أسوشيتد برس: الصراع الإماراتي الحوثي يهدد بجر أمريكا لمنطقة مشتعلة
اعتبرت وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأمريكية أن حروب الشرق الأوسط التي تحاصر الإمارات المتحالفة مع الولايات المتحدة، تهدد بجر الأخيرة إلى منطقة تشتعل فيها التوترات مع إيران.
وشن الحوثيون المدعومون من إيران هجمات صاروخية وطائرات بدون طيار منذ يناير/كانون الثاني استهدفت الإمارات، وفتحت القوات الأمريكية في قاعدة الظفرة الجوية في أبوظبي، التي تضم حوالي 2000 جندي أمريكي، النار مرتين بصواريخ باتريوت الخاصة بها للمساعدة في صد الهجمات الجوية للحوثيين.
ويمثل الحادثان المرة الأولى منذ عام 2003 التي تطلق فيها الولايات المتحدة صواريخ باتريوت. كما يأتي بعد الانسحاب الفوضوي لإدارة "جو بايدن" من أفغانستان وإعلان انتهاء المهمة القتالية الأمريكية في العراق.
وعلى الرغم من أن الأزمة الأوكرانية تهيمن على الولايات المتحدة، إلا أنها تقول إنها سترسل طائرات مقاتلة أكثر تقدمًا إلى الإمارات، فضلاً عن إرسال المدمرة "USS كول" هناك.
ويضع امتداد الحرب اليمنية المستمرة منذ سنوات إلى الإمارات، القوات الأمريكية في مرمى نيران هجمات الحوثيين ويزيد من خطر حدوث تصعيد إقليمي في لحظة حاسمة من المحادثات في فيينا لاستعادة الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية.
وفي ظل حكم ولي عهد أبوظبي، الحاكم الفعلي للبلاد منذ عام 2014، الشيخ "محمد بن زايد آل نهيان"، اتبعت الإمارات نهجًا أكثر قوة. ولا يوجد مكان يتجلى فيه ذلك أكثر من اليمن، حيث انضم إلى تحالف تقوده السعودية في عام 2015 لدعم الحكومة المنفية في البلاد ضد الحوثيين.
وسحبت قواتها البرية إلى حد كبير من الصراع في عام 2019 مع توقف الحرب وتعرض التحالف لانتقادات دولية واسعة النطاق بسبب الضربات الجوية التي قتلت المدنيين. لكن في الأسابيع الأخيرة، أحرزت الميليشيات اليمنية المدعومة من الإمارات تقدمًا كبيرًا في الحرب، مما أثار هجمات مضادة للحوثيين في عمق الإمارات.
وأقر الجيش الإماراتي باعتراض طائرات مسيرة زُعم أنها أطلقتها جماعة غامضة شنت في وقت سابق هجوماً استهدف قصراً في السعودية من العراق.
ويؤدي ذلك إلى توسيع المنطقة التي تحتاج إلى الحماية بالدفاعات الجوية، مما يضع عبئًا إضافيًا عليها ويخاطر بفرصة حدوث هجوم معقد ممكن أن يكون مثل هذا الهجوم كارثيًا، مثل هجوم 2019 الذي شهد اختراق صواريخ كروز وطائرات بدون طيار بنجاح المملكة العربية السعودية وضرب قلب صناعة النفط في بقيق. وأدى هذا الهجوم إلى خفض إنتاج المملكة إلى النصف مؤقتًا ورفع أسعار الطاقة العالمية بأكبر نسبة مئوية منذ حرب الخليج عام 1991.
بينما أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن هجوم بقيق، اتهمت الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومحللون إيران في هذا الهجوم.
وقال خبراء من الأمم المتحدة إنه "من غير المحتمل" أن يكون الحوثيون هم من نفذوا الهجوم، رغم أن طهران نفت تورطها.
ووصف الحوثيون قاعدة الظفرة الجوية، موطن الوجود الأمريكي الكبير، بأنها هدف لهم، ومن المرجح أن يجلب أي هجوم يلحق الضرر بالقوات الأمريكية ردًا من واشنطن، حتى مع انشغال "بايدن" في إعادة التركيز على الصين وروسيا. والانتشار الموعود للمدمرة "كول" والطائرات المقاتلة المتقدمة وهو ما يعني أن المزيد من المعدات الأمريكية ستكون قريباً في الإمارات.