الإمارات سباقة في تحقيق التقارب بين جميع الأديان؟ فماذا عن حقوق الإنسان؟

الإمارات سباقة في تحقيق التقارب بين جميع الأديان؟ فماذا عن حقوق الإنسان؟

يحرص المسؤولون الحكوميون الإماراتيون من حين لآخر على القيام بمحاولات تجميل صورة الإمارات، وإظهارها بثوب التسامح الديني والفكري، ووصفها مركزاً للسعادة في العالم، أملاً منهم في عكس الصورة القاتمة للدولة التي باتت مكشوفة أمام العالم بسبب الممارسات الأمنية القمعية وانتهاكات حقوق الإنسان الحاصلة فيها.

ومن بين هذه المحاولات اليائسة، انتشرت ظاهرة جديدة وغريبة على المجتمع الإماراتي، تمثلت ببناء العديد من الكنائس النصرانية والمعابد الهندوسية، بحجة نشر فكرة التسامح الديني والتقارب بين جميع الأديان، وهو ما أكده أخيراً وزير الثقافة وتنمية المعرفة نهيان بن مبارك، في الوقت الذي يخضع فيها رواد المساجد إلى المراقبة والتضييق.

نهيان بن مبارك آل نهيان قال أن دولة الإمارات بقيادة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ستبقى دوماً سباقة ورائدة في تحقيق التلاقي والتواصل والتقارب بين جميع الأديان والسعى إلى نشر التعاون والمحبة والسلام في ربوع وطننا العربي والعالم، وجاء ذلك في كلمة ألقاها خلال قداس الاحتفال بـ"عيد القيامة المجيد" في كاتدرائية الأنبا أنطونيوس للأقباط الأرثوذكس المصريين في أبوظبي ليلة أمس السبت.

الوزير الإماراتي تجاهل كالعادة الحديث عن التسامح مع أبناء وطنه ودينه، ممن يعارضون سياسة حكومته ويختلفون معها في الرأي، لكن من الواضح أن هذه المحاولات لم تعد مثمرة، فالتقارير الحقوقية الدولية باتت بأعداد هائلة تتحدث عن الممارسات القمعية الوحشية من قبل أجهزة أمن الإمارات بحق أصحاب الرأي والفكر من أبنائها المواطنين والوافدين، وارتبط اسم الإمارات عالمياً بسجل حقوقي أسود من انتهاكات حقوق الإنسان وممارسات التعذيب والاعتقال التعسفي والاختفاء القسري وغيرها.

الكاتب