"الأخبار" اللبنانية: لعنة لبنان تطيح برجلي الإمارات والسعودية في بيروت والعراق

"الأخبار" اللبنانية: لعنة لبنان تطيح برجلي الإمارات والسعودية في بيروت والعراق

زعمت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، إن ما وصفته بـ"لعنة لبنان" كانت وراء الإطاحة بسفير الإمارات في مصر ومندوبها بالجامعة العربية "حمد الشامسي"، وسفير السعودية لدى العراق "ثامر السبهان"، وكلا الرجلين عملا في بيروت، حيث شغل الأول منصب سفير، والثاني منصب الملحق العسكري في سفارة المملكة.

 

وتزعم الصحيفة أنه رغم انتقال "الشامسي" من بيروت إلى العمل سفيراً لبلاده في مصر ومندوباً في جامعة الدول العربية، ظل على تواصل مع فعاليات الساحة اللبنانية، واشتهر الرجل بنشاطه على صعيد العلاقات العامة، وكان الجميع يتجنب الحديث عن "مغامراته النسائية" التي واصلها في مصر وتسبّبت له بمشكلات كبيرة.

 

ووفق الصحيفة؛ عمل "الشامسي" في بيروت على بناء شبكة واسعة من العلاقات مع رجال سياسة وإعلام وفنون ومشاهير وحتى رجال أمن في أجهزة أمنية رسمية.

 

وكان يُعرف بأنه مصدر دعم مالي لمئات الأحزاب والجمعيات والمؤسسات والشخصيات، ووسائل إعلامية وفنية، وقد عمل برفقة شخصية أمنية إماراتية (كانت تحمل صفة دبلوماسية) على بناء شبكة من "المتعاونين" اللبنانيين تولّوا بناء بيانات أمنية تركزت على "حزب الله" والمقاومة وأنصارها ومؤيديها في الساحتين اللبنانية والإماراتية.

 

كما كان يستغل منصبه الدبلوماسي في بيروت لاستخدام عملاء لبلاده، بينهم من يعمل في أجهزة أمنية رسمية، من أجل جمع معطيات جرى تحويلها إلى ملفات تذرّعت بها حكومة أبوظبي لطرد عشرات اللبنانيين والفلسطينيين من إمارات في دولة الإمارات العربية المتحدة بدعوى العمل مع "حزب الله" أو حركة "حماس".

 

وغُيّن "الشامسي" عام 2015 سفيراً لبلاده في لبنان، وبقي في منصبه حتى نهاية العام الماضي، قبل أن ينتقل في فبراير/شباط الماضي إلى القاهرة سفيراً لبلاده ومندوباً لها لدى الجامعة العربية، وفيما لم يُعيّن خلف له في بيروت، وُزّعت مهام السفير على أكثر من شخص، وترك له استمرار التواصل مع شخصيات لبنانية عدة، وخصوصاً في المجال الإعلامي.

 

قبل أسابيع، ضجت القاهرة بأنباء عن تورّط "الشامسي" في فضائح متنوعة، وانتشرت في العاصمة المصرية روايات عن علاقات غير أخلاقية وعن ضبطه مرة في حالة من السكر الشديد وكان يتحدث بالسياسة ويوجّه الشتائم إلى الحكومة المصرية وقيادات أمنية رسمية بارزة، ويتفاخر بأن بلاده تملك نفوذاً كبيراً في كل مؤسسات الدولة المصرية بسبب ما تنفقه من أموال.

 

وتبيّن لاحقاً أن السلطات المصرية، في إطار عمل الأجهزة الأمنية فيها لمكافحة تجارة الآثار، عثرت على أدلة تربط "الشامسي" بتهريب آثار من مصر وبيعها لأفراد أو في مزادات عالمية في أوروبا.

 

وبعد تحقيقات موسعة، جرى توثيق الأدلة وتبيّن أنه كان يستخدم صفته كسفير، وحتى الحقيبة الدبلوماسية، للقيام بهذه العملية، إضافة الى استخدام اسم "حمد مبارك الشامسي" مدير جهاز الأمن السابق لتسهيل عملياته الاحتيالية ما تسبّب بتورط عدد من الموظفين الرفيعي المستوى في مراكز القرار في أبوظبي.

 

وبعدما وثّقت المخابرات المصرية كل الملفات الشخصية وأعمال السرقة والكلام الذي نسب إليه على لسان سيدات كنّ على علاقة خاصة به، طلبت القاهرة من السلطات في أبوظبي المبادرة بخطوات عملية، فتم نقل "الشامسي" إلى أبوظبي حيث لا يزال قيد الاعتقال.

 

أما الدبلوماسي السعودي "ثامر السبهان"، والأخير ضابط برتبة عميد ركن في القوات المسلحة السعودية، كُلّف بمهام ذات طابع أمني-سياسي تحت غطاء دبلوماسي في عدد من الدول، وشغل منصب الملحق العسكري للسعودية في لبنان، قبل أن يعيّن لاحقاً سفيراً لبلاده في العراق، ثم يُرقّى إلى رتبة وزير دولة لشؤون الخليج العربي التابع لوزارة الخارجية السعودية.

 

"السبهان" المطرود من بغداد ظل حاضراً في أذهان العراقيين، على رغم مرور سنوات على طلب الخارجية العراقية استبداله، في أغسطس/آب 2016، بعد جدل كبير أثارته تحرّكاته التي وُصفت بالاستفزازية والفتنوية وغير الدبلوماسية.

 

وفي حين تحدّث "السبهان"، قبيل طرده، عن مخطّط لاغتياله على يد "أذرع إيران"، اتهمه العراقيون بتأجيج الطائفية وشراء الولاءات واللعب على التناقضات، إلى درجةٍ دفعت بـ"إياد علاوي"، صديق السعودية، إلى وصف تصريحاته بـ"المزعجة".

 

واشتُهر "السبهان" بتوزيعه المال لشراء ولاءات كثيرين من الساسة والنخبة والنافذين، وتميّز عمله بتوسيع نشاطه "السخيّ" من ساحة "المكوّن السني" إلى ساحة "المكوّن الشيعي" حيث استمال عدداً من الساسة والناشطين، لكن في النهاية، صَبغت فظاظته وقلّة خبرته الدور السعودي في العراق، كما هي حال تجربته في الملفّ اللبناني، وفق "الأخبار" اللبنانية.

 

وتشير المعلومات إلى أن "السبهان" استمرّ مدّة بعد طرده من بغداد ممسكاً بالملفّ العراقي، وتردّد على الأردن حيث استأنف تدخّلاته في شؤون بغداد، ولا سيما في ما يتعلق بالانتخابات، والتقى سياسيين عراقيين هناك.

 

ولفتت الصحيفة إلى أن عمل "السبهان" تركز على "مكافحة نفوذ إيران وجماعاتها في المنطقة العربية، وكان له دور بارز في الفتن والمشكلات الأمنية والسياسية التي رافقت الحملة على "حزب الله" والمقاومة في لبنان، إلى جانب دوره في الفتن الدموية بالعراق".

 

واشتهر "السبهان" بأن كل زيارة له إلى عمان تنتهي بحمله حقائب كبيرة محمّلة بالأموال التي يصرفها في العراق على وجه الخصوص، وهو بذل جهداً كبيراً هناك لمنافسة النفوذ القطري داخل العشائر العربية في العراق، وخصوصاً أنه يتحدر من قبيلة "شمر".

 

وخلال فترة اعتقال رئيس الوزراء الأسبق "سعد الحريري"، برز دور "السبهان" في بناء شبكة متعاونين من سياسيين وإعلاميين ورجال دين في لبنان، جلّهم ممن انشق عن "الحريري"، وكان يتولّى شخصياً التواصل مع جهات عدة في لبنان.

 

لكن تشير الأخبار الواردة من الرياض، وفق الصحيفة اللبنانية، إلى أن ملفاً أمنياً مالياً كبيراً فُتح لـ"السبهان"، ويتردّد أنه موقوف أو في إقامة جبرية، لكن المؤكد أنه قيد التحقيق، وتمّ توقيف عدد من المقرّبين منه عائلياً ووظيفياً على خلفية شبهات باختلاس ملايين الدولارات من أموال كانت في عهدته، وكانت مخصصة لتقديم مساعدات لأطراف إعلامية وجهات سياسية في العراق ولبنان.

الكاتب