هآرتس: هل تجاوزت إنجازات اتفاق التطبيع الجانب الاقتصادي مع الإمارات؟

هآرتس: هل تجاوزت إنجازات اتفاق التطبيع الجانب الاقتصادي مع الإمارات؟

قال كاتب إسرائيلي إن "مرور عام كامل على توقيع اتفاقيات التطبيع يعيد إلى الأذهان ما حصل خلف الكواليس من اتصالات سرية، بدأت في 15 شباط/ فبراير 2017، حين استضاف البيت الأبيض الاجتماع الأول بين رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، واستنتاجهما أن المنطقة أصبحت ناضجة لعلاقات التطبيع مع دول الخليج".

وأضاف أريئيل كاهانا في مقال بصحيفة إسرائيل اليوم،أن "نتنياهو استغل وصول ترامب للسلطة لمحاولة تجاوز رفض إدارة باراك أوباما ووزير خارجيته جون كيري تحقيق أي اختراق تطبيعي، دون حصول تقدم في القضية الفلسطينية".

وكشف النقاب عن أن "نتنياهو أعاد أمام ترامب ذلك اللقاء التاريخي بين الرئيس الأمريكي الراحل روزفلت ومؤسس السعودية ابن سعود في سفينة عبر قناة السويس، وحينها وُلد التحالف بين السعودية والولايات المتحدة فعليًا، وبهذه الروح طلب نتنياهو من مضيفه ترامب أن يجمعه بولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والإماراتي محمد بن زايد، ومن ثم سيصنعون التاريخ، على حد وصفه".

وأشار إلى أن "رون درامر السفير الإسرائيلي في واشنطن، والأقرب لنتنياهو، روج وجهة النظر الإسرائيلية للتطبيع عامي 2018-2019، وفي مؤتمر اللجنة اليهودية الأمريكية في حزيران 2019، قال إن "هناك فرصة، وأنا متفائل أكثر من أي وقت بمصالحة بين إسرائيل والعرب"، فيما توالت الاستكشافات المبكرة للأمريكيين بأن الاختراق على الجانب العربي بات ممكنًا، لكن لم يعرف الإسرائيليون أي دولة ستكون أول من ينضم للعربة".

يقول درامر إن "الافتراض السائد كان أن الإمارات في وضع أكثر نضجًا، دون وجود اتفاق سري مع محمد بن زايد ، فيما ذكر أحد أعضاء مجلس النواب الذي لعب دورًا حاسمًا في العملية أنك إن سألتني في يناير 2020 من سيكون الأول، فسأقول المغرب على الفور، بالتزامن مع التحضيرات لإطلاق صفقة القرن أوائل 2019".

مسؤول إسرائيلي كبير عمل في الخفاء قال إن "دول الخليج أرادت إحراز تقدم في القضية الفلسطينية، لكنهم لم يعودوا يوافقون على إعطاء أبي مازن مفاتيح تطبيعهم مع إسرائيل، وهذا هو لب الموضوع، بحيث لم تعد علاقة بين الانفراج مع دول الخليج واتفاق مع الفلسطينيين، حتى عقد جاريد كوشنر مستشار ترامب وصهره "ورشة البحرين الاقتصادية" في صيف 2019".

وأوضح أن "الإسرائيليين والعرب والدوليين ناقشوا برامج تطوير الاقتصاد الفلسطيني، لكن الفلسطينيين قاطعوا المؤتمر، رغم أنه شكل علامة فارقة في قادم الأحداث، التي تمثلت بإعلان صفقة القرن في 28 يناير 2020 خلال حفل في البيت الأبيض، بحضور سفراء عمان والبحرين والإمارات، حتى فاجأنا السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة في 12 يونيو 2020 بنشر مقال غير عادي في الصحافة الإسرائيلية".

في توقيت لافت، يقول الكاتب: "دخل المبعوث الأمريكي الخاص آفي بيركوفيتش على خط التطبيع، وبدأ بمساعيه لتأجيل تطبيق خطة الضم في الضفة الغربية خشية تعثر مسار التطبيع مع الإمارات بالذات، وبعد أن طالبت الإمارات "بإلغاء" الضم بشكل دائم، تراجع موقفها إلى "التعليق"، وهنا قدم الأمريكيون والإسرائيليون قائمة موحدة، وطالبوا بمصالحة عامة كاملة".

وأشار إلى أن اسم "الاتفاقيات الإبراهيمية" وُلد قبل ساعة فقط من المكالمة الهاتفية التاريخية بين ترامب ونتنياهو ومحمد بن زايد في 13 أغسطس 2020، وأصر بيركوفيتش على أن الاتفاقية تشمل رحلات جوية مباشرة بين البلدين، وبالفعل فقد أثبتت نفسها، لأن أكثر من 200 ألف إسرائيلي سافروا للإمارات هذا العام، ورغم كورونا، فهناك تعاون واتفاقيات بين الدول والأفراد في مجموعة واسعة من المجالات.

 

 

الكاتب