إنتلجنس أونلاين: خبراء بشركة لمراقبة الانترنت لصالح أبوظبي يعودون للإمارات بعد ملاحقتهم قضائياً بواشنطن
فقدت شركة "سيرسينوس - Circinus" لمعالجة البيانات، التي كانت تستخدم لمراقبة وسائل التواصل الاجتماعي في الإمارات العربية المتحدة، قيمتها منذ أن خالف مالكها، راعي الحزب الجمهوري الأمريكي "إليوت برويدي"، قوانين اللوبي الأجنبي.
لكن المديرين التنفيذيين السابقين للشركة، بمن فيهم ضباط سابقون في وكالة المخابرات المركزية، يواصلون تحقيق النجاح في كل من أبوظبي وأوروبا الشرقية، بحسب ما أورده تقرير لموقع " إنتلجنس أونلاين".
ومن المقرر أن تكشف المحاكمة في فضيحة صندوق الثروة السيادي الماليزية التي بدأت في بروكلين، بنيويورك، في وقت سابق من هذا الشهر، جامع الأموال بالحزب الجمهوري، وهو "برويدي"، الذي حاول العمل كوسيط بين وزارة العدل وعدد من الأشخاص المتهمين في الاختلاس الجماعي من صندوق الثروة السيادي الماليزي.
وبعد أن أصدر الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" عفواً عنه في اليوم الأخير من ولايته الرئاسية، والذي أدى إلى إسقاط العديد من التحقيقات، يواصل "برويدي" متابعة الإجراءات القانونية ضد قطر بزعم اختراق رسائل البريد الإلكتروني الخاصة به وتسريبها.
وفي حين احتدمت هذه المعارك، بدأت إمبراطوريته الصغيرة للأعمال الأمنية والدفاعية في الخليج تدفع الثمن.
وقبل عام، بدأت شركة "سيرسينوس" الرائدة لـ"برويدي"، والتي تسمى الآن "Circinus Worldwide"، وهي الشركة التي حصل عليها من ضابط المخابرات السابق بالجيش الأمريكي "آلان ستون" عام 2014، في الانحدار، حيث غادر معظم كبار موظفيها لتأسيس شركاتهم الخاصة.
وبينما تواصل شركة "سيرسينوس" العمل لصالح قيادة المخابرات والأمن بالجيش الأمريكي وقيادة العمليات الخاصة الأمريكية في الولايات المتحدة، فقد تهدمت عملياتها في الإمارات العربية المتحدة إلى حد كبير.
وفي ذروتها، أدارت شركة "سيرسينوس" عقدًا بقيمة 200 مليون دولار مع القوات المسلحة الإماراتية لتوفير "SOCINT" و"OSINT" - (وسائل التواصل الاجتماعي والاستخبارات المعروفة المصدر) - معززة بأدوات التعلم الآلي.
مدير العمليات السابق الشركة "كيث نوبل"، وهو ضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية، يدير الآن بعض العقود القديمة للشركة من خلال "BlackCloud International" وفرعها "BlackCloud Middle East"، والتي أسسها العام الماضي بالشراكة مع "نيك جراف وبورفيس جونسون"، قبل مغادرة شركة "برويدي".
وتقوم "BlackCloud" الآن بتسويق أداة "OSINT" (استخبارات معروفة المصدر) للحكومات.
"نوبل"، المتخصص السابق في شؤون الشرق الأوسط بوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، والمقرب من شركة "Cobwebs Technology" الإسرائيلية التي تعمل بنظام "OSINT"، يعمل بموجب عقد مع الإمارات ودولة في أوروبا الشرقية.
وفي الوقت نفسه، قام "نيك ويليامز"، الرجل الثاني سابقًا في شركة "سيرسينوس" التابعة للإمارات، بتأسيس شركة استشارية مقرها أبوظبي "WMi General Trading".
وتم الكشف عن "برويدي"، الذي كان أمين صندوق حملة "ترامب" الرئاسية، في عدد من التحقيقات، من خلال عمله في الصندوق السيادي الماليزي، ولكن أيضًا في الإمارات والسعودية، اللتين حاولتا الترويج لمصالحهما لإدارة "ترامب" من خلاله.
في عام 2018، خطط هو والمستشار الأمريكي "جورج نادر" لتنظيم اجتماع مع ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" لمناقشة عقد بقيمة 650 مليون دولار مع شركة "سيرسينوس"، لكن الخطة انهارت عندما ألقى مكتب التحقيقات الفيدرالي القبض على "نادر" في مطار دالاس وفتح عددًا من التحقيقات في أنشطته.
وكان "نادر"، أحد الشهود المتورطين في تحقيق "روبرت مولر"، حول التدخل الروسي بالانتخابات الأمريكية الرئاسية 2016، كما أنه لعب دورا في حملة "ترامب" الانتخابية.
وفي وقت سابق، كشفت مجلة "بوليتيكو"، أن "نادر" عمل وسيطا بين مستشاري "ترامب" و"بن زايد"، وكذلك ولي عهد السعودية.