انقسام وتذمر في الإمارات بعد تغيير العطلة الأسبوعية

انقسام وتذمر في الإمارات بعد تغيير العطلة الأسبوعية

"شعور بارتكاب خطأ".. هكذا كان حال بعض المواطنين والمقيمين في الإمارات، حول يوم عمل الجمعة الأول في تاريخ البلاد.

وكانت الإمارات قررت دخول قانون العطلة الجديد حيز التنفيذ مطلع العام الجاري، لتصبح العطلة الأسبوعية يومي السبت والأحد، بدلا من الجمعة والسبت، فيما يكون يوم الجمعة نصف يوم عمل، بدءا من الساعة 7:30 صباحاً إلى 12:00 ظهراً.

وبدأت تطبيق القانون، أمس الجمعة، وتحولت الإمارات، إلى يوم عمل عادي، عدا الشارقة التي أبقت على يوم الجمعة يوم إجازة والتزمت بالوقت نفسه بتوجيهات أبوظبي ومد العطلة إلى يومي السبت والأحد.

صحيفة "الجارديان" البريطانية، رصدت في تقريرها، أن بعض الشركات الخاصة في الإمارات، استمرت في الإقفال أيام الجمعة والسبت، وفق النظام القديم، فيما فتحت بعض الشركات أبوابها وفق النظام الغربي.

ولفتت الصحيفة إلى أن البعض تذمر، فيما انقسمت الشركات، بينما عاني الأفراد بين وقت العمل وصلاة الجمعة.

وفيما بدت المساجد مليئة وقت صلاة الجمعة، إلا أن العديد من المصلين عاد للالتحاق بوظيفته بعد الصلاة مباشرة.

وبدأت المساجد، اعتباراً من الجمعة، توحيد موعد إقامة خطبة وصلاة الجمعة لتكون بعد الدوام عند الساعة 13:15 بالتوقيت المحلي، طوال العام.

وفي الشارقة يبقى موعد خطبة الجمعة والصلاة والإقامة على مواعيدها.

كما عكس تقرير لوكالة "الصحافة الفرنسية"، التذمر والانقسام حول هذا التغيير المفاجئ، بعد أن أصبحت عطلة نهاية الأسبوع رسمياً يومي السبت والأحد، وتوجّه الموظفون والطلاب إلى أماكن العمل والدراسة الجمعة للمرة الأولى في تاريخ الإمارات، باستثناء الشارقة.

وتنقل الوكالة عن البريطانية "ريتشل كينج" (22 عاما) التي تعمل في قطاع الضيافة وتقيم في دبي منذ 6 أشهر، قولها: "كنت سأفضل أخذ (الجمعة) كيوم عطلة".

وتضيف: "هذا ما نعرفه ونحبه.. العطلة في يوم الجمعة والذهاب إلى أماكن معينة والقيام بأنشطة مختلفة.. ولكن الآن سنقوم بذلك يوم السبت".

ويقول "أحمد البلبيسي" (34 عاما) الذي يعمل في القطاع المصرفي: "اليوم أول جمعة عمل ولكنه شعور غريب قليلا".

ولكنه يوضح: "بالنسبة إلي فإن الأمر منطقي على الأقل في القطاع المصرفي.. نحن نعمل الآن في نفس اليوم كغيرنا في العالم".

أما "فاتي" التي تعمل في شركة دولية للتوزيع ولم ترغب بالكشف عن اسمها الكامل، فتقول: "لحسن الحظ، سأحظى بنفس أيام العطلة مع أولادي ولكن الأمر يختلف مع زوجي".

وتشير إلى أن زوجها يعمل في شركة متعددة الجنسيات "لم تقم بتغيير جدول عملها حتى الآن.. آمل أن يقوموا بذلك بسرعة أو سيدمر ذلك حياتنا العائلية".

وتشير "رنا" التي تعمل في شركة تنظيم فعاليات، إلى أن بعض الفرق ستضطر للعمل يوم الأحد، موضحة: "نعمل كثيرا مع مصر والسعودية".

من جانبها، أجرت شركة "ميرسر" للاستشارات استطلاعا شمل 195 مؤسسة عمل، وقالت 23% منها فقط إنها ستقوم بتقليص أيام العمل إلى 4 أيام ونصف، بينما قال أكثر من النصف إنهم سيعتمدون نظام نهاية الأسبوع الجديد.

ويرى خبراء اقتصاد أن هذا التحول استراتيجي لأنه يجعل الأعمال في الإمارات العربية المتحدة متناسقة مع الممارسات العالمية، ويؤكّد موقعها كمقر مهم للشركات الأجنبية.

وجاء القرار في وقت تحتدم فيه المنافسة الإقليمية خصوصا مع محاولة السعودية دفع عاصمتها، الرياض، للتحوّل إلى مركز دولي على غرار دبي، بينما تسعى المملكة لتنويع اقتصادها المعتمد على النفط.

ووجد استطلاع "ميرسر" أن قرابة ثلث الشركات تشعر بالقلق من تباين أيام العطلة الأسبوعية مع دول أخرى في المنطقة.

وبدا مركز دبي المالي العالمي، حيث يعمل كثيرون عن بعد، هادئا صباح الجمعة في وقت تشهد الإمارات تزايدا في إصابات "كوفيد-19"، بينما اختارت بعض المدارس التعليم الافتراضي.

وتقول الحكومة الإماراتية إن النظام الجديد سيسهم في تعزيز الترابط الأسري والتلاحم المجتمعي، وتعزيز جودة حياة الموظفين.

يشار إلى أن دولاً عدة اعتمدت نظاماً مشابهاً، كفنزويلا وفنلندا وإسبانيا وأستراليا، ينص على 4 أيام عمل في الأسبوع مقابل 3 أيام عطلة.

الكاتب