قتيل وعشرات الجرحى في احتجاجات ضد "المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتياً جنوب اليمن
ذكرت مصادر محلية أن احتجاجات عنيفة تفجرت في عدن ومدن أخرى في جنوب اليمن، وأن الأوضاع خرجت عن السيطرة ونزلت الجماهير للشوارع للتظاهر ضد سلطات الأمر الواقع المحلية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، المدعوم من دولة الإمارات العربية المتحدة، الذي بلغت الأوضاع الأمنية والاقتصادية خلالها وضعا مأساويا غير مسبوق.
واشتبك مئات المحتجين مع قوات الأمن في مناطق خور مكسر وكريتر والشيخ عثمان في عدن حيث سد المتظاهرون الطرق وأشعلوا النار في مبان حكومية وأحرقوا السيارات في الشوارع. وقال شهود إن متظاهرا واحدا على الأقل سقط قتيلاً وجُرح العشرات مساء الثلاثاء في الشيخ عثمان. وقال شهود آخرون إن عشرات المتظاهرين اقتحموا قصر معاشيق الرئاسي حيث يوجد مقر الحكومة المدعومة من السعودية.
وخرجت مظاهرات عفوية في عدة أحياء ومناطق واسعة من محافظة عدن، أغلقت خلالها الشوارع الرئيسية هناك، أو تسببت في إعاقة حركة السير، والتي جاءت على خلفية التدهور المعيشي والخدماتي والانتشار الواسع للفلتان الأمني إثر سيطرة ميليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي على مقاليد الأمور في محافظة عدن، وطرد الحكومة الشرعية منها، والتي فشلت معها كل المساعي السعودية لوضع حد لهذا الحال، إثر فشل اتفاق الرياض الذي أبرمته السعودية نهاية العام 2019 بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الذي يتضمن انسحاب ميليشيا الانتقالي الجنوبي من عدن.
المظاهرات شملت كافة مناطق محافظة عدن بما فيها المناطق الحيوية الرئيسية مثل كريتر والشيخ عثمان والمنصورة والتواهي والمعلا، ولا زالت المظاهرات تتوسع وتتصاعد بشكل يومي ضد سلطات المجلس الانتقالي الجنوبي في ظل انهيار الأوضاع المعيشية والتي تفاعلت معها قطاعات شعبية واسعة.
وأشارت بعض المصادر الى اختفاء ملحوظ لقيادات المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة عدن، خشية تعرضهم لردود الفعل الشعبية الغاضبة والتي قد توقعهم في حرج كبير أو في مواجهات غير محمودة العواقب.
وكانت مظاهرات شعبية غاضبة بدأت قبل ثلاثة أيام في نطاق محدود من منطقة كريتر في عدن القديمة واستمرت بقوة حتى وصلت أمس الأول الى مكان البوابات الأولى لقصر معاشيق الرئاسي وأغلقت المنافذ المؤدية الى القصر، وتزامنت معها مظاهرات مماثلة في أحياء أخرى بعيدة، تلبية لدعوات نشطاء وسياسيين عبر وسائل التواصل الاجتماعي بضرورة الخروج للشارع للتظاهر ضد السلطة المحلية التي تسببت في هذا الانهيار الكبير لكل مقومات الحياة.
وشمل التدهور الانهيار الكبير لخدمة الكهرباء التي أصبحت ساعات الخروج عن الخدمة لها أكثر من ساعات تواجدها، خاصة في ظل الحرارة المرتفعة في هذا الصيف الساخن، والتي أصابت الكثير من الخدمات العامة بالشلل التام، ومنها تعطل المدارس وتعثر الخدمات الصحية وتوقف الخدمات الأخرى في المؤسسات والمنشآت الخدمية.
وتناولت العديد من وسائل الإعلام المحلية هذه المظاهرات الشعبية الغاضبة في محافظة عدن في نطاق واسع وقرأتها على أنها مؤشر قوي على قرب انتهاء ربيع المجلس الانتقالي الجنوبي الذي عجز عن تحقيق الوعود الوردية التي أعلنها وظل يعد بها جمهوره في الجنوب في بداية انطلاق نشاطه السياسي وسيطرة ميليشياته على محافظة عدن والمحافظات الجنوبية المجاورة لها.
وقال موقع “المصدر أونلاين” الإخباري إن مناطق عديدة في محافظة عدن وفي مقدمتها منطقة كريتر والمنصورة والشيخ عثمان والمعلا والتواهي شهدت مظاهرات واحتجاجات شعبية غاضبة من سكان المدينة وامتدت الى المناطق الحساسة ومنها الشوارع القريبة من مبنى البنك المركزي اليمني في حي القطيع بكريتر وكذا بوابة قصر معاشيق بكريتر، فيما احتشد آخرون في احتجاجات مماثلة في شارع أروى وهو الشارع الرئيسي في المدينة القديمة والتي توسعت لتشمل بقية المناطق الحيوية الخارجة عن المدينة القديمة.
وأوضح أن المتظاهرين “المحتجين طالبوا بوقف تدهور العملة المحلية الريال والعمل على تحسين خدمات التيار الكهربائي والمياه، وحل انقطاعات الكهرباء عن مناطق عدن لساعات طويلة يومياً ما أدى الى حدوث أعطال في حقول ضخ المياه التي تعمل بالتيار الكهربائي”.
وأوضح أن سكان مدينة عدن يعانون من انقطاع المياه عن منازلهم منذ أشهر وهو ما تسبب في أعباء مادية مضاعفة في ظل ارتفاع سعر شراء المياه من السوق نتيجة الزيادة الأخيرة في أسعار الوقود والمشتقات النفطية.
وذكر أن المحتجين أضرموا النيران في إطارات السيارات وسط الشوارع الرئيسية في مدينة كريتر، “وحمّلوا الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي المسؤولية الكاملة وراء تردي الأوضاع المعيشية والخدمية نتيجة ما قالوا إنه فشل هذه الأطراف في تغليب مصالح المواطنين والعمل على اتخاذ خطوات جدية”.
وخشية خروج الوضع عن السيطرة الأمنية “انتشرت قوات من شرطة كريتر وكتائب العاصفة التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي التي تسيطر على المدينة في منطقة العقبة عند مدخل كريتر من اتجاه مديرية المعلا، فيما قال شهود عيان أن جنودا ملثمين يحملون هراوات وعصيًّا شوهدوا وهم يقفون بمحاذاة الطريق عند تقاطع البنوك”.
وأطلقت عناصر مسلحة يتبعون الانتقالي الجنوبي النار في الهواء لوقف المحتجين في منطقة كريتر، فيما قُتل مدني وأصيب ثلاثة آخرون بينهم ضابط تحريات في شرطة الشيخ عثمان مساء الثلاثاء، في انفجار قنبلة يدوية ألقاها مجهولون على سيارة الأخير، وسط الاحتجاجات الليلية المطالبة بتحسين الخدمات والظروف المعيشية في محافظة عدن.