الإمارات: زيارة أردوغان خطوة هامة لتعزيز العلاقات الاستراتيجية
قالت الإمارات، الأحد، إن زيارة الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، تشكل "خطوة هامة على طريق تعزيز العلاقات الاستراتيجية المتنامية بين الإمارات وجمهورية تركيا الصديقة ونقلها إلى مستوى أكثر تقدماً".
جاء ذلك في تقرير لوكالة أنباء الإمارات الرسمية "وام"، والتي أفردت مساحة واسعة للحديث عن العلاقات الإماراتية التركية، عشية زيارة الرئيس التركي، المقررة الإثنين والثلاثاء.
وأفادت الوكالة بأن العلاقات بين الإمارات وتركيا تشهد تطورا مستمرا في العديد من القطاعات الحيوية.
ولفتت إلى أن الإمارات "ترحب بزيارة الرئيس التركي المرتقبة عبر مجموعة من المظاهر الاحتفالية؛ منها عرض مرئي على واجهة برج خليفة، وإضاءة أهم المعالم والمؤسسات والمباني الأيقونية الإماراتية بألوان العلمين الإماراتي والتركي، إلى جانب تفعيل اللوحات الإلكترونية في الطرقات الرئيسية لاستعراض رسائل الاحتفاء بالشراكة بين البلدين".
ووفق الوكالة، يعكس هذا التطور "حرص قيادتي الدولتين على تطوير العمل المشترك، والتطلع إلى المزيد من فرص التعاون الثنائي، بما يحقق التنمية والازدهار للبلدين وشعبيهما".
وقالت إن قيادة الدولتين وممثلي حكومتيهما "تحرص على تبادل الزيارات من أجل دفع العلاقات الثنائية نحو آفاق جديدة واسعة من التعاون المثمر بين الجانبين".
وبحسب الوكالة، "تؤمن قيادة دولة الإمارات بأن تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين لن يسهم فقط في الحفاظ على المصالح المشتركة ولكنه يعزز أيضا من ازدهار المنطقة، وتحقيق الاستقرار والسلام الإقليميين".
وشهدت الفترة السابقة توقيع العديد من الاتفاقيات الاستراتيجية ومذكرات التفاهم بين البلدين لتعزيز التعاون الثنائي، منها 10 اتفاقيات ومذكرات تعاون أمنية واقتصادية وتكنولوجية.
ويشكل الجانب الاقتصادي أحد أبرز ركائز التعاون المتنامي بين البلدين؛ حيث تعود نشأة العلاقات الاقتصادية القوية بين الإمارات وتركيا إلى فترة تأسيس الاتحاد أخذة في التطور والنمو عبر السنوات.
ففي عام 1984 وقعت الدولتان اتفاقية التعاون الاقتصادي والفني، تبعتها عدة اتفاقيات عززت التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، وفق الوكالة.
وبلغت قيمة التجارة بين البلدين في النصف الأول من عام 2021 أكثر من 26.4 مليار درهم، بقفزة نمو بلغت 100% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2020.
وأعلنت الإمارات مؤخرا عن تأسيس صندوق استثمار بقيمة 10 مليارات دولار أمريكي في تركيا، يركز على الاستثمارات الاستراتيجية وعلى رأسها القطاعات اللوجستية ومنها الطاقة والصحة والغذاء.
وتشارك تركيا في إكسبو 2020 دبي ويقع جناحها بمنطقة الاستدامة، وتم تصميمه تحت شعار "صنع المستقبل من أصل الحضارات".
وتأتي تركيا في المرتبة الـ 11 بين أكبر الشركاء التجاريين لدولة الإمارات، فيما تمثل الأخيرة الشريك التجاري الثاني عشر لتركيا عالميا، والأكبر لأنقرة على مستوى منطقة الخليج.
وبحسب الوكالة، يوجد ما يقارب 400 شركة في تركيا مؤسسة برأس مال إماراتي، ويعتبر قطاع العقارات على رأس قائمة الاستثمارات الإماراتية هناك، إلى جانب استثمارات كبيرة في قطاع المصارف، وتشغيل الموانئ والقطاع السياحي.
وتابعت: "بلغ إجمالي تدفقات الاستثمار الإماراتي إلى تركيا نحو 18.4 مليار درهم في نهاية عام 2020، فيما بلغ رصيد الاستثمارات التركية في دولة الإمارات حتى بداية عام 2020 أكثر من 1.3 مليار درهم، وتركز الاستثمارات التركية على قطاعات البناء والتشييد، والعقارات، والقطاع المالي والتأمين، والصناعة، وتكنولوجيا المعلومات".
وفي وقت سابق، أكد الرئيس التركي، أن زيارته إلى الإمارات، يوم الإثنين، من شأنها الارتقاء أكثر بعلاقات التعاون بين البلدين، ما ينعكس إيجابا على استقرار المنطقة.
وتحت عنوان "حان الوقت لمبادرات السلام والتعاون الإقليمي"، كتب "أردوغان" مقالا نشره موقع "خليج تايمز"، السبت، بمناسبة زيارته المرتقبة، مشيرا إلى اكتساب التقارب التركي-الإماراتي زخما جديدا عبر الزيارات المتبادلة.
وأشار الرئيس التركي إلى أن التقارب في العلاقات بين بلاده والإمارات "جاء في وقت تتصاعد فيه المنافسة العالمية"، مؤكدا أن "جميع دول المنطقة مهمة لتركيا، علاوة على أهمية الإمارات العربية المتحدة باعتبارها أكبر شريك تجاري بين دول مجلس التعاون الخليجي".
ولفت "أردوغان" إلى أن حجم التجارة غير النفطية بين تركيا والإمارات بلغ قرابة الـ89.6 مليار دولار خلال العقد الأخير، وأن حجم التجارة الإجمالي بين البلدين ارتفع من 7.3 مليارات دولار في 2019 إلى 8.9 مليارات في 2020، بزيادة بلغت 21%.
وأكد الرئيس التركي استهداف بلاده رفع حجم التجارة المتبادل إلى ضعفين خلال السنوات المقبلة، مشيرا إلى أن "تركيا والإمارات تتمتعان بإمكانية التعاون في مناطق مختلفة من العالم لا سيما ما يخص المنطقة القريبة وأفريقيا".