في تطور خطير لملف التطبيع الشرطة الإسرائيلية تستعد لتواجد دائم في قلب الإمارات
فجرت صحيفة " تيليغراف " البريطانية مفاجأة غير سارة للإماراتية، بالإعلان عن استعداد الشرطة الإسرائيلية للعمل بشكل دائم داخل الإمارات، ضمن واحدة من الاتفاقيات التطبيقية التي تجمع الطرفين منذ أغسطس للعام الماضي 2020.
وقالت الصحيفة الشهيرة أن الإمارات واسرائيل تعتزمان تعزيز العلاقات المتبادلة بين الجانبين، على صعيد ملاحقة العصابات الإجرامية، من خلال استعانة شرطة الإمارات بخبرات الإسرائيليين، ومنحهم الضوء الأخضر للعمل والتواجد بشكل دائم في قلب الإمارات.
مخاوف تطبيعية
وأوضحت الصحيفة أن هذا الاتفاق يأتي في إطار مساعي الشرطة الإسرائيلية لملاحقة العصابات الصهيونية التي استفادت من العلاقات الرسمية بين الدولتين، لتوسيع نفوذها في قلب الإمارات مثل عصابات حريري وشايا.
ولفتت الصحيفة إلى قيام عصابات إسرائيلية بالعمل في الأراضي الإماراتية منذ العام الماضي، وتوسعة نفوذها في مجالات الدعارة والمخدرات وغسيل الأموال، الأمر الذي أجبر السلطات الإماراتية على الاستعانة بالشرطة الإسرائيلية لملاحقة العناصر الصهيونية الخارجة عن القانون.
وسبق لوزير إسرائيلي سابق القول أن إسرائيل تسعى إلى مساعدة الإمارات على التخلص من الضيوف غير المرغوب بهم، في إشارة إلى العصابات القادمة من إسرائيل صوب دبي وأبوظبي للعمل هناك في مجالات عدة تتعارض مع القوانين.
وتسيطر الشكوك على الكثيرين بشأن الهدف الحقيقي من تواجد الشرطة الإسرائيلية في قلب الإمارات، والذي قد يمثل تهديداً للمعارضين، وملاحقة مرتقبة لكافة رافضي فكرة التطبيع مع الكيان الصهيوني وبناء علاقات متبادلة مع اسرائيل.
مندوب دائم
ولم تعلن الإمارات حتى اللحظة عن توقيع اتفاقية للترحيل المتبادل مع اسرائيل، من أجل تسليم المطلوبين من الطرفين، لكن الحديث يدور في الوقت الراهن على وجود ممثل دائم للشرطة الإسرائيلية في الإمارات من أجل العمل في هذا الملف.
وتعتزم السلطات الإماراتية إلى استحداث منصب جديد يحمل مسمى " ملحق الشرطة في القنصلية الاسرائيلية "، وهو المنصب الذي يحظى بمتابعة واشراف الشرطة الإسرائيلية مباشرة، دون تدخل أو نفوذ من المسؤولين الإماراتيين على الإطلاق.
مرحلة خطيرة
ويعيد هذا الإتفاق للأذهان، النتائج التي ترتبت على تواجد الموساد الإسرائيلي في أراضي الامارات عام 2010، حيث أقدمت عناصر صهيونية على اغتيال القائد في حركة حماس محمود المبحوح داخل أحد فنادق دبي في ذلك الوقت
ويبدو أن عودة الشرطة الإسرائيلية للعمل بشكل دائم في الامارات يعني مزيداً من الملاحقات والاغتيالات للمطلوبين من القيادات الفلسطينية، والمعارضين لفكرة التطبيع من الامارات، إلى جانب رجال الإصلاح والباحثين عن مستقبل أفضل لدولة الإمارات العربية المتحدة.