رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” جياني إنفانتينو يثير الجدل لدعوته اسرائيل والإمارات لتنظيم كأس العالم 2030

رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” جياني إنفانتينو يثير الجدل لدعوته اسرائيل والإمارات لتنظيم كأس العالم 2030

أثار  رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” جياني إنفانتينو، موجة من الجدل الكبير حول أروقة العالم، بعد تقدمه باقتراح إلى إسرائيل، يقضي باستضافة الأخيرة منافسات كأس العالم 2030 بالتشارك مع دولة الإمارات العربية المتحدة، وهي البطولة المقرر إقامتها بعد (9) أعوام كاملة من الآن.

وسرعان ما سلطت وسائل الإعلام الإسرائيلية الضوء على مقترح"إنفانتينو" والبدء بالترويج له، بالتزامن مع حالة من التطبيع المتواصل مع دولة الإمارات العربية المتحدة، كان آخرها الإعلان عن تواجد الشرطة الإسرائيلية بشكل دائم في دبي، وتقديم السفير الإسرائيلي أوراق اعتماده في قلب الامارات بصورة رسمية.

احراج إماراتي

وعلى الرغم من إعلان الفكرة على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، إلا أن صمتاً إماراتياً تجاهل المقترح، خاصة على صعيد المسؤولين الإماراتيين من القطاع الرياضي، الذين فضلوا تجاهل كل شيء وعدم التعليق بالإيجاب أو السلب على مقترح الاتحاد الدولي لكرة القدم.

ويمكن القول أن الصمت الإماراتي يعكس الإحراج الكبير الذي يسيطر على السلطات الحاكمة في الوقت الراهن، خاصة أن هذا المقترح جاء خلال حفل تهويدي أقيم في (متحف التسامح) المقام فوق مقبرة مأمن الله الإسلامية، بالقدس المحتلة، وسط صدمة كبيرة بسبب تواجد رئيس الاتحاد الدولي في فعالياته.

ويرى البعض أن هذا المقترح وضع السلطات الإماراتية في موقف محرج، خاصة أن التطبيع الإماراتي الإسرائيلي جاء دعماً للقضية الفلسطينية كما ادعى المسؤولون في الامارات، لكن على النقيض يتم الاعلان عن تفاصيله عبر احتفالات تهويدية تسعى إلى إصابة القضية الفلسطينية في مقتل.

اعتذار فلسطيني

وسرعان ما أعلن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم برئاسة اللواء جبريل الرجوب، اعتذاره رسمياً /الثلاثاء/ عن استقبال رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو ردا على مشاركته في حفل أقيم على أنقاض مقبرة “مأمن الله” الإسلامية في القدس.

وقال الاتحاد الفلسطيني في بيان رسمي " فوجئنا بمشاركة إنفانتينو في حفل تهويدي أقيم في (متحف التسامح) المقام فوق مقبرة مأمن الله الإسلامية، بالقدس المحتلة، وعليه نعتذر عن استقبال رئيس الاتحاد الدولي كونه لا يوجد أي مبرر لزيارته لفلسطين ضمن هذه المعطيات التي نرى أنها لا تسهم في جسر الهوّة بين الشعوب”.

فرص تحقق الفكرة

في حال تأكد قيام إسرائيل والامارات بالتقدم بملف مشترك لاستضافة مونديال 2030، فإنها ستكون مطالبة بالتفوق على ملف اسبانيا والبرتغال المشترك، وملف المملكة المتحدة وايرلندا المشترك، إلى جانب ملف الرباعي في أمريكا الجنوبية الأرجنتين والأوروغواي والباراغواي وتشيلي.

ورغم حصول اسرائيل على دعم كبير لاستضافة المونديال ترويجاً لفكرة السلام المزعومة، إلا أن صعوبة كبرى قد تواجه هذا الحلم المزعوم، خاصة أن العالم بأكمله يدعم فكرة إقامة مونديال 2030 في أوروغواي بالتزامن مع مرور (100) عام على إقامة أول بطولة للمونديال في أوروغواي تحديداً عام 1930.

رد المقاومة

تعلم اسرائيل أن موقف استضافة المونديال يبدو صعباً، خاصة مع عدم استقرار الجبهة الأمنية المرتبطة بقطاع غزة، والتي قد تدفع المقاومة الفلسطينية للتدخل من أجل إفساد هذا المخطط، سعياً وراء منح القطاع المحاصر منذ سنوات طويلة فرصة استرداد بعض حقوقه المسلوبة.

أما السلطات الإماراتية فقد تبدو هذه الفكرة مثالية لتعزيز حلم التطبيع مع الكيان الصهيوني، وهو الحلم الذي يسيطر على عقول الكثيرين منهم، حتى وان تحقق ذلك على حساب مصالح الامارات وشعبها المعطاء.

 

الكاتب