الإمارات "تشتري" مبعوث الأمم المتحدة للسلام في ليبيا

الإمارات "تشتري" مبعوث الأمم المتحدة للسلام في ليبيا

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية في تقرير لها عن فضيحة جديدة للسلطات الإمارتية، بمفاوضتها المبعوث الأممي في ليبيا برناردينو ليون خلال الصيف الماضي، وتقديمها عرضاً له للعمل في وظيفة براتب 35 ألف جنيه استرليني شهرياً، وهو ما تم بالفعل.

وتؤكد الصحيفة في تقريرها أن هذا العرض الإماراتي جاء لاستمالة المبعوث الأممي وتمرير أجندتها الخاصة في ليبيا، والمتركزة على حرب التيارات الإسلامية ومساندة اللواء حفتر.

وكان عبد الله بن زايد قد أعلن بالفعل عن تعيين برناردينو ليون مديراً عاماً لأكاديمية الإمارات الدبلوماسية، وذلك بعد ترك ليون لمنصبه الأممي قبل أيام قليلة فقط.

ووفقاً لما جاء في تقرير الغارديان، فأن ليون والذي سبق له العمل كوزير للخارجية الإسبانية سابقاً، قضى الصيف الماضي في التفاوض على وظيفة براتب 35 ألف جنيه استرليني في الشهر مع دولة الإمارات، والمعروف عنها دعمها لجانب واحد في الصراع الليبي الذي كان يحاول ليون وقفه.

وتؤكد الصحفية أن ليون يترك عمله الأممي في ليبيا دون التوصل إلى نتائج ملموسة والدخول في دائرة مفرغة، رغم ذلك فأن ليون ينفي أن يكون هناك أي تضارب للمصالح بين وظيفته السابقة والجديدة في الإمارات، مؤكداً أنه قد أعلن نيته ترك عمله منذ مطلع سبتمبر الماضي، وأن عمله الذي قدمه في ليبيا كفيل بالدفاع عنه من أي تهم بالتقصير أو الانحياز.

ويقول ليون: "راجعوا ما قدمته من مقترحات واتفاقيات، ستجدون أنها اعتبرت مقترحات عادلة من قبل المعسكرين المتنازعين".

صحيفة الغارديان أكدت أنها وصلت إلى عدد من الرسائل التي قدمت فيها الإمارات عرض الوظيفة على ليون، والتي توضح أن حكومة أبو ظبي كانت تقدم إغراءات مالية وامتيازات كبيرة له، ولاحقاً قال ليون أنه بصدد الانتقال هو عائلته للعيش في أبو ظبي.

وتنقل الصحيفة البريطانية وجهة نظر المحللين والمراقبين، والتي تقول بأن الحرب الأهلية تأججت بسبب التدخلات الخارجية، حيث تستخدم مصر و الإمارات الأراضي الليبية كساحة حرب لمواجهة التيارات الإسلامية المدعومة من قبل تركيا وقطر.

ويرى المحللون أن المنافسة بين قطر والإمارات التي تحارب الاسلاميين في الداخل والخارج، يعمل فيها الطرفان على إحراج بعضهما وإفساد مخططات بعضهما البعض.

وفي ظل هذه المعطيات، تعود الصحيفة لتطرح علامات الاستفهام حول نزاهة وشفافية برناردينو ليون في عمله كمبعوت أممي في ظل وظيفته الجديدة في الإمارات.

وعرضت الصحيفة تفاصيل المفاوضات بين ليون و عبد الله بن زايد، والتي يظهر فيها المطالب المادية والامتيازات المتعددة التي طلبها ليون، ووافقت عليها الإمارات في النهاية.

ويرى المراقبون والمحللون، أن الوظيفة التي حصل ليون في الإمارات، هي بمثابة مكافأة قيمة تقدمها السلطات الإماراتية للرجل الذي لعب دوراً كبيراً في الحوار الليبي، وانحيازة لقائد الثورة المضادة خليفة حفتر والذي تدعمه الإمارات بشكل واضح.

الكاتب