احتفال يهودي كبير بعيد الفصح في الإمارات بمشاركة اماراتية
أفادت صحيفة أمريكية، الإثنين، بأن الجالية اليهودية في الإمارات أقامت أول تجمع لها في دولة عربية منذ تأسيس دولة إسرائيل عام 1948، للاحتفال بعيد الفصح اليهودي.
وذكرت "وول ستريت جورنال"، في تقرير لها، أن أكثر من 20 يهوديا مقيما في الإمارات تجمعوا في منزل خاص بإمارة دبي، الشهر الماضي، لخبز "الماتزو" غير المخمر، أحد الأركان الأساسية للمطبخ اليهودي والذي يعد جزءا لا يتجزأ من احتفالات عيد الفصح، مشيرة إلى أن الوضع لم يختلف كثيرا في أبوظبي.
ولمواصلة الاحتفال، أعلنت إحدى الجماعات اليهودية عن "عيد الفصح الذي تحلم به في قلب دبي". ومن المتوقع أن يحضر حوالي ألف إسرائيلي ويهودي أمريكي من الخارج هذه الفعالية لإضاءة الشموع والصلاة هذا الأسبوع، بحسب الصحيفة الأمريكية.
وسلطت الصحيفة الضوء على قصة اليهودي "إدوين شكر"، الذي سعى لمدة 50 عاما للعودة إلى العالم العربي بعد فراره من العراق، وهو في عمر الـ16 عاما، لكونه يهوديا يواجه اضطهادا مزعوما، مشيرة إلى أنه عاد إلى الشرق الأوسط عبر بوابة دبي، ويخطط لشراء منزل على مسافة قريبة من إحدى التجمعات اليهودية في الإمارة.
وأضافت أن "شكر" استقر، العام الماضي، في الإمارات ضمن أوائل أفراد الجالية اليهودية الجديدة في المنطقة منذ عقود.
ونقلت "وول ستريت جورنال" عن شكر (66 عاما) قوله: "لا أستطيع أن أصف بهجة سماع لغتي الأم، والاستماع إلى الجيران العرب الذين نشأت معهم، وذلك في جو من الأمان التام. لم أتخيل قط أنني سأرى ذلك في بلد عربي".
واعتبرت الصحيفة الأمريكية أن "المهاجرين اليهود يجدون في إمارة دبي والعاصمة الإماراتية أبوظبي ملاذا من معاداة السامية، وميزة بسبب الضرائب المنخفضة وقواعد كوفيد المتساهلة".
وأضافت: "القوانين الصارمة التي تفرضها الإمارات ضد خطاب الكراهية تجاه أي دين -وليس الإسلام فقط- تجعل بعض اليهود يشعرون بأمان أكبر عند ارتداء الطاقية اليهودية في دبي مقارنة ببعض المدن الغربية".
واصبحت الفنادق والأماكن السكانية في دبي تجتذب اليهود عبر تقديم وجبات عيد الفصح التي تروي قصة الكتاب المقدس عن هجرة الإسرائيليين من مصر، وذلك بدعم من السلطات الإماراتية، حسبما أكدت الصحيفة الأمريكية.
وأشارت إلى أن اليهود في الإمارات احتفظوا بثقافتهم ودينهم لسنوات بعيدا عن أنظار العامة، ويقولون إن اتفاقية إبراهيم، التي توسطت فيها الولايات المتحدة، عام 2020 لتطبيع العلاقات بين إسرائيل و4 دول عربية، بما في ذلك الإمارات، "غيرت قواعد اللعبة، وأعادت تشكيل العلاقات الدبلوماسية في الشرق الأوسط".
وفي السياق، نقلت قناة "I24" الإسرائيلية عن حاخام الإمارات "ليفي دوخمان" قوله: "نحن مسرورون جدا بعيد الفصح هذا العام. هذه فرصة للاحتفال سويا مع جاليتنا ومع آلاف السياح الذين يأتون إلى الإمارات".
وأضاف: "الإمارات معروفة بميزة التسامح. أنا حاخام وأعيش هنا منذ 7 أعوام. هذه فرصة رائعة لنا كي نحتفل. منذ اتفاقيات إبراهيم يأتي عشرات الآلاف من الإسرائيليين إلى الإمارات، وسيكون بمقدورهم أن يحتفلوا بالعيد هنا".
وتابع الحاخام: "لدينا كل ما نحتاجه، ونجحنا في إنشاء مدرسة يهودية، ولدينا الطعام اليهودي (الكوشر) الحلال.. رسالة الإمارات تحت قيادة (ولي عهد أبوظبي) محمد بن زايد هي رسالة التسامح والتعايش وإيجاد الجسور بين الجاليات والمجتمعات".
وأشار "دوخمان" إلى "مذاق خاص" للاحتفال بعيد الفصح هذا العام، لتزامنه مع شهر رمضان، الذي يصوم فيه المسلمون.
يذكر أن عيد الفصح في التقويم المسيحي الغربي الأحد الماضي، وهو أحد الشعانين للمسيحيين الأرثوذكس الشرقيين قد تزامن مع عيد الفصح اليهودي وشهر رمضان للمرة الأولى منذ أكثر من 3 عقود.