تحركات في شبوة للتصعيد رفضاً لتواجد القوات الإماراتية في محطة بلحاف للغاز شرق اليمن
كشف مصدر يمني مسول، السبت، عن خطوات تصعيدية ستشهدها الأسابيع القليلة القادمة ضد القوات الإماراتية المتواجدة في أكبر منشأة لتصدير الغاز المسال جنوب شرق البلاد.
وقال المصدر المسؤول إن السلطات في محافظة شبوة تدرس التصعيد قضائيا، وذلك برفع دعوى في المحاكم المحلية ضد دولة الإمارات، التي حولت منشأة بلحاف الغازية إلى ثكنة عسكرية منذ سنوات، بحسب ما أورده موقع " عربي 21".
وأضاف المصدر أن هذه الخطوة واحدة من الخيارات التي وضعتها سلطات شبوة، تزامنا مع مخاطبة الحكومة المعترف بها، بـ"ضرورة إخراج القوات الإماراتية من المنشأة الغازية لاستئناف العمل فيها"، في ظل حالة الانهيار الاقتصادي الذي يشهده البلد، ومن ذلك الانهيار التاريخي للعملة المحلية مقابل العملات الأجنبية.
يأتي ذلك بعد أيام من تحذير حاكم شبوة، محمد بن عديو، لدولة الإمارات بأن "صبرنا لن يطول".
ومنذ سنوات، تسيطر قوات إماراتية على "بلحاف"، حيث توجد أكبر منشأة يمنية مخصصة لتصدير الغاز المسال عبر الأنبوب الرئيس الممتد من محافظة مأرب وحتى ساحل بحر العرب، والمتوقف عن التصدير منذ العام 2015.
وأكد المصدر اليمني المسؤول أن السلطات المحلية في شبوة ستنتظر ما ستصدره المحاكم اليمنية ضد القوات الإماراتية، التي حولت المنشأة إلى ثكنة ومركزا لتجميع المليشيات الانفصالية المتمردة ضد الحكومة الشرعية.
وأشار إلى أن قرار المحاكم سيحدد الخيارات التالية ضد تلك القوات، ومنها الخيار العسكري، لإخراجها بالقوة من منشأة بلحاف في مديرية رضوم، جنوب شرقي مدينة عتق، المركز الإداري لمحافظة شبوة.
ومنشأة بلحاف هي أحد أهم المشاريع الاستراتيجية في اليمن، حيث كلف إنشاؤها 4.5 مليار دولار، وهي مخصصة لتخزين وتصدير الغاز الطبيعي المسال القادم من مأرب، شمال شرقي البلاد.
ولم يتوقف المسؤولون اليمنيون في شبوة عن المطالبة بإخلاء منشأة بلحاف لتصدير الغاز المسال" من القوات الإماراتية، تمهيدا لإعادة تشغيلها.
والثلاثاء الماضي، طالب محافظ محافظة شبوة اليمنية الإمارات بالكف عن إيذاء اليمن، والتوقف عن تحويل موارد اليمن من مصادر للحياة إلى بؤر للتمرد.
وتساءل بن عديو، في بيان له، بالذكرى السنوية لسيطرة الحكومة على المحافظة في أغسطس/ آب 2019، موجها حديثه للإمارات: "لم كل هذا العداء لليمن، وصنع مآسيه، ودعم التمرد على قيادته، والتحكم بموارده، والإصرار على إيذائه؟".
وأضاف بن عديو: "ارفعوا يدكم التي تضغط على جراح الناس المؤلمة".
واستطرد قائلا: "للإخوة في الإمارات، توقفوا عن تحويل موارد اليمن من مصادر للحياة إلى بؤر للتمرد"،
وقال محافظ شبوة : "منشأة تصدير الغاز في بالحاف يجب أن تكون شريان حياة للشعب في هذا الوقت العصيب، بينما تحولونها من مصدر لتجميع الغاز وتصديره وإنقاذ العملة واقتصاد البلد إلى تجميع للمليشيات وتصدير للتمرد".
وأكد محافظ شبوة أن الشعب اليمني شعب عظيم، شيد حضارات ودول، ونقل الحضارة للشرق والغرب، وفي تاريخه كله لم يكن له في دولتكم، أي الإمارات، إﻻ كل بصمات الخير.
وحذر أبوظبي من أن "صبر الناس لا يمكن أن يطول".
وشدد على أن بقاء المؤسسات الإيرادية، وخصوصا (منشأة بالحاف)، معطلة لن يغير من المعاناة التي يعاني منها المواطن، داعيا إلى "موقف وطني صلب ينقذ اليمنيين من هذه الحال".
ويتكبد اليمن خسائر كبيرة جراء وقف تصدير الغاز، بفعل تحويل منشأة بلحاف ومينائها إلى قاعدة عسكرية إماراتية منذ العام 2016، وهو ما حرم البلد من عائدات مالية تتراوح بنحو 6 مليارات دولار خلال الأعوام الماضية.