فايننشال تايمز: هجمات أبوظبي رسالة تمسك إيرانية بمكاسبها في المنطقة
قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن الغارات الجوية، ضد أبو ظبي، تهدد بلخبطة التقارب الحذر في منطقة الخليج.
وقالت الصحيفة إن المسيرات تظهر بأن اليمن بات مثل سوريا نزاعا قادرا على نقل الفوضى خارج حدوده. وأضافت أن أبو ظبي، العاصمة الفدرالية للإمارات تعرضت للضرب هذا الأسبوع بمسيرات أعلن المتمردون الحوثيون في اليمن مسؤوليتهم عنها.
وتابعت أن الهجوم يحمل مخاطر إنهاء أول محاولات جادة لبناء نوع من الثقة بين الملكيات السنية والجمهورية الإسلامية الشيعية.
وأدت الهجمات لتوتير الأعصاب وكشفت عن الطريقة التي تحول فيها النزاع السوري إلى بؤرة تشع الفوضى على جيرانها.
وقالت إن الهجمات تنافس في جرأتها الهجمات الصاروخية وبالمسيرات على منشآت نفطية لأرامكو في السعودية عام 2019. وهو هجوم دقيق ومزدوج زعم الحوثيون أنهم وراءه، مع أن إيران تقف بالتأكيد خلفه. وأدى الهجوم هذا لوقف نصف الإنتاج العالمي ولو لفترة قصيرة. والفرق هنا هو أن من يقف وراء الهجوم على الإمارات كان يصوب ويحذر.
وترى أن الحركة الحوثية اليمنية التي تسيطر على معظم شمال اليمن بما فيها العاصمة صنعاء كانت في حالة ثورة حتى قبل الإطاحة بحاكم اليمن القوي، علي عبد الله صالح في 2011. وبعد قيام التحالف الذي ضم الإمارات وقادته اليمن للحرب ضد الحوثيين في عام 2015، وجدت إيران وجماعاتها الوكيلة عنها مثل حزب الله فرصة لدعمهم كورقة ضغط ضد السعودية التي تعتبر منافسة لها في الهيمنة على المنطقة.
وبعد هجوم أرامكو في عام 2019، وفشل الولايات المتحدة في ظل قيادة دونالد ترامب في الرد، قررت الإمارات سحب قواتها من اليمن وأعلنت أنها ستركز على توسيع اقتصادها المزدهر والقائم على التجارة والسياحة وتحقيق الاستقرار. ولكن هذه الجهود تعرضت لضربة هذا الأسبوع وكشفت عن ضعفها.
وعلى خلاف الهجمات السابقة، فهذه طلقة تحذير وتم التصويب على مطار أبو ظبي الدولي وشركة النفط الوطنية أدنوك. وكانت هذه الهجمات دقيقة بدرجة دفعت المحللين داخل وخارج الإمارات للتساؤل عن الجهة الحقيقية التي تقف وراءها وإن كانت إيران وليس الحوثيين.
ولم يكن التحذير للإمارات من أجل دفعها للعودة إلى حرب اليمن. ففي هذا الشهر نجحت قوات تدعمها الإمارات بوقف سلسلة من التحركات العسكرية الحوثية وسيطرت على شبوة وخففت من الضغط على منطقة النفط الغنية، مأرب والتي تعد آخر معقل واقع تحت سيطرة الحكومة في الشمال.
وعلى ما يبدو فإن إيران تحاول إرسال رسالة أكبر للعالم. وجوهر الرسالة هو أنه مهما حدث في المفاوضات النووية بين إيران والدول الموقعة على اتفاقية 2015 بهدف إحيائها من جديد فهي راغبة بالحفاظ على مناطق السيطرة الإستراتيجية التي بنتها خلال العقدين الماضيين في كل من العراق وسوريا ولبنان.
وقالت الصحيفة: "لم تتحرك المفاوضات في فيينا بسبب المطالب القصوى في إيران. وفي نفس الوقت فإن الجماعة حول المرشد الأعلى علي خامنئي والحرس الثوري ليس لديها أية نية بالتنازل عن المحور العربي الشيعي الذي تم توثيقه باستخدام المليشيات العربية الشيعية وباستخدام المسيرات والصواريخ في منطقة المشرق العربي".
وتابعت: "تريد إيران تقوية ممرها الشيعي في المشرق وتجاوز الخليج وتواصل الدفع باتجاه القوة الإقليمية. وتساءلت الصحيفة عن نهاية محاولات خفض التوتر والتواصل الدبلوماسي الذي جرى في بعض الأحيان على مستويات عليا بين الإمارات والسعودية وإيران؟". فهل ستؤثر الهجمات عليها؟
وقالت: "صحيح أن الطيران السعودي ضرب العاصمة صنعاء ليلة الإثنين، إلا أن الانتقام كان مؤكدا وربما استبعدته إيران والحوثيون. ومن وجهة نظر إيران، فالتأكيد على ضعف الإمارات كما فعلت مع السعودية عام 2019 هو محاولة لإظهار أن دول الخليج ليس لديها بديل واقعي عن الدبلوماسية، وكما تبدو الأمور فقد تكون مصيبة"