"إنتلجنس أونلاين" : 3 أهداف تسعى لها الإمارات في تقاربها مع روسيا
سلطت مجلة "إنتلجنس أونلاين" الفرنسية المتخصصة في الشؤون الاستخباراتية، الضوء على التقارب الإماراتي الروسي المتزايد خلال السنوات الأخيرة، والذي كان أحدث إشاراته امتناع أبوظبي، في 25 فبراير/شباط المنصرم، عن التصويت لصالح قرار أممي يطالب موسكو بوقف عمليات العسكرية ضد أوكرانيا.
وذكرت المجلة أن موسكو من جانبها كافأت أبوظبي بعد 3 أيام من موقفها من القرار الأممي، بمساعدتها في فرض عقوبات على الحوثيين في اليمن، الأمر الذي يؤكد العلاقات الوثيقة الآخذة في التزايد بين الجانبين، وربما على حساب العلاقات بين الدولة الخليجية والولايات المتحدة الأمريكية.
وعزت المجلة هذا الانحراف غير المعتاد بين أبوظبي وواشنطن، بشكل أساسي إلى الشراكة بين الصندوق السيادي الإماراتي (مبادلة)، والذي يترأسه "خلدون المبارك"، وصندوق الاستثمارات المباشرة الروسي (RDIF) والذي يترأسه "كيريل دميترييف"، بأصول تقدر بـ 3 مليارات دولار، من إجمالي محفظة أصول تديرها "مبادلة" حول العالم تقدر بـ 243 مليار دولار.
وأشارت المجلة إلى استثمارات حديثة لـ"مبادلة" في شركة "سيبور" الروسية للبتروكيماويات، والتي يمتلكها رجلي الأعمال الروسيين "ليونيد ميخلسون" (بنسبة 36%) و"جينادي تيموشينكو" (بنسبة 17%)؛ وكلاهما من المقربين من الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" (الأوليجارشية).
كما استثمرت "مبادلة" أيضا، مؤخرا، في مجموعة (إي أن) للتعدين، والتي يترأسها المليادير الروسي المقرب أيضا من "بوتين" والكرملين "جينادي تيموشينكو"
ولفتت المجلة إلى أنه بالإضافة للاستثمارات المذكورة، تضع أبوظبي نصب عينها 3 أمور في تعاملاتها وتقاربها مع موسكو.
وأوضحت المجلة أن العمليات الخاصة والصداقة الخاصة بين قادة الدولتين تأتي في المقدمة؛ حيث عززت أبوظبي وموسكو علاقتهما الخاصة في النزاعات الإقليمية التي كانت لهما مصالح مشتركة فيها.
وأشارت المجلة إلى تمويل الإمارات في السنوات الأخيرة عمليات الشركات شبه العسكرية (مرتزقة)؛ مثل قوات "فاجنر" و"أر إس بي" فى ليبيا، لاسيما عبر تكتل الدفاع الدولي المسمى بـ"المجموعة الذهبية العالمية" المقرب من ولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد".
الأمر الثاني، وفقا للمجلة، هو مشروع "الممر البحري الشمالي"، والذي يطلق عليه المؤيدون له "قناة السويس الشمالية"، فيما توليه "موانئ دبي" اهتماما خاصا.
وذكرت المجلة أن طرق الشحن الروسية المستقبلية عبر مشروع الممر البحري الشمالي السابق تعطي أولوية للمصالح الإماراتية مع روسيا على حساب أوكرانيا.
وفي 28 فبراير/ شباط المنصرم، أعلنت موانئ دبي أنها قد تتخلى عن شريكها الأوكراني "أندري ستافنيستر"، المؤسس المشارك لمجموعة "TransInvestService" الأوكرانية الخاصة، بإدارة محطات الشحن في ميناء "يوجني" في أوديسا (جنوب أوكرانيا).
ويعتبر "ستافنيستر" مقرب من مؤسسات الفكر والرأي المؤيدة لواشنطن، وعضو في مجلس إدارة معهد "آسبن" في كييف، وزائر منتظم للمجلس الأطلسي.
تمتلك موانئ دبي العالمية، مع "ستافنيستر"، نسبة 51% من محطة "TransInvestService" للحاويات في ميناء يوجني الأوكراني، بالإضافة إلى كونها تعمل في نقل الحاويات في أوديسا وتشرنومورسك من خلال فرعها المحلي "P&O Ukraine".
وفي اليوم ذاته للإعلان عن احتمال التخلى عن "ستافنيستر"، أعلنت موانئ دبي، التي تشغل طريقا بحريا من ميناء استراخان الروسي عبر شركة "P&O Maritime Logistics" التابعة لها، أنها ستواصل إبرام عقوبد الموانئ في مشروع "الممر البحري الشمالي" الذي يتربط اتباطا وثيقا بالتكتل النووي الروسي "روساتوم"، و"فار إيسترن شيبينج" (Far Eastern Shipping Co).
وذكرت المجلة أن الرئيس التنفيذي لشركة موانئ دبي "سلطان أحمد بن سليم"، كان رجل الأعمال الإماراتي الوحيد الذي شارك في المحادثات الاقتصادية الثنائية الروسية الإماراتية، في ديسمبر/ كانون الأول، في إكسبو 2020.
كما حضر منتدى الأعمال، الذي نظمه وزيرا التجارة الروسي والإماراتي "دينيس مانتوروف" و"ثاني الزيودي"، الرئيس التنفيذي لشركة روساتوم "أليكسي ليجاشيف"، و"هيرمان جريف" الرئيس التنفيذي لبنك "سبيربنك" الروسي، وكلاهما عضوان في الدائرة المقربة من "بوتين".
الأمر الثالث، وفقا للمجلة، هو الدبلوماسية الاستباقية لولي عهد أبوظبي "محمد بن زايد"، ففي الأسبوع الذي بدأت فيه روسيا هجومها على أوكرانيا، أجرى وزير الخارجية الإماراتي، "عبدالله بن زايد"، محادثتين في غضون خمسة أيام مع نظيره الروسي "سيرجي لافروف".
وأضافت المجلة أن المحادثة الثانية، التي عقدت في 28 فبراير/ شباط، كان ينبغي أن يكون لقاء وجهاً لوجه في موسكو، لكن التراجع عن تلك الفكرة رسميًا؛ جاء بسبب إصابة أحد أعضاء الوفد الإماراتي بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وأجرى "محمد بن زايد"، شقيق الوزير الأكبر، مكالمة فيديو مع "بوتين" في اليوم التالي.
وأشارت المجلة إلى بيان أولي نُشر لفترة وجيزة على حساب "تويتر" الخاص بالمكتب الرئاسي الروسي، قبل أن يتم استبداله بآخر بعد بضع دقائق، كشف أن "محمد بن زايد"، "أعاد تأكيد حق روسيا في حماية أمنها القومي".
وبالرغم من هذا التقارب الواضح والمتعدد بين البلدين، فإن المجلة ترى أن أبوظبي لاتزال حذرة.
ونقلت المجلة عن مصادر قولها إن شركة "Chimera Capital"، وهي شركة تابعة لمجموعة "رويال جروب" المملوكة لمستشار الأمن القومي "طحنون بن زايد آل نهيان"، تراجعت الشهر الماضي عن خططها للاستحواذ على حصة أقلية في مصفاة "ساراتوف" المملوكة لشركة "روسنفت" النفطية الروسية المملوكة لحليف الرئيس "بوتين" المقرب "إيجور سيتشين".