BBC : الإمارات مرشحة لتكون وجهة جديدة للكازينوهات العالمية
قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، في تقرير لها، إن الإمارات تستعد لأن تتحول إلى وجهة جديدة للكازينوهات العالمية، من خلالها دعم مجال الاستثمارات الأجنبية.
وأشارت "بي بي سي" إلى أن الإمارات تتجه نحو هذا الخيار بعد أن اتجهت السعودية نحو نقل الشركات الأجنبية مقراتها الرئيسية إلى المملكة (بشكل رئيسي من الإمارات العربية المتحدة) بحلول عام 2024 إذا كانت ترغب في المشاركة في فرص الاستثمار الحكومية السعودية.
ومن شأن هذه الخطوة أن تدفع الإمارات للتحرك سريعاً كي تحافظ على موقعها، وتحديداً دبي التي احتلت موقع الريادة في مجال الاستثمارات الأجنبية منذ عقود، فيما تركز أبوظبي على منتجعات الألعاب التي قد تكون الحل لذلك، بخسب المصدر ذاته.
ومن الممكن أن تستفيد الإمارات من توجه مشغلي الكازينو الكبار إلى دول جديدة بحثًا عن أسواق ذات إمكانات كبيرة، في ظل تشبع سوق الولايات المتحدة وعدم انفتاح ماكاو أمام منح امتيازات جديدة.
وفي العالم العربي، لا يوجد الكثير من الدول التي تسمح بالكازينوهات، إذ يسمح لبنان للسكان والأجانب على حد السواء بدخول الكازينو، فيما تحصر مصر ارتياده بالأجانب فقط.
ويسمح المغرب بجميع أشكال القمار، فيما تعمد تونس كما مصر، إلى حصر المقامرة عند الأجانب.
بالتالي، فستكون أمام الإمارات فرصة لأن تكون السوق الكبيرة التالية، وهنا تأتي إمارة رأس الخيمة الهادئة: وهي واحدة من أصغر الإمارات السبع.
وأعلنت الإمارة في كانون الثاني/ يناير الماضي عن صفقة مع منتجعات "وين" في لاس فيغاس لبناء منتجع متكامل على جزيرة المرجان، وهي أرخبيل صغير، من صنع الإنسان، يشبه نخلة الجميرة الشهيرة على ساحل دبي.
وتشارك "وين" الأجنبية في هذا المشروع مع مجموعة مرجان هولدينغ المحلية، التي تمتلك وتدير سلسلة من الفنادق والأصول الترفيهية.
ليست هذه المرة الأولى التي يغامرُ فيها مشغلُ كازينو كبير- وهنا نعني "وين"- بدخول الإمارات الخليجية، حيث المقامرة غير قانونية، لكن الجديد في صفقة "وين" هو أنها تضمنت صراحةً خططًا لتطوير "منطقة للألعاب".
وكلمة "ألعاب" هنا غير واضحة، فهي قد تعني كازينو بروليت وطاولات بلاك جاك.. أو ربما شيئًا أكثر براءة كأنشطة الرياضات الإلكترونية.
ولم يكن عرضيا ترك هذا الهامش للمناورات اللغوية، فالبلاد المحافظة لا تريد إغضاب مواطنيها.
ويقدر المحللون أن تولد "وين" عائدات استثمارات بنسبة 20 بالمئة على الأقل في مشروع جزيرة المرجان، بحسب معلومات حصلت عليها وكالة رويترز للأنباء.
لكن المطوّرين يحتاجون إلى التقدم بطلب للحصول على ترخيص منتجع متكامل من دائرة تنظيم الترفيه والألعاب المنشأة حديثًا، والتابعة لهيئة تنمية السياحة في رأس الخيمة.
غالبًا ما يستخدم مصطلح "المنتجع المتكامل" لوصف كازينو ومجمع فندقي، ويشير قرار إنشاء قسم جديد للتعامل مع مثل هذه الأماكن إلى أن نموذج منتجع "وين" قد لا يكون نموذجاً يحدث لمرة واحدة.
وإذا سارت الأمور بسلاسة، فإن من المتوقع أن تحذو الإمارات الأخرى حذو رأس الخيمة، وعلى رأسها دبي.
من جانبها، أعلنت شركة سيزرز للترفيه عن تقييم الفرص ذات الصلة في دبي، حيث إن هناك حالياً فندقًا غير مخصص للألعاب.
ونقلت "بي بي سي" عن المدير الإقليمي لـ"سيزرز بالاس" في دبي قوله إن مؤسسته مهتمة بالأمر، لكنه لفت إلى أنه لم يتم التحضير لأي شيء بعد.
وأضاف كوستا: "لم تقدم أي طلبات بعد. هناك تكهنات بخصوص دبي فقط. وحدها رأس الخيمة أعلنت عن خطط لذلك. نحن مهتمون بأن يصل الدور إلى دبي مستقبلا".
وتشير الشبكة البريطانية إلى أن تشريع ألعاب الميسر في الإمارات من المحتمل أن يُتَّبع "النموذج السنغافوري"، إذ تستفيد هذه الجزيرة من تلك الأماكن لجذب السياح إليها مع فرض رسوم على سكان المنطقة قبل دخولها.
كما يمكن أن تذهب أماكن مماثلة في الإمارات إلى أبعد من ذلك وتخصص للأجانب فقط، وهذا لن يضرّ بالأعمال؛ لأن الأجانب يمثلون 90% من السكان هناك.
ويشير الصحفي "دومينيك دادلي"، في هذا الصدد، إلى أن "الإمارات مهتمة باستقطاب أي سياح يريدون القدوم إليها. وفي ظل العلاقات الجديدة مع إسرائيل، فإن السياح الإسرائيليين مرحب بهم في هذه الكازينوهات متى تم افتتاحها هناك".
وفي وقت سابق، أصدرت إمارة دبي قرارا بتخفيف القيود على شراء الخمور ومشروبات الكحول في النهار خلال شهر رمضان.
كما خففت الإمارة ذاتها، في وقت سابق، من قوانين المشروبات الكحولية، التي تشهد مبيعاتها تراجعا غير مسبوق، وسط تباطؤ اقتصادي واسع النطاق تأثرا بالظروف الأخيرة التي مر بها العالم.