استنفار وغضب أمني إماراتي بعد انفضاح أمر وسيم يوسف
استنفر جهاز أمن الدولة الاماراتي في أبوظبي وبدأ حملة تحقيقات واسعة طالت كبار الضباط في الجهاز وفي وزارة الداخلية وذلك بعد افتضاح أمر واحد من أهم وأبرز عملاء الجهاز، وهو الأردني وسيم يوسف الذي منحه الأمن الاماراتي الجنسية في أواخر العام 2014 وطلب منه مهاجمة السعودية وكبار العلماء فيها.
وكشف موقع “أسرار عربية” عن وثيقة سرية مسربة حصل عليها من مكتب وزير الداخلية الاماراتي الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، تكشف بأن جهاز أمن الدولة الاماراتي أخضع اثنين من كبار المسؤولين في الامارات للتحقيق من أجل معرفة من يُسرب المعلومات، حيث تم استجواب العميد سعيد راكان مدير عام الجنسية في دولة الامارات حول كيفية تسرب معلومات عن وسيم يوسف، ومن بينها صورة عن جواز سفره، وهي الصورة التي ينشرها “أسرار عربية” مع هذا التقرير.
كما قام جهاز أمن الدولة الاماراتي –بحسب الوثيقة- باستجواب اللواء خليفة حارب الخيبلي وهو الوكيل المساعد لشؤون الجنسية والاقامة والمنافذ، وتم سؤال كل منهما عن كيفية تسرب خبر حصول الأردني يوسف على الجنسية الاماراتية وكذلك تسرب صورة عن جواز سفره الاماراتي، وهو ما كشف واحداً من أهم عملاء جهاز أمن الدولة الاماراتي، خاصة وأنه شخصية مثيرة للجدل ولطالما هاجم علماء ومشايخ السعودية واتهمهم بأنهم “أصحاب فكر متطرف”.
والشيخ وسيم يوسف هو شاب أردني يقول عن نفسه أنه حصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة من جامعة البلقاء التطبيقية، لكنه لم يتتلمذ على أي من العلماء المسلمين المعروفين، ولد في مدينة إربد شمالي الأردن سنة 1981، وعمل لاحقاً مع جهاز المخابرات الأردنية بعد أن تبين بأنه خطيب مفوه يجيد الكلام ويتقن اللغة العربية، وبعد ذلك انتقل الى الامارات حيث تم تعيينه كخطيب وإمام لمسجد الشيخ زايد في أبوظبي وهناك بنى علاقته مع جهاز أمن الدولة الاماراتي الذي سرعان ما خصص له برنامجاً على قناة “أبوظبي” الحكومية قبل أن يمنحه جهاز أمن الدولة الاماراتي الجنسية لتسهيل عمله وتنقلاته، وكمكافأة له على الخدمات التي قام بها للجهاز.
ويكشف موقع “أسرار عربية” لأول مرة وحصرياً التفاصيل الكاملة لحصول يوسف على الجنسية الاماراتية، فبحسب الوثيقة الرسمية التي حصل عليها موقع “أسرار عربية” فقد اتصل ضابط من جهاز أمن الدولة الاماراتي يوم الخامس من تشرين ثاني/ نوفمبر 2014 بالعميد سعيد راكان يطلب منه إصدار جواز سفر بصورة عاجلة لشخصية هامة.
وبعد الاتصال الهاتفي بساعة أو ساعتين على الأكثر اكتشف راكان بأن الشخصية هي وسيم يوسف، وهو أردني الجنسية يعمل إماماً وخطيباً لجامع الشيخ زايد في أبوظبي، حيث حضر ضابط أمن الى مكتب العميد راكان حاملاً ورقة تتضمن المعلومات الشخصية ليوسف وصورتين شخصيتين له، فقط لا غير، وطلب منح حامل هذه البيانات الجنسية وجواز السفر.
خلال ساعتين فقط كان جواز السفر الاماراتي الجديد قد صدر لــ”المواطن الجديد” وسيم يوسف، دون أية معاملات ودون وجود “خلاصة قيد”، على أنه في اليوم التالي، أي في يوم الخميس السادس من نوفمبر 2014 حصل العميد راكان على كتاب رسمي من جهاز أمن الدولة لتغطية الاجراء الذي تم في اليوم السابق، وبعد ذلك بأسبوع قام جهاز أمن الدولة الاماراتي بموافاة الادارة العامة للجنسية بجواز السفر الأردني الخاص بالشيخ وسيم يوسف، ومن ثم تم فتح ملف له على أنه مواطن إماراتي.
ويقول مصدر مطلع تحدث لــ”أسرار عربية” إن وسيم يوسف لم يُراجع إدارة الجنسية ولا مكتب الجوازات ولا أي من الدوائر الحكومية في أبوظبي عندما حصل على الجنسية الاماراتية، في الوقت الذي استغرق حصوله على الجنسية مدة لا تزيد عن الساعتين، واتصال هاتفي واحد فقط، في حالة فريدة من نوعها في العالم ولم يسمع بها أحد.
وبحسب المصدر فان يوسف يُعتبر واحداً من أهم عملاء أمن الدولة في الامارات حالياً، إن لم يكن هو الأهم على الاطلاق، ويمثل انكشاف أمره ضربة لجهاز الأمن الاماراتي حيث كان يتم التعويل عليه في العديد من المهام، ابتداءا من تشويه جماعة الاخوان المسلمين وادعاء تفنيد أفكارها –على أساس أنه شيخ- ووصولاً الى مهاجمة مشايخ وكبار علماء السعودية الذين يتهمهم يوسف وعبر شاشات قنوات أبوظبي الحكومية بأنهم متطرفون وإرهابيون.
وفي الوقت الذي يُهاجم فيه يوسف علماء السعودية ويُطبل لحكام الامارات، فانه يُهمل إيران بينما تزعم دولة الامارات أنها متحالفة مع السعودية في حربها ضد حلفاء إيران بالمنطقة.
أما الظاهرة الأهم في هذا الرجل فهو أنه يتم استضافته من قبل التيار الليبرالي السعودي الذي يناهض الاسلاميين في المملكة، حيث تم استضافة يوسف على قناة “الاخبارية” السعودية، كما تم استضافته أكثر من مرة على قنوات “أم بي سي” السعودية التي تبث من دبي.