سجينة إيطالية سابقة تروي تفاصيل مروعة عن سجن "الوثبة" في أبوظبي

سجينة إيطالية سابقة تروي تفاصيل مروعة عن سجن "الوثبة" في أبوظبي

أجرى مركز مناصرة معتقلي الإمارات، مقابلة مع سجينة سابقة من جنسية إيطالية في سجن الوثبة سيئ السمعة في أبوظبي كشفت خلالها جانياً من معاناتها والانتهاكات التي تعرضت لها، والمعاملة غير الإنسانية.

 

وحول وصف حالة السجن، أفادت (ندى) وهو اسم مستعار للسجينة التي قضت أكثر من عامين في هذا السجن، أن جميع الأسرّة تكون محجوزة للسجناء المحكومين لفترات طويلة، ففي الغالب ينام المعتقل على الأرض، وقد يمر عام كامل قبل أن يتمكن من الحصول على سرير، لأن الغرف منظمة حسب الجنسيات، فيمكنك العثور على 20 مواطناً فلبينياً في غرفة واحدة مصممة لثمانية أشخاص.

وأضافت "ندى" في شهادتها: النوم والراحة صعبان للغاية إلا إذا كنت تتناول الحبوب المنومة.

 

وعن حقيقة تعرض النساء للتحرش والتفتيش المهين عند دخولهن السجن، أكدت ندى صحة ذلك، "فبغض النظر عما إذا كنت تدخل لأول مرة، أو قادماً من المحكمة أو من المستشفى، يجب أن تخضع للتفتيش. لافتة إلى وجودغرفتين لهذا الغرض، غرفة كبيرة فارغة ومرحاض يستخدم كمنطقة لتخزين الملابس" وفق ندى.

 

وأضافت: يتم التفتيش من قبل شرطية أنثى أو حارسة أمن (نيبالية). في بعض الأحيان، تقوم الحارسة بتفتيشنا باستخدام يديها دون أن تطلب نزع ملابسنا، حيث تقوم بتمرير يديها على جسدنا كاملاً، مرتديةً للقفازات. ولكن في أغلب الأحيان تطلب منا نزع الجزء العلوي من الملابس كاملاً ليصبح مكشوفاً بشكل كامل، وإنزال الجزء السفلي للأسفل.

 

وتابعت: بعض المرات كان تطلب الحارسة منا نزع جميع الملابس، حتى يتمكنوا من فحصها. وقد تطلب إزالة الملابس الداخلية. وعندما يتم إجراء التفتيش من قبل الشرطة، يكون بنفس الطريقة، ولكن قد يطلبون منك القيام ببعض تمرينات القرفصاء بعد أن يطلبوا منك خلع ملابسك بشكل كامل.

وأردفت بالقول: يجب أن أذكر أيضاً أنني سمعت العديد من السيدات يشتكين من قيام الشرطة بالتفتيش بشكل "عميق"، والتعرض للتحرش.

 

وبشأن الوضح الصحي والرعاية داخل سجن الوثبة، قالت ندى: لقد أصبت بعدوى رئوية أثناء وجودي هناك، ورغم إبلاغي لإدارة السجن بذلك إلا أن الأمر استغرق أسابيع حتى وصلت إلى المستشفى ونتيجة لذلك تم نقلي إلى الطوارئ وأخيراً أجريت عمليتين جراحيتين في رئتي.

 

وتابعت :رأيت سجينة مصابة بعدوى شديدة في الأسنان حتى أن وجهها كان منتفخاً لدرجة أنك لا تستطع رؤية عينيها. لم تتلق أي رعاية طبية. في إحدى الليالي أغمي عليها أمام بوابة الشرطة، وضحكوا على السيدة وهم مستلقون على الأرض.

ونوهت إلى أن الشروط الصحية غير موجودة، كما أن الطعام لا يتغير، لافتة إلى عدم وجود شرطة لضبط النظام في الأكل، حيث أن بعض السجينات لا يحصلن على الإفطار.

 

وحول أبرز الانتهاكات التي تعرضت لها ندى في سجن الوثبة، أفادت بأنها ظلت طوال عامين دون أن تتنفس هواءً نقياً أو ترى الشمس، ومنعت من التحدث مع عائلتها فضلاً عن عدم تمكنها من قراءة الصُحف التي كانت تدفع مقابلها، وكذا عدم الحصول على الغداء في حال الوصول متأخرين من المحاكمة، كذلك دخول حارس الأمن إلى الغرفة دون أن يطرق الباب خلال الفترة التي كانت فيها في المستشفى، "حتى أنني طلبت منه أن يطرق الباب لأنه في بعض الأحيان كان يتم إزالة ملابسي بينما كان الأطباء والممرضات يفحصونني لكنه لم يهتم" وفق ندى.

 

وعن روايتها حول معتقلات الرأي أمينة العبدولي ومريم البلوشي وعلياء عبد النور، قالت ندى: قضيت الكثير من الوقت مع مريم وأمينة، والتقيت ذات مرة علياء وقد كانت في مبنى آخر. وآخر ما سمعته عن مريم وأمينة أنهما نُقلتا إلى سجن مجهول.

 

وأضافت: استغرق الأمر وقتاً حتى شعرت أمينة ومريم بالثقة الكافية للحديث عن تجربتيهما عندما تم القبض عليهما. في كلتا الحالتين تعرضتا للضرب والإهانة. في الواقع كلتاهما عانى من تأثير التعذيب. على سبيل المثال، مريم عانت من التهاب في الكلى. مؤلم حقاً.

 

وتابعت: كنت هناك، عند نقلها أخيراً إلى المستشفى. عندما تم تصويرها باستخدام الرنين المغناطسي، أخبروها أن حجم الكلية ليس طبيعياً، وأنهم بحاجة إلى تحليلات أكثر عمقاً لإعطائها العلاج المناسب. لكن عندما تم الاتصال بها بعد أيام عن طريق عيادة السجن، أخبرها الطبيب أن كل شيء على ما يرام، ولذلك رفضت مريم تلقي العلاج رغم الألم الشديد الذي كانت تعانيه، احتجاجاً على عدم معرفتها بحقيقة وضعها الصحي. 

 

وأشارت إلى أنها كانت مع مريم وأمينة خلال أيام العيد، حيث كان الأمن يسمح للجميع بشراء فساتين من السيدات في ورشة الخياطة باستثناء أمينة ومريم. الجميع كان يستطيع شراء ملابس جديدة من أجل العيد ما عدا مريم وأمينة. لماذا ؟! لا يوجد سبب واضح.

 

وأوضحت أنهم كانوا يطلبون منهما بدون سبب وبشكل مفاجئ تغيير غرفتهما، وإيقاف حسابات بطاقات الهاتف، وحسابات السوبر ماركت الخاصة بهما، وإجراء عمليات تفتيش داخل غرفتهما فقط ،وكانوا يعاقبون أي شخص يساعدهما بالاتصال بعائلتيهما.

الكاتب