ميدل إيست آي: الإمارات حولت ميناء الغاز والنفط في بلحاف اليمنية لثكنة عسكرية.. ومطالبات بخروجهم

ميدل إيست آي: الإمارات حولت ميناء الغاز والنفط في بلحاف اليمنية لثكنة عسكرية.. ومطالبات بخروجهم

نشر موقع “ميدل إيست آي” تقريرا حول تحول ميناء بلحاف الذي كان مركزا صناعيا في اليمن لثكنة عسكرية إماراتية. وجاء فيه أن الإمارات العربية المتحدة دخلت اليمن لأول مرة في 2015 كجزء من التحالف الذي قادته السعودية لإخراج المتمردين الحوثيين الذي سيطروا على العاصمة صنعاء.

 

وكان التحالف يهدف لمنع تحول اليمن إلى مركز للقوى المعادية لدول الخليج. ومنذ ذلك الوقت تورطت الإمارات في نزاعات اليمن الداخلية ودعمت المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يريد فصل الجنوب عن الشمال ضد الحكومة التي تدعمها السعودية وحولت معظم جنوب اليمن إلى إقطاعية خاصة بها.

 

وكدليل على هذا هو ميناء بلحاف، الذي كان شريان حياة للاقتصاد في جنوب اليمن، وذلك بسبب تصدير الغاز الطبيعي المسال، والذي سيطرت عليه الإمارات منذ سنوات وحولته إلى ثكنة عسكرية. وبدخول الحرب عامها السابع فمحافظة شبوة التي يقع ميناء بلحاف في أراضيها، هي في يد الحكومة المعترف بها دوليا واستعادتها من القوات الإماراتية في 2019، إلا أن ميناء بلحاف ظل في يد الإماراتيين، مما أغضب السكان المحليين الراغبين بعودة الميناء إلى وضعه الطبيعي السابق كمركز تصدير للغاز ويعزز اقتصاد يعاني فيه غالبية اليمنيين من الفقر.

 

وسيطرت الإمارات على الميناء الذي أنشئت فيه أول محطة للغاز المسال عام 2006، في العام الذي تلا تدخلها مع السعودية في اليمن.

 

واتهم محافظ شبوة محمد صالح بن عديو الإماراتيين باختطاف الأرصدة المهمة في البلد واستخدامها من أجل إثارة “التمرد”. وكتب في تغريدة نشرها يوم 24 آب/ أغسطس على تويتر: “يجب أن يكون تصدير الغاز من بلحاف شريان الحياة للناس في هذه الأوضاع الصعبة. وأنتم تقومون (الإماراتيون) بتحويله من مصدر جمع وتصدير الغاز لإنقاذ العملة واقتصاد البلد إلى مجموعة من الميليشيات لتصدير التمرد”.

 

ويضيف الموقع أن سيادة اليمن على الميناء أصبحت نقطة توتر، وقامت الإمارات في الأسابيع الماضية بمحاولة تجنيد المقاتلين للمعسكر وردت السلطات المحلية باعتقالهم وإقامة حواجز تفتيش على الطرقات في بلحاف.

 

وفي الوقت الذي تثور فيه المخاوف من مواجهة بين القوتين إلا أن السلطات المحلية راغبة بعودة الميناء مصدر الدخل الوطني لسيطرة اليمنيين.

 

وقال مواطن اسمه صالح في شبوة “لا يوجد حوثيون في شبوة وبلحاف هو ميناء صناعي لتصدير النفط والغاز وليس ثكنة عسكرية، وعلى الإمارات وداعميهم عدم البقاء هناك لحظة”.

 

وأضاف صالح أن غالبية سكان شبوة تعارض الوجود الإماراتي في بلحاف وأنه لو أراد الإماراتيون قتال الحوثيين فعليهم البحث عن مكان آخر. وتابع “المحافظ يسير في الاتجاه الصحيح ونحن ندعمه من أجل شبوة” و”المقاتلون في بلحاف هم إخواننا وكل ما نريده منهم هو الذهاب إلى معسكر للجنود ومغادرة بلحاف”.

 

وقام السعوديون يوم الإثنين بالتوسط بين الإماراتيين والمحافظ لكن لم يعلن عن نتائج الوساطة. وفي منشور على صفحة فيسبوك لمكتب شبوة الإعلامي جاء فيه أن المحافظ ناقش مع الوفد السعودي الانتهاكات المستمرة للقوات الإماراتية في بلحاف وتعبئتها للميليشيات المسلحة. وقال مصدر مطلع في المحافظة إن السعوديين التقوا المحافظ يوم الإثنين لكنهم لم يتوصلوا لاتفاق بعد محاولة السعوديين فرض شروط طلبها الإماراتيون.

 

وقال المصدر “المحافظ هو المسؤول عن المحافظة وهو مخول للطلب من الإماراتيين أو أي جهة أجنبية أخرى بمغادرة المحافظة”. و”أريد معرفة الهدف من وجودة القوات الإماراتية في بلحاف، فهم يخلقون التوتر والمواجهات بين النخبة الشبوية والقوات المؤيدة للحكومة”. وتحظى النخبة الشبوية بدعم من المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم بدوره من الإمارات.

وأوضح المصدر أن الوساطة السعودية مستمرة لكن المحافظ متمسك بمطلب مغادرة الإماراتيين بلحاف.

وقبل الحرب كانت موارد النفط والغاز تشكل نسبة 70-75% من موارد الدولة ونسبة 90% من الصادرات، لكن التصدير توقف تقريبا مع بداية الحرب في 2015 وزادت الضائقة الاقتصادية. وتوقفت رواتب الموظفين في 2016 وانهارت قيمة العملة اليمنية من 215 ريالا إلى 1.000 ريال للدولار. وتحتاج نسبة 80% من السكان لمساعدات إنسانية، إضافة إلى 14.3 مليون نسمة يعانون من فقر حاد.

وفي تغريدة لعضو مجلس الرئاسة للمجلس الانتقالي الجنوبي ثابت سالم العولقي قال فيها إن الوضع مستقر في بلحاف، مضيفا أن نقاط التفتيش التي أقامتها قوات الحكومة حول بلحاف أزيلت وأفرج عن المقاتلين الموالين للإمارات. وتابع العولقي “يرفض التحالف كل أشكال الابتزاز ويحذر الإخوان المسلمين من مهاجمة مقرات التحالف”. واتهم محافظ شبوة بالتحيز نظرا لكونه رئيسا للفرع المحلي لحزب الإصلاح المرتبط بالإخوان المسلمين.

وعبر أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي عن دعمهم للإمارات التي دعمتهم كما قالوا طوال السنوات الست الماضية وستواصل دعمهم ضد حزب الإصلاح. وقال عبد الرحمن العبيد الداعم للمجلس الانتقالي “يسيطر الإخوان المسلمون على شبوة ويحاولون السيطرة على مصدرها الوطني ولكن لن نسمح لهم بهذا، لأنهم مرتزقة من الشمال”.

وقال “شبوة هي للجنوب وقيادتنا سعيدة بوجود القوات الإماراتية التي تدعم الجنوب ولا أحد مخولا بالحديث نيابة عن الجنوب”. وقال إن الأمر أبعد من شبوة حيث اتهم الإصلاح بزرع الفتنة في الجنوب والسيطرة عليه. وقال “سمح حزب الإصلاح للحوثيين بالسيطرة على الشمال وجاء لمنافستنا على أرضنا. وعليهم قتال الحوثيين سواء في شبوة أو أي محافظة أخرى بدلا من خلق الفوضى في الجنوب”.

ومنذ 2015 تحول اليمن إلى ساحة تنافس إقليمي جلبت فيه الدول المتنافسة خلافاتها مما أغضب السكان. ويقول صالح المواطن في شبوة إن على الرئيس عبد ربه منصور هادي التدخل في بلحاف لأن عودة الميناء للعمل سيدر الدخل على خزينة الدولة مما سينفع كل البلد.

الكاتب