أردوغان: زياتي للإمارات سترتقي بعلاقات البلدين وستنعكس إيجابا على المنطقة
قال الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" إن زيارته إلى الإمارات، الإثنين المقبل، ستتيح الارتقاء أكثر بعلاقات التعاون بين البلدين.
جاء ذلك في مقالة كتبها الرئيس "أردوغان" لموقع "خليج تايمز" نشرت السبت، بعنوان "حان الوقت لمبادرات السلام والتعاون الإقليمي"، بمناسبة زيارة سيقوم بها إلى الإمارات الاثنين، وفق بيان لدائرة الاتصال في رئاسة الجمهورية التركية.
وأوضح أن زيارته إلى الإمارات تظهر الأهمية التي يوليها لعلاقات الصداقة بين البلدين، فضلا عن إتاحتها فرصة الارتقاء بعلاقات التعاون أكثر.
وأشار "أردوغان" إلى اكتساب التقارب التركي الإماراتي زخما جديدا عبر الزيارات المتبادلة، معربا عن ترحيبه بتطور علاقات البلدين نحو التعاون.
وأعرب عن ثقته بأن زيادة مجالات التعاون بين البلدين ستنعكس إيجابا على المنطقة، وأن التقارب في العلاقات جاء في وقت تتصاعد فيه المنافسة العالمية.
وقال إن جميع دول المنطقة مهمة لتركيا، علاوة على أهمية الإمارات العربية المتحدة باعتبارها أكبر شريك تجاري لتركيا بين دول مجلس التعاون الخليجي.
والشهر الماضي، قال الرئيس التركي إن زيارته المقررة لدولة الإمارات، ستؤسس لحقبة جديدة من العلاقات مع دول الخليج، فيما سبقه وزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو" إلى الإمارات، في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
ولفت "أردوغان"، في تصريحاته لموقع "خليج تايمز"، إلى أن حجم التجارة غير النفطية بين تركيا والإمارات بلغ قرابة 89.6 مليار دولار خلال العقد الأخير.
وأضاف أن حجم التجارة بين البلدين ارتفع من 7.3 مليارات دولار في 2019 إلى 8.9 مليارات في 2020، بزيادة بلغت 21 بالمئة، وسط هدف رفعه ضعفين خلال السنوات المقبلة.
كما أشار إلى أن تركيا والإمارات تتمتعان بإمكانية التعاون في مناطق مختلفة من العالم لا سيما يما يخص المنطقة القريبة وإفريقيا.
وأكد أن تركيا منفتحة دائما على التعاون البنّاء باعتبارها مركز جذب بفضل موقعها الجيوسياسي وطاقاتها البشرية ومجال فاعليتها وقوة إنتاجها ودورها في إرساء الاستقرار.
وعبر "أردوغان" عن ثقته بأن تركيا والإمارات يمكن أن تساهما بشكل مشترك في السلام والتعاون والازدهار الإقليمي.
وأكمل أن مجالات التعاون والقيم والتاريخية والثقافية العريقة بين البلدين توفر فرصا كبيرة خلال هذه المرحلة، وأن الجهود الثنائية لتعزيز العلاقات البينية ستساهم في إرساء الاستقرار على الصعيد العالمي.
وشدد على أن تركيا من الدول النادرة التي تحاول الموازنة بين مصالح سياستها الخارجية والسلام والاستقرار، وأنها تسعى جاهدة لتطبيق هذا المبدأ على جميع الأطراف التي تتعامل معها.
وأوضح أن السعي وراء توحيد المصالح، وتوسيع مجالات التعاون عبر أساس الربح المتبادل، والكفاح المشترك ضد التهديدات، تعد من المبادئ الأساسية لتركيا.
وأكد "أردوغان" أن تركيا على استعداد لتعزيز التعاون مع كافة الدول وبذل جهود مشتركة لحل المشاكل الإقليمية.
وتابع أن "الحوار الذي اكتسب زخما بين تركيا والإمارات خلال الفترة الأخيرة وتحوّل إلى تعاون ملموس، أظهر قدرتنا على تشكيل مستقبل مشترك في حال الأخذ بزمام المبادرة".
وشدد على أن تركيا لا ترى أمن واستقرار دولة الإمارات العربية المتحدة وجميع الأشقاء في منطقة الخليج منفصلين عن أمنها واستقرارها.
وأضاف أنه كان من دواعي سروره فتح صفحة جديدة في العلاقات التركية الإماراتية مع زيارة ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى أنقرة في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني 2021.
وأشار إلى أن الاتفاقيات الاقتصادية الموقعة خلال هذه الزيارة تضمنت مؤشرات مهمة حول مستقبل العلاقات بين البلدين.
وقال: "بالاتفاقيات التي وقعناها في مجالات الاقتصاد والتمويل والطاقة والبتروكيماويات والتكنولوجيا والنقل والبنية التحتية والصحة والغذاء والزراعة، وضعنا أسس التعاون بين البلدين في المستقبل القريب".
ولفت إلى أن من التطورات الجديرة بالذكر توقيع اتفاقية مقايضة بالعملة المحلية بين البنكين المركزيين التركي والإماراتي بنحو يعادل 5 مليارات دولار.
وأكد أن تركيا تهدف إلى تعزيز التعاون مع الإمارات العربية المتحدة في مجالات الطاقة والصحة والزراعة والخدمات اللوجستية والبنية التحتية والتمويل والسياحة بالإضافة إلى في مجالات تغير المناخ والطاقة والمياه والأمن الغذائي.
ولفت "أردوغان" إلى أن الإمارات احتفلت بالذكرى السنوية الـ50 لتأسيسها، معربا عن سعادته في المضي قدما بعلاقات البلدين نحو 50 عاما أخرى مبنية على أساس المصالح المشتركة والاحترام المتبادل والثقة.
وفي ختام المقالة، بعث "أردوغان" نيابة عن الشعب التركي أحر تحياته القلبية إلى الشعب الإماراتي الشقيق.
وشهدت العلاقات التركية – الإماراتية في نهاية العام 2021 نقلة نوعية، تزامنت مع زيارة ولي عهد أبوظبي للعاصمة التركية تلبية لدعوة وجهها "أردوغان"، وهو ما اعتبره مراقبون بداية لطي صفحة الخلافات بين البلدين.
وكان "أردوغان" و"بن زايد" قد استعرضا خلال زيارة الأخيرة إلى أنقرة، في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، فرص تعزيز آفاق التعاون بين البلدين، خاصة في المجالات الاستثمارية والاقتصادية والتنموية وغيرها.
وأعلنت دولة الإمارات عقب المحادثات عن تأسيس صندوق بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا، ولتعزيز دعم الاقتصاد التركي وتوثيق التعاون بين البلدين.
وسيركز الصندوق على الاستثمارات الاستراتيجية، وعلى رأسها القطاعات اللوجستية، ومنها الطاقة والصحة والغذاء.