"ميدل إيست آي" : لماذا تحجم إسرائيل عن مساعدة الإمارات ضد الحوثيين؟
أخبرت مصادر إسرائيلية موقع "ميدل إيست آي" (Middle East Eye) البريطاني أن تزويد الإمارات بأنظمة دفاع جوي قد يضر بالتفوق التكنولوجي لإسرائيل، بل يثير غضب واشنطن.
وذكر الكاتب والصحفي الإسرائيلي يوسي ميلمان أنه في أعقاب الهجمات الصاروخية والطائرات المسيّرة الأخيرة التي شنّتها جماعة الحوثي اليمنية على أبو ظبي لجأ حكام الإمارات إلى إسرائيل طلبا للمساعدة العسكرية.
وأشار إلى أن أحدث هجوم بطائرة مسيّرة وقع خلال الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الأسبوع الماضي.
وألمح ميلمان إلى أن المسؤولين الإماراتيين يهتمون اهتماما خاصا بالدفاعات الجوية الإسرائيلية الصنع، مثل القبة الحديدية (Iron Dome) ومقلاع داوود (David’s Sling and Arrow)، فضلا عن أنظمة الرادار.
وقالت مصادر إسرائيلية للموقع البريطاني إنها تدرس الطلب الإماراتي، لكنها أضافت تحفظا، محتجة بأنه أمر خطير يجب التعامل معه بحذر.
وذكر ميلمان أنه سيتعين على إسرائيل الموازنة بين رغبتها في بيع أسلحة في جميع أنحاء العالم -مشيرا إلى أنه أُعلن رسميا هذا الأسبوع أنها منحت تراخيص عسكرية إلى 139 دولة- والحاجة إلى حماية معداتها الحساسة المحلية الصنع.
وأضاف أن المعضلة الإسرائيلية تتمثل في كيفية الحفاظ على تفوقها التكنولوجي أثناء بيع الأنظمة لشركاء إستراتيجيين.
وأردف ميلمان بأن هناك أيضا عقبة أخرى في طريق تسليم إسرائيل الدفاعات الجوية إلى منطقة الخليج، وهي عقبة ربما تكون أقوى، ألا وهي الولايات المتحدة التي تنظر إلى المنطقة على أنها مجال اهتمامها ولها وجود عسكري وقواعد في قطر والبحرين والإمارات.
وتبيع واشنطن لهذه الدول كل أنواع الأسلحة، من المقاتلات "إف-35" والطائرات المسيّرة وتكنولوجيا الاستخبارات إلى المعدات البحرية والبطاريات المضادة للطائرات، ومن هذا المنظور فإن الأمن الأميركي لن يعجبه رؤية منافسة إسرائيلية وكذلك الشركات الحربية.
وأشار ميلمان إلى أن جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) سهّل على مدى سنوات العلاقات السرية بين إسرائيل والإمارات والبحرين والسعودية، وذلك أدى إلى تعاون وثيق في تبادل المعلومات الاستخبارية ضد إيران، فضلا عن بيع معدات استخباراتية مثل برنامج التجسس بيغاسوس.