مع تقدم الحوثيين باتجاه المدينة...القوات المشتركة التابعة للإمارات تنسحب من مناطق الحديدة

مع تقدم الحوثيين باتجاه المدينة...القوات المشتركة التابعة للإمارات تنسحب من مناطق الحديدة

ذكرت مصادر محلية يمنية أن القوات المشتركة التابعة لدولة الإمارات العربية في مركز وقرى محافظة الحديدة، غربي اليمن، انسحبت فجأة أمس خلال اليومين المنصرمين دون سابق إنذار وبشكل عشوائي، وهو ما تسبب في ارتكاب مآس إنسانية هناك من قبل ميليشيات الحوثيين الذين ملؤوا الفراغ الذي تركته تلك القوات والذي كان من المقرر أن تكون مناطق معزولة من السلاح وفقاً لاتفاق ستوكهولم الموقع بين الحكومة والحوثيين نهاية 2018.


وأشارت المصادر بحسب ما أوردته صحيفة "القدس العربي" إن فوضى عارمة خلّفتها الانسحابات العسكرية المفاجأة من قبل القوات المشتركة من محافظة الحديدة والقرى التابعة لها والتي اتسمت بالعشوائية وعدم التنسيق مع المقاتلين المحليين من سكان تلك المناطق المساندين للقوات المشتركة دون غطاء عسكري أو دعم بالسلاح.


وأضافت: «للأسف، دفعت القوات المشتركة بسكان محافظة الحديدة نحو مصير مجهول، يواجهون حتفهم أمام جحافل الحوثيين التي انقضت عليهم كالوحوش المفترسة نتيجة مساندة السكان للقوات المشتركة خلال الثلاث السنوات الماضية، حيث قامت ميليشيات الحوثي بعمليات اعتقال جماعية أمس بشكل عشوائي دون مراعاة لسن أو للأوضاع الإنسانية».

 

 

وأشارت إلى أن «الحوثيين ارتكبوا كافة المحرمات في حق سكان مناطق الحديدة واعتقلوا كباراً في السن وأطفالاً ونساء، دون مراعاة لوازع ديني أو أخلاقي أو إنساني، وضربوا عرض الحائط بكافة القوانين والمعاهدات الدولية المتعلقة بقواعد وقوانين الحرب أثناء الصراع المسلح».

 

وأوضحت أن الكثير من سكان مناطق وقرى محافظة الحديدة التي كانت تتمركز فيها القوات المشتركة «اضطروا للنزوح جنوباً إلى قرى بعيدة من تلك المناطق في محاذاة مع محافظة تعز، هرباً من جحيم الحوثيين ومن عمليات التنكليل الذي تنتظرهم من ميليشياتها».

 

وذكرت مصادر إعلامية محلية أن ميليشيات الحوثي اقتحمت صباح أمس الجمعة مدينة التّحيتة، جنوبي محافظة الحديدة، عقب الانسحاب المفاجئ للقوات المشتركة الجنوبية منها، وانتشرت ميليشيات الحوثي في أرجاء مدينة التّحيتة بعد الانسحاب الكامل للقوات المشتركة منها صباح أمس الجمعة، حيث شرعت ميليشيات الحوثي مباشرة بشن حملات اعتقالات في أوساط السكان المحليين، نتيجة مساندتهم للقوات المشتركة المحسوبة على الحكومة في مقارعة الانقلابيين الحوثيين طوال الثلاث السنوات الماضية، منذ تقدم هذه القوات نحو مدينة الحديدة لتحريرها من ميليشيات الحوثي.

 

وجاءت عملية اقتحام مدينة التّحيتة بعد سيطرة ميليشيات الحوثي، أمس الأول الخميس، على كافة المناطق شرقي وجنوبي مدينة الحديدة وفي مقدمتها منطقة الدريهمي، عقب انسحاب القوات المشتركة والتي سبقتها بأقل من يوم انسحاب قوات المقاومة الوطنية، وهي قوات محلية بقيادة العميد طارق محمد عبدالله صالح، إلى مدينة الخوخة، والتي تعد من المناطق الأخيرة في محافظة الحديدة جنوباً، المتاخمة لمناطق محافظة تعز.

 


والقوات المشتركة مكونة من عدة ألوية مسلحة وجميع قياداتها وأفرادها من أبناء المحافظات الجنوبية، وتخضع قيادياً لدولة الإمارات مباشرة، وكانت انسحبت فجأة من محيط مدينة الحديدة ومن القرى التابعة لها، دون أي تنسيق مع الحكومة الشرعية ولا أي تنسيق حتى مع قوات الساحل الغربي المتمركزة في محاذاتها بمدينة المخا، في محافظة تعز بقيادة العميد طارق محمد عبدالله صالح، نجل شقيق الرئيس السابق علي عبدالله صالح.

 

وكشفت مصادر مقربة من طارق صالح  عدم توجيهه أو تلقيه أي أوامر بالانسحاب من مناطق محافظة الحديدة، وأن طارق وصف الانسحاب المفاجئ للقوات المشتركة من محافظة الحديدة بـالعشوائية» وأنها اتسمت بـ»الفوضى العارمة» دون الإشارة إلى أسباب ذلك.

 

وأرجعت مصادر سياسية أسباب هذه الانسحابات التي صدمت الشارع اليمني إلى احتمالية وجود خلافات بين أبوظبي والرياض ومعها الحكومة الشرعية، انعكست نتائجها السلبية صراعاً عميقاً على الأرض في ساحات المعركة باليمن، ومن بينها انسحاب القوات المشتركة التابعة للإمارات من محافظة الحديدة، واحتمالية توجيهها لمناطق أخرى محسوبة على السعودية في محافظات الجنوب.


وامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي في اليمن خلال اليومين الماضيين بعلامات استفهام كبيرة جراء هذه الانسحابات التي لم يجدوا لها مبرراً، خاصة وأنها تجاوزت مطالب واشتراطات اتفاق ستوكهولم الخاص بإعادة تموضع ميليشيات الحوثي وهذه القوات المحسوبة على الحكومة الشرعية التي كانت حققت مكاسب عسكرية كبيرة في صيف 2018 ووصلت مشارف مدينة الحديدة التي كانت ميليشيات الحوثي تتمركز فيها، فتدخلت الأمم المتحدة بكل ثقلها للحيلولة دون اقتحام هذه القوات الحكومية لمدينة الحديدة بمبرر تفادي سقوط ضحايا من المدنيين أثناء عمليات الاقتحام.

 

وسجل حركة نزوح واسعة من المناطق والمديريات التي انسحبت منها القوات المشتركة المحسوبة على الحكومة المعترف بها، نحو "الخوخة والمخا" والمديريات الساحلية غربي محافظة تعز، وفق مصادر وناشطين يمنيين.

بموازاة ذلك، كشف تسجيل صوتي مسرب لأحد أفراد قوات العمالقة، عن الساعات الأخيرة التي سبقت الانسحابات من مداخل مدينة الحديدة.

وقال الجندي الذي لم يكشف عن اسمه، أمس الخميس: "إنهم تلقوا أوامر بالانسحاب، وفي حال لم ينسحبوا فإنه سيتم قصفهم بالطيران الحربي، فقاموا بالانسحاب وكلهم ألم، نحو مدينتي الخوخة والمخا".

وتابع: تفاجؤوا بعد ذلك، بأوامر تطلب منهم العودة إلى المواقع التي انسحبوا منها، والتي سيطر عليها الحوثيون وتحديدا، "كيلو 16 والدريهمي والنخيلة"، كأنهم كباش فداء.  

ووصف الجندي ما حدث بـ"الخيانة العظمى" متهما التحالف (تقوده السعودية)، وقادة الألوية والجبهة في الساحل الغربي بتلك الخيانة.

الكاتب