رصد الواقع المظلم .. التعذيب في سجون الإمارات

رصد الواقع المظلم .. التعذيب في سجون الإمارات

أصدر الائتلاف العالمي للحريات والحقوق تقريراً جديداً يرصد فيه العديد من حالات التعذيب التي تم رصدها في السجون الإماراتية على أيدي محققي جهاز أمن الدولة.

وقد سلط التقرير الضوء على تقرير مركز الخليج لحقوق الإنسان الذي نشر في ديسمبر / كانون الأول 2014 والذي اعتمد على 150 وثيقة تتعلق بـ 56 معتقلاً في قضية "الإمارات 94"، والتي حكم عليهم فيها بالسجن بأحكام سياسية في يوليو / تموز 2013 تراوحت من 5 إلى 15 سنة، ويغطي التقرير الأحداث التي وقعت ما بين 2012-2014.

وقال التقرير " أنه مع حلول فبراير 2015، تم نقل جميع معتقلي الرأي الباقين إلى سجن الرزين في أبوظبي، ولا زال 50 معتقلاً رهن الاحتجاز مع تبرئة سبعة والإفراج عنهم في يوليو 2013 م”.

وذكر التقرير الكثير من الروايات التي توضح طرق التعذيب التي استخدمت في سجون الدولة، فقد وصف إبراهيم المرزوقي خضوعه لاعتداءات جسدية متكررة، وتعرضه للصفع من قبل مسؤول السجن، وأجباره على الوقوف تحت المكيف لمدة أربع ساعات وتعرضه للضرب بماسورة ماء ووخزه بمسمار وغير ذلك.

وأفاد الدكتور أحمد يوسف عبد الله بوعتابة الزعابي بتعرضه للضرب، حتى عانى من الانتفاخ و غطت الكدمات أنحاء جسده كافة، ويضيف التقرير أنه تم سحب أظافر الزعابي بالترتيب .

ويذكر التقرير معاناة عيسى السري من فقدان كبير في وزنه، ومعاناته من تشقق الشفتين والجفاف الشديد، بالإضافة إلى أسلوب حرمان المعتقلين من النوم لفترة طويلة من الزمن، مما سبب مشاكل صحية كبيرة، مثل فشل جهاز المناعة وانخفاض خلايا الدم البيضاء والأجسام المضادة، إضافة إلى الضعف العضلي وارتفاع ضغط الدم.

وتناول التقرير معاناة عبد السلام محمد درويش من ألم نفسي شديد، نتيجة سوء المعاملة والتهديد والعنفي الجسدي المتكرر، وركز على موضوع المعاملة الوحشية والمهينة في السجون السرية وسجن الرزين، إضافة لشكوى الكثيرين من اتباع سياسة التجويع المهينة و حالات من التهديد بالتحرش الجنسي ومنع الرعاية الصحية.

وانتقل تقرير "الائتلاف" إلى استعراض تقرير لـ" هيومن رايتس ووتش " صدر في أكتوبر / تشرين الأول الجاري، منوهاً إلى شهادات المعتقلين المشيرة وجود معتقل سري تسمع فيه أصوات هبوط طائرات خارج أبوظبي، حيث يوضع المعتقلون في سجون انفرادية يخضعون فيها للتعذيب.

وذكرت منظمة "ريبريف" البريطانية إن 75% من السجناء في الإمارات يتعرضون للتعذيب على يد المحققين، وتنوعت جنسية المعتقلين الذين تعرضوا للتعذيب في سجون جهاز أمن الدولة بين أمريكية وبريطانية وكندية ومصرية وليبية وسورية ويمنية وألمانية، وأبرز تلك الجنسيات هي الجنسية " الإماراتية " بتعرض كثير من المعتقلين السياسين من محامين وأكاديمين ومدافعين عن حقوق الإنسان ونشطاء شباب للتعذيب بسبب تعبيرهم عن آرائهم .

ونشرمركز الأمارات للدراسات والإعلام" ايماسك " في أغسطس / آب 2013 وثائق سربها معتقلون مصريون في الإمارات عن أشكال التعذيب التي تعرضوا لها، ومنها الضرب المبرح بعصا غليظة والصعق الكهربائي والوضع في زنازين انفرادية تحت درجة برودة عالية.

ويذكر أن أشكال التعذيب النفسي تمثلت في التهديد بنقل مرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز، والقتل باستخدام أداوت تعمل على الموت البطيء والتهديد بالاعتداء الجنسي .

وفي أكتوبر / تشرين الأول 2015 عرض فيلم وثائقي يبين التعذيب الذي تعرض له مجموعة من رجال الأعمال الليبين بسبب مواقفهم السياسية وعرض الفيلم صورا للتعذيب الذي يتعرض له المعتقلون .

وصرح محمد العرادي 51 عام وهو ليبي مقيم رسميًا في الإمارات لمدة 23 عام ل " هيومن رايتس ووتش " إن محققين لهجتهم إماراتية ضربوه بخراطيم مطاطية وهددوه بالاغتصاب وأكد حسب قوله : " كان يمكنك أن تسمع أصوات التعذيب طوال الوقت، كان هناك بكاء وصراخ دائمين”.

أما المعتقل والداعية سعود كليب والذي قضى 5 أشهر محتجزاً بمعزل عن العالم قال أن الضباط ضربوه وجرحوا يده بشفرة موس، وهددوه باقتلاع أظافره، وقالوا له إن زوجته محتجزة ومضربة عن الطعام، وقال أيضا" :" تم تعليقي عدة مرات من الساقين بقضيب حديدي، في وضع شديد الإيلام، بين مقعدين مع تقييد يديّ بسلسلة حديدية، مما ترك آثاراً لم تزل ظاهرة حتى اليوم، وبعد ذلك تم ضربي بقسوة على الساقين لأكثر من نصف ساعة، ثم سكبوا الماء البارد على رأسي وجسمي، وكانوا أحياناً ينزعون ثيابي ويتركونني بالسروال الداخلي، لتعذيبي على النحو الموصوف”.

ويستمر التقرير بتقديم العديد من شهادات المعتقلين السابقين وقصص تعرضهم للتعذيب والترهيب، في تأكيد جديد على حجم فظاعة و شناعة الممارسات اللاإنسانية للسلطات الإماراتية في حق سجنائها، والتي تواصل العديد من المؤسسات الحقوقية والدولية بالإضافة إلى النشطاء وأحرار الإمارات فضحها ونشرها للعالم أجمع.

لمتابعة تفاصيل التقرير كما ورد في موقع الإئتلاف العالمي للحريات والحقوق.. اضغط هنا

الكاتب