تقييم سري إماراتي يصف محمد بن سلمان بـ"المتهور والفاشل والسلطوي"

تقييم سري إماراتي يصف محمد بن سلمان بـ"المتهور والفاشل والسلطوي"

زعمت صحيفة "الأخبار" اللبنانية حصولها على"وثائق إماراتية مسربة"، تتضمن إحداها تقييماً سرّياً لولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، بمناسبة مرور عامين على استلامه ولاية العهد (2017- 2019). 


وبحسب الصحيفة، فإن الوثيقة التي تبدأ بعبارة "سرّي للغاية" ثم بتاريخ الصدور 9 آب/ أغسطس 2019، تشتمل على "تقرير بشأن حصاد عامين من عهد الأمير محمد بن سلمان في المملكة العربية السعودية"، شاركت في إعداده وحدة في وزارة الخارجية تحمل اسم "وحدة الدراسات الخليجية".


ووجهت الوثيقة من محمد محمود آل خاجة، مدير مكتب وزير الخارجية، إلى مكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، إلا أنه في الرسالة ورد أن وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد وجه بإحالة الموضوع على قرقاش، وبأن يرسل الأخير التقرير إلى ولي عهد أبوظبي، محمد بن زايد. 

 

ولم تنشر الصحيفة صورة الوثيقة واكتفت بمحتواها.


وبحسب "النهار"، فقد ارتكزت الإمارات على قدرة أجهزتها من أجل جمع معلومات من داخل المملكة عن ابن سلمان والدائرة المحيطة به والسياسات غير المعلنة، من خلال عديد الوسائل، من ضمنها تسخير مصادر سعودية. 


وكشف التقرير عن أن الإمارات وفرت الإمكانيات من أجل التجسس على ابن سلمان، فيما تبدو أحيانا منزعجة من أدائه المتهوّر والمُضعِف للسياسة السعودية الخارجية. 


وتناول التقرير عديد الملفات من ضمنها "أسرار العلاقة مع إسرائيل واللوبي الإنجيلي في أمريكا والرئيس دونالد ترامب وتأثير مقتل جمال خاشقجي، والموقف من الإخوان وحال الأمير الوليد بن طلال".


ورصد التقرير وقائع واستنتاجات، أهمها "ملامح عقيدة ابن سلمان السياسية" وأزمة شرعية الحكم، وتقدير الهزيمة في اليمن واستحالة احتلال صنعاء، وانتكاسة في مقاطعة قطر، وانقسام واستقطاب في المجتمع السعودي وأجنحة العائلة المالكة.


وكشف التقرير عن "تغير على مستوى مؤسسة الحكم السعودية والسياسات الداخلية من خلال الانفراد الحصري والفعلي بالسلطة من قبل محمد بن سلمان بتفويض من الملك سلمان: عبر تحييد الأمراء المنافسين".

 

وبحسب التقرير، فقد "ظهرت ملامح شخصية الأمير محمد بن سلمان الشابة والعنيفة على السلوك السياسي السعودي الخارجي قبل وصوله إلى ولاية العهد، لكن ظل وجود الأمير محمد بن نايف كولي للعهد وقوة الحرس القديم، بأطيافه الدبلوماسية والعسكرية والدينية داخل الدولة، عامل ضبط، حتى تقلد الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد فأصبحت السياسة الخارجية السعودية أكثر حيوية واندفاعاً وتهوراً في الآن نفسه".

 

ولم يصدر تعليق رسمي من الإمارات أو السعودية على ما ورد في تقرير الصحيفة اللبنانية المقربة من حزب الله.

 

كما وأشارت الوثائق لوصف رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان بـ"العيل".

والبرقية صادرة عن سفير الإمارات لدى القاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية، جمعة مبارك الجنيبي، ومرسَلة إلى وزير الدولة للشؤون الخارجية آنذاك، أنور قرقاش، بتاريخ 13 كانون الأول/ ديسمبر 2018، وتحمل عنوان "الموضوع: زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى مصر".


وبحسب الصحيفة التي دأبت منذ مدة على نشر برقيات ومراسلات لوزارة الخارجية الإماراتية، فإن السيسي أبدى انزعاجاً واضحاً عندما أعدّ حفلة غنائية خاصة في دار الأوبرا المصرية تكريماً لولي العهد السعودي، حيث تلاقى موكبا الرئيس وولي العهد عند الاقتراب من دار الأوبرا، وتفاجأ السيسي بانفصال موكب الأمير محمد قبل دخول الدار.

 

وبعد دخول الرئيس إلى القاعة انتظر طويلاً، واستفسر الجانب المصري من الجانب السعودي، فتمّ إبلاغه بأن الأمير ذهب إلى الفندق "يريّح شوية"، بحسب ما أفاد به مقربون من السيسي الذي اغتاظ لهذا التصرّف وغادر القاعة قائلاً: "صحيح عيّل".

وتصف البرقية كواليس زيارة ابن سلمان التي أجراها للقاهرة في الرابع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، وجاءت بعد أقل من شهرين من حادثة اغتيال الصحفي جمال خاشقجي.

ووفق البرقية فقد تولّى الجانب السعودي كلّ ما يتعلّق بالتغطية الإعلامية للزيارة، مانعاً المؤسسات الإعلامية المصرية من القيام بأيّ دور يُذكر. وقد أعدّ الجانب السعودي البيان الختامي.

ورفَض الجانب السعودي أن يقوم أفراد أمن مصريون بتأمين المرافقة لموكب ولي العهد خلال تنقّلاته، وتمّ تأمين إجراءات الحماية لموكبه ومقرّ إقامته من قِبَل أفراد أمن سعوديين فقط.

وتفاجأ الجانب المصري بإصرار الجانب السعودي، أثناء جلسة المباحثات، على ضرورة تحديث هيكل جامعة الدول العربية، وخاصة لجهة اعتباره أنه قد حان الوقت لتغيير الأمين العام للجامعة، أحمد أبو الغيط. وانتقد الجانب السعودي كذلك وزير خارجية مصر، معتبراً أنه يعيق تقدّم العلاقات المصرية-السعودية.

 

ولم تنشر الصحيفة صورة عن البرقية، مكتفية بنشر محتواها، كما أن أيا من الإمارات أو مصر لم تعلق على ما أوردته حتى الآن.

الكاتب