «يستغرق تأسيس الروابط التجارية بعض الوقت ومن شبه المؤكد أن الجائحة تسببت في تعقيد هذا».