وول ستريت جورنال: أمريكا أوقفت بناء الصين قاعدة سرية بالإمارات
كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن وكالات الاستخبارات الأمريكية علمت قبل بضعة أشهر أن الصين شرعت سرا ببناء ما يشتبه بأنه مقر عسكري في ميناء إماراتي، وأن واشنطن تدخلت لإيقاف تلك الإنشاءات.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها، في تقرير نشرته الجمعة، أن تقارير المخابرات الأمريكية أشارت إلى نشاط صيني مشبوه في ميناء خليفة في أبوظبي، وأن مجموعة الشحن الصينية العملاقة كوسكو قامت ببناء وتشغيل محطة حاويات تجارية هناك، مشيرة إلى أن هذا النشاط توقف بعد ضغوط أمريكية شملت لقاء مع ولي عهد الإمارة الشيخ "محمد بن زايد".
ومنذ حوالي عام، بدأت تقارير استخباراتية تتدفق إلى المسؤولين الأمريكيين تشير إلى وجود نشاط صيني مشبوه في ميناء خليفة، لكن المعلومات الأولية كانت غير حاسمة. لكن هذا الربيع، دفعت صور الأقمار الصناعية السرية المسؤولين الأمريكيين إلى استنتاج أن الصينيين كانوا يبنون نوعًا من المنشآت العسكرية في الميناء. وشعرت إدارة "جو بايدن" بالقلق وبدأت جهدًا دبلوماسيًا مكثفًا لإقناع الإماراتيين بأن الموقع له غرض عسكري وأنه يجب وقف البناء.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن واشنطن حذرت أبوظبي (أحد أقرب حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط) بأن وجود الصين العسكري على أراضي الأخيرة يهدد علاقاتهما، كما أسفرت الضغوط الأمريكية عن زيارة مستشار الأمن القومي الأمريكي ومبعوث الرئيس "جو بايدن" للشرق الأوسط إلى موقع البناء.
في المقابل، قالت سفارة الإمارات في واشنطن للصحيفة إنه لا علم لها بهذا الأمر، ولا يوجد اتفاق مع الصين بشأن وجود عسكري لها على الأراضي الإماراتية.
ويبدو أن الحكومة الإماراتية، التي تستضيف قوات عسكرية أمريكية وتسعى لشراء مقاتلات وطائرات مسيرة أمريكية متطورة، لم تكن على دراية بالطبيعة العسكرية للنشاط الصيني.
والإمارات هي واحدة من أقرب حلفاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ولدى البلدين علاقات تجارية وأمنية طويلة الأمد، ما يجعل توغل الصين هناك أكثر تهديدًا للمصالح الأمريكية.
وتعد الدولة الخليجية منتجًا رئيسيًا للنفط والغاز وتتعاون مع واشنطن في مسائل مكافحة الإرهاب، وكانت أول دولة عربية ترسل قوات إلى أفغانستان بعد الغزو الأمريكي في أواخر عام 2001. وفي الآونة الأخيرة، استضافت مؤقتًا لاجئين تم إجلاؤهم من كابل عقب انهيار الحكومة الأفغانية.
ويبدو أن الشرق الأوسط على نحو متزايد هو أرضية أساسية للمنافسة الأمريكية الصينية. ولعبت الولايات المتحدة دورًا مركزيًا في المنطقة لعقود من الزمن، حيث دعمت إنشاء دولة إسرائيل، ونشرت قوات في المنطقة، وتوسطت مؤخرًا في اتفاقيات إبراهيم التي أدت إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وبعض دول الخليج، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة. بينما تصدت بكين بالصفقات التجارية ودبلوماسية اللقاحات، ويبدو الآن أنها تحاول توسيع وجودها العسكري.
وفي السنوات الأخيرة، عززت الصين علاقاتها الاقتصادية مع الإمارات وهي الآن واحدة من أكبر شركائها التجاريين وكذلك أكبر مستهلك لنفط الخليج.