نيويورك تايمز : طائرات مسيرة قدمتها الإمارات وتركيا وإيران لإثيوبيا ساهمت بقلب موازين المعركة

نيويورك تايمز : طائرات مسيرة قدمتها الإمارات وتركيا وإيران لإثيوبيا ساهمت بقلب موازين المعركة

قالت صحيفة "نيويورك تايمز"، إن ثلاث قوى إقليمية وهي الإمارات وتركيا وإيران ، زودت رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد بطائرات بدون طيار مكنته من تحقيق نصراً عسكرياً ضد الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي.

 

وفي الرابع من ديسمبر قال الزعيم الإثيوبي لقواته على جبهات القتال في كومبولتشا: إثيوبيا فخورة ببطولتكم التي لا تصدق. كنتم ثقتنا عندما قلنا أن إثيوبيا لن تخسر أبدا.

 

غير أن الواقع يقول غير ذلك، فبحسب نيويورك تايمز كان سبب المكسب الكبير لأبي هو أسطول الطائرات المقاتلة بدون طيار التي حصل عليها مؤخرا من "حلفاء في منطقة الخليج العربي وأماكن أخرى ممن عقدوا العزم على إبقائه في السلطة".

 

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين، تحدثا بشرط عدم الكشف عن هويتهما، أنه على مدى الأشهر الأربعة الماضية، زودت الإمارات وتركيا وإيران أبي بعضا من أحدث الطائرات المسلحة بدون طيار، حتى عندما كانت الولايات المتحدة والحكومات الأفريقية تحث على وقف إطلاق النار ومحادثات السلام.

 

وفيما يتعلق بدوافع هذه الدول، قالت: "تتنوع بين كسب المال، والحصول على ميزة في منطقة استراتيجية، ودعم منتصر في الصراع المتصاعد" الذي اجتاح ثاني أكبر دولة في أفريقيا من حيث عدد السكان.

 

إلا أن تأثير الطائرات بدون طيار كان مدهشا، حيث قصفت مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، التي تسيطر على إقليم تيغراي في شمال إثيوبيا، وقوافل الإمدادات الخاصة بهم أثناء تقدمهم على طريق سريع رئيس باتجاه العاصمة أديس أبابا.

وقد تراجعت قوات الجبهة منذ ذلك الحين لمسافة 434 كم تقريبا إلى الشمال، لتخسر شهورا من المكاسب في ميدان المعركة.

 

والأحد الماضي أخبر زعيم جبهة تحرير شعب تيغراي، ديبريتسيون جبريميكل، الأمم المتحدة أنه أمر بسحب فوري لجميع القوات إلى حدود تيغراي، مشيرا، من بين عوامل أخرى، إلى "الطائرات بدون طيار التي قدمتها قوى أجنبية".

 

وفي رسالة إلى الأمين العام أنطونيو غوتيريش، دعا ديبريتسيون إلى وقف إطلاق النار ثم محادثات سلام. وكتب "نحن على ثقة من أن انسحابنا الجريء سيكون فتحا حاسما للسلام".

وقال المتحدث باسمه، الاثنين الماضي، إن موجة من الضربات الجوية الإثيوبية داخل تيغراي أسفرت عن مقتل 18 مدنيا وإصابة 11 آخرين.

وفي لقاء مع المبعوث الإقليمي الأميركي الخاص إلى القرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، في وقت سابق من هذا الأسبوع،  نقلت نيويورك تايمز عن مسؤول أميركي مطلع على الاجتماع، أن مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد نفى أن تكون أبوظبي قد قامت بشحن أسلحة إلى إثيوبيا.

 

أما فيما يتعلق بتركيا، فقد وقع أبي اتفاقا عسكريا، في أغسطس الماضي، مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي لعبت طائرته بدون طيار (بيرقدار تي بي 2) دورا حاسما في انتصار أذربيجان على أرمينيا في ناغورنو قره باخ.

 

وبعد ظهور طائرات بيرقدار في إثيوبيا مؤخرا، أصر المسؤولون الأتراك على أن بيع الدرونز كان نشاطا تجاريا بحتا، بعدما ارتفعت صادرات الدفاع والطيران الإثيوبية إلى 95 مليون دولار هذا العام، من 235 ألف دولار في 2020، حسبما نقلت نيويورك تايمز عن جمعية المصدرين الأتراك.

 

ومؤخرا، تقول الصحيفة إن مسؤولين أتراك يزعمون تجميد الصادرات إلى إثيوبيا "استجابة على ما يبدو للضغط الدولي بشأن الحرب التي أصبحت نموذجا للفظائع والمجاعة".

وعن الدرونز القادمة من طهران، ذكرت نيويورك تايمز أن حصول رئيس الوزراء الإثيوبي على طائرات إيرانية بدون طيار، أدى إلى زيادة توتر علاقاته مع واشنطن.

ومنذ أغسطس الماضي، وصل عدد من رحلات الشحن التي تشغلها شركات طيران إيرانية إلى إثيوبيا، حسبما رصدت مدونات تتبع الرحلات الجوية. وقالت الولايات المتحدة إنها واجهة لفيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، على حد قول الصحيفة.

وقد قدم المسؤولون الأميركيون في أديس أبابا احتجاجات خاصة إلى أبي، وحثوه على التوقف عن ذلك، حسبما نقلت نيويورك تايمز عن مسؤول أميركي.

الكاتب