هل تدخل قوات برية إماراتية ليبيا مع ميليشيات تابعة للقذافي بحجة قتال "تنظيم الدولة"؟!

هل تدخل قوات برية إماراتية ليبيا مع ميليشيات تابعة للقذافي بحجة قتال "تنظيم الدولة"؟!

كشفت صحيفة التلغراف البريطانية عن محاولات غربية تجري منذ عدة أشهر، من أجل تجنيد أتباع العقيد الليبي معمر القذافي للانضمام إلى المعركة ضد تنظيم الدولة في ليبيا.

يأتي ذلك فيما أكملت الإمارات مناورتين عسكريتين الأولى مع "مصر" والثانية مع الصين بقيادة أمريكية، وجرى زيادة مدة الخدمة الوطنية للمواطنين إلى عامين لخريجي الثانوية العامة؛ ما دفع عدد من المحللين إلى الحديث أن الدولة تسعى للانخراط في حرب جديدة.

ويوم الخميس الماضي (5/5) وصل الممثل الخاص للأمين العام في ليبيا، مارتن كوبلر، إلى أبوظبي وفي استقبال باهت التقى بأنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، وبعدها بيومين نشر موقع إماراتي قريب من جهاز أمن الدولة رفض اللواء خليفة حفتر حليف الإمارات وأحد الجنرالات المقربين من القذافي، لقاء كوبلر. وهذه هي أول مرة يعلن فيها حفتر، الذي تخوض قواته معارك مفتوحة، ضد خصومه، رفضه للاجتماع مع المبعوث الأممي الذي يسعى لتسويق اتفاق الصخيرات لإيجاد تسوية سياسية للصراع على السلطة في ليبيا. وأثناء تواجد كوبلر في أبوظبي أعلن "حفتر" بدء عملية عسكرية لمواجهة تنظيم الدولة.

 

يأتي ذلك في الوقت الذي أفادت فيه تقارير صحفية أن محمد دحلان مستشار ولي عهد إمارة أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان يمثل رأس الحربة للإمارات بالداخل الليبي يساعده في ذلك محمد إسماعيل المستشار الأمني الأسبق لنجل معمر القذافي سيف الإسلام، ومما أكد دور دحلان في ليبيا تسريب لمكتب السيسي الذي ظهر في فبراير 2015 ويرجع إلى فبراير 2014 ويتحدث عن مساعٍ مصرية للوقوف ضد المؤتمر الليبي العام بالاستعانة بأحمد قذاف الدم لدعم التحرك على الأرض في ليبيا. وتطرق التسريب في نفس الإطار إلى زيارة “سرية” قام بها محمد دحلان ومحمد إسماعيل وغيرهما إلى مصر. وأكد فيها مدير مكتب السيسي عباس كامل على ضرورة خروج ذلك الفوج من المطار سرَّا.

 

وفي 18 ابريل الماضي زار وزير الخارجية البريطاني، طرابلس، في زيارة غير معلنة واعتبر فيليب هاموند، أن تدريب قوات ليبية داخل ليبيا أو في دولة مجاورة لها، "إذا كانت الظروف ملائمة"، سيحقق نجاحاً أكبر من محاولة إقامته في دولة أوروبية.

 

فيما أعلنت حكومة طبرق، الموالية للإمارات في ديسمبر الماضي أنها منحت إذنا مباشرا لوزارة الداخلية في حكومتها بإجراء التعاقد عن طريق التكليف المباشر مع شركة "إس بي كي" القابضة الإماراتية، لتدريب 3000 عنصر أمني في  أبوظبي.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن قادة من الذين قاتلوا إلى جانب العقيد القذافي إبان اندلاع الثورة المسلحة عام 2011، وقعوا على اتفاق للانضمام إلى ائتلاف يجري تشكيله حالياً لقتال تنظيم الدولة الموجود بمدينة سرت الليبية.

أكد تقرير قدم لمجلس الأمن أن الإمارات تنتهك قرار دولي يحظر توريد السلاح إلى ليبيا، وحسب وثائق، فإن الإمارات أرسلت عربات وأسلحة مختلفة إلى "حفتر" وميليشيات ليبية خلال الأعوام من (2012- 2015)، علاوة على قصف سلاح الجو الإماراتي في أغسطس 2014 مواقع لجماعات إسلامية في طرابلس.

في نهاية ابريل الماضي نشر الصحفي الإيطالي فيشينزو نيغرو في مقال نشر بالصحيفة الإيطالية لا ريبوبليكا ناقلاً عن مصادر في وزارة الدفاع الإيطالية بتلقى حفتر أسلحة من دولة الإمارات،وفي ميناء طبرق، تم تنزيل 1000 عربة مقاتلة إلى جانب أسلحة وذخائر: جاءت هذه الإمدادات من الإمارات المتحدة، التي تعد، جنبا إلى جانب مع مصر وفرنسا، حليفا هاما لخليفة حفتر. ونشرت الصحافة الليبية خبر تنزيل 1000 عربية من ناقلة ضخمة قادمة من الخليج.

وأوضح الصحفي الإيطالي أن مع الأسلحة والإمدادات الجديدة، سيكون حفتر قادرا على المضي قدما نحو الحقول في الهلال النفطي، المنطقة التي لم تتمكن قواته من قبل السيطرة عليها، وأفاد أن السيارات التي تم تسليمها هي من نوع تويوتا لاند كروزر معدلة بدروع خفيفة الوزن، قدمتها كل من شركتي “Minerva Special Purpose” في دبي و “Ares Security Véhicules” في أبو ظبي، ولهذا يرجح نشر قوات للأمم المتحدة من أجل حماية الآبار، احتمال أن تكون هناك مواجهة مع تنظيم “الدولة”، فضلا عن كونها ستجد نفسها في مواجهة مباشرة مع “ميليشيات” حفتر.

وفي ذات الصدد، يبدو أن الدور الإماراتي لم يقتصر على توريد الأسلحة بخلاف قرار مجلس الأمن الدولي فوفقًا لمسؤولين في حكومة طرابلس، فقد تم إلقاء القبض على جندي إماراتي في ليبيا يدعى “يوسف مبارك” واتهم بالتجسس. وكشفت التحقيقات التي لا تزال جارية معه أن المخابرات كشفت أنشطته وأظهرت معلومات على جهاز الكمبيوتر المحمول الخاص به عن معلومات ووثائق تفيد أن مبارك كان يتجسس لصالح بلد أجنبي. هذا وقد نفت شرطة دبي أي علاقة لها بالمقبوض عليه في ليبيا.

الموالون للقذافي يسعون إلى المشاركة في تحرير سرت من قبضة تنظيم الدولة،أحد مقاتلي المجموعات الليبية التي قاتلت القذافي، قال للتلغراف: "إن القتال ضد مقاتلي التنظيم أصعب"، مبيناً أنهم أشد ضراوة من الموالين للقذافي، معتبراً أن المعركة ضد التنظيم في سرت ستكون "كبيرة ودامية". ويبدو أن الإمارات هي المسؤولة عن هذا التحالف.

 

في فبراير الماضي قالت مجلة "ديفينس نيوز" الأمريكية إن الإمارات وروسيا تنسقان من أجل شن هجمات برية وجوية في ليبيا.

وأضافت المجلة الأمريكية إن المسؤولين الروس والإماراتيين ناقشوا أثناء زيارة وفد روسي إلى الإمارات خلال ذلك الشهر العديد من القضايا المركبة في ليبيا واتفاقا على تعزيز العلاقات العسكرية والاستخباراتية في هذا البلد، أثناء زيارة وزير الخارجية الروسي سرجي لافروف إلى الإمارات.

وقال لافروف في المؤتمر الصحفي -في 2 فبراير- اتفقنا على: "مواصلة العلاقات السياسية والسرية والاتصالات بين وكالات الاستخبارات لدينا على القضايا الأمنية".

فيما قال للمجلة الأمريكية "تيودور كاراسيك" المحلل السياسي والمستشار البارز لـ مركز تحليلات الخليج في واشنطن، إن التعاون الاستخباراتي بين البلدين هو جزء من ترتيبات الرباعي " روسيا والإمارات والأردن ومصر".

وأشار المحلل السياسي إلى أن تبادل البيانات هو جزء من المعركة ضد (تنظيم الدولة) في جميع أنحاء المنطقة.

وقال كاراسيك إن هناك تحرك إماراتي روسي بالتنسيق مع الحكومة الليبية وتفويض من الأمم المتحدة تكتمل مع زيارة الجنرال الليبي الموالي للإمارات خليفة حفتر إلى القاهرة الأيام الماضية، من أجل تدخل بري في البلاد.

وأضاف أن روسيا والإمارات تسيران على خطط الهجوم على "طرابلس" لفرض الحكومة الليبية بدعم من "حفتر". مشيراً إلى أنه ولمدة سنة على الأقل، البلدان الأربعة، بدرجات متفاوتة، تركز أكثر فأكثر على ليبيا.

 

 

إيماسك

الكاتب