في الإمارات ... برنامج لإعداد العلماء ينطلق من الفنادق لا المساجد ؟!

في الإمارات ... برنامج لإعداد العلماء ينطلق من الفنادق لا المساجد ؟!

علامات استفهام كبيرة ترسم نفسها حول التناقضات الكبيرة التي باتت تشهدها دولة الإمارات، ففي الوقت الذي يعتقل ويعذب فيه العلماء الأجلاء في سجونها السرية، تبدأ الدولة بتنفيذ ما أسمته "برنامج إعداد العلماء الإماراتيين".

ويهدف البرنامج بحسب الصحف الإماراتية الرسمية إلى إعداد علماء إماراتيين مؤهلين لنشر خطاب الوسطية والسلم، قادرين على تصحيح المفاهيم الخاطئة، وترسيخ اختيارات المجتمع الإماراتي، والإسهام في تحقيق الغايات الكبرى لقيادته الرشيدة، وتكوين مجموعة من الشباب الإماراتيين تحمل معرفة دينية صحيحة، وفاعلة، في إطار ثوابت الإسلام ومقاصده، بالإضافة إلى تخريج نخبة من الكفاءات العلمية الشابة، المؤهلة لنشر قيم الإسلام السمحة وتعاليمه السامية، والإسهام في الحفاظ على الأمن الروحي للمجتمع الإماراتي، والتأثير الإيجابي في مختلف المجالات العلمية والاجتماعية، وتوسيع الإشعاع الديني والفكري المتزايد لدولة الإمارات العربية المتحدة في العالم الإسلامي، خاصة وعلى الصعيد الدولي عموماً".

هذا البرنامج الذي تم افتتاحه برعاية وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد في فندق إنتركونتيننتال أبوظبي، يبدو واضح المعالم والأهداف بعيداً عن الكلام المنمق الذي تسرده الصحف الرسمية المأمورة بأمر الأمن والحكومة، فانطلاق البرنامج من الفنادق بدلاً من المكان الأصلح لمثل هذه البرامج وهو المساجد، دليل على الوجهة الحقيقية التي تسعى لها الحكومة الإماراتية والهدف من وراء هذا البرنامج.

علماء ينطلقون من الفنادق لا المساجد، ليكونوا علماء السلاطين وعلماء الانفتاح على الفنادق والترفيه، علماء الحكومة الناطقين بلسانها ويقدسون كبارها، علماء يجيزون ما يجيزه الحاكم ويحرمون ما يحرم، في دولة باتت سمتها الأساسية أمام العالم بأنها دولة القمع والاستبداد و تكميم الأفواه وقتل حرية الرأي.

تسعى الدولة إلى توفير عدد من العلماء وفق أهوائها ومقاسها، يميعون الدين كما تشاء، ولنا في وسيم يوسف الأردني المجنس إماراتياً مثال حي، في الوقت الذي يرزح فيه العلماء الحقيقيون أمثال الشيخ أحمد صقر السويدي والشيخ محمد الصديق وغيرهم تحت وطأة التعذيب والتنكيل وشتى أنواع الانتهاكات في سجون الدولة السرية.

الكاتب