بحضور إسرائيليين.. فندق سري شهد تحضيرات لمعركة قانونية بين شيخ إماراتي ورجل أعمال إيراني

بحضور إسرائيليين.. فندق سري شهد تحضيرات لمعركة قانونية بين شيخ إماراتي ورجل أعمال إيراني

فندق سري على ارتفاع أكثر من 1000 متر فوق جبال الألب السويسرية، واجتماعات غامضة بين إيرانيين وإماراتيين بحضور إسرائيلي، وطعام شهي، وزجاجات نبيذ.

هكذ كشفت دورية "إنتلجنس أونلاين" الاستخباراتية الفرنسية، عما دار في الفترة بين 1 و4 ديسمبر/كانون الأول 2019، داخل فندق "Moosegg" الصغير، المُصمّم للزوار الذين يبحثون عن موقع سري، كأنه مأخوذ من فيلم "جيمس بوند".

في هذا الفندق، حسب الدورية، دارت واقعة، لم يُكشَف عنها حتى الآن، لكنها حاسمة في المعركة القانونية بين شركة الطيران الإيرانية الأمريكية التابعة لرجل الأعمال الإيراني "فرهاد عظيمة"، والمحامي البريطاني "نيل جيرارد"، المحامي الخاص للأسرة الحاكمة في إمارة رأس الخيمة.

ويجب تسوية القضية نهائياً أمام محاكم لندن في الأسابيع القليلة المقبلة، فيما لا يزال رجل الأعمال الإيراني يحاول إثبات أنَّ المحامي، وهو موظف سابق في شرطة عاصمة إمارة رأس الخيمة، كان وراء اختراق حساب بريده الإلكتروني الذي نفذه متعاقدون هنديون وإسرائيليون لحساب الأمير "سعود بن صقر القاسمي".

وفقاً لشهادات مختلفة، كان الفريق القانوني والاستخباراتي لرأس الخيمة بأكمله في الفندق، وضم "ستيوارت بيج" المحقق الخاص الذي يعمل معه الأمير "سعود"، والمتخصص الاستخباراتي الإسرئيلي الخاص "أميت فورليت"، والرئيس التنفيذي لشركة رأس الخيمة للتنمية آنذاك "جيمي بوكانان"، والصحفي والمستشار الإسرائيلي "مجدي الحلبي".

وهناك، جمع الفريق أجزاء القصة، التي سيستخدمونها ليشرحوا للقضاة كيف حصلوا على مجموعة رسائل البريد الإلكتروني الخاصة بـ"عظيمة" التي اخترقوها.

وفقاً لشهود مختلفين، أمضى الفريق الأيام الثلاثة في الفندق يتدربون على المحاكمة دون مغادرة غرفهم مطلقاً، مع طلب أطباق فاخرة من المطعم وأفضل أنواع النبيذ من قبو الفندق.

وإدراكاً أنهم بحاجة إلى التزام الحذر التام؛ نظراً إلى أنَّ "عظيمة" لديه فريقه الخاص من المحققين الذين يطاردون أولئك الذين عملوا في رأس الخيمة، اتخذت المجموعة الصغيرة أقصى قدر من الاحتياطات الأمنية.

فقد سلكوا طرقاً ملتوية للوصول إلى الفندق، واستقلوا رحلات جوية من باريس ثم ركبوا القطار من مدينة بازل، ولتجنب تحديد الموقع الجغرافي، لم يأخذوا هواتفهم، واستخدموا فقط الهواتف "ذات الاستعمال الواحد" التي اشتروها حسب الحاجة.

وطوال فترة إقامتهم في الفندق، أمّن الفريق الحراس الشخصيون والموظفون الخاصون بـ"أميت فورليت"، الذي بدا غريباً بالنسبة للمشاة العابرين الذين جاءوا لتوهم لتذوق الأطباق التي خصصها دليل "Gault & Millau" الفرنسي لتقييم الطعام.

ويعود تاريخ القضية إلى العام 2011، عندما كان "عظيمة" طرفا في شراء فندق "شيراتون ميتاتشي بالاس" من هيئة رأس الخيمة للاستثمار في جورجيا، حيث تلقى عمولات سرية.

وكان "خاطر مسعد"، الرئيس التنفيذي لهيئة رأس الخيمة للاستثمار (من 2007 إلى 2012) عندما أبرمت هذه الصفقة، وقد وجهت إلى "مسعد" أيضا اتهامات بالاختلاس، من بينها تقديم عمولات ورشاوى إلى "عظيمة".

واحتجزت السلطات السعودية "مسعد" في 2016، وهو لبناني يحمل جوازا سويسريا، بناء على مذكرة اعتقال صدرت بحقه من الإمارات، حيث تم توقيفه في مدينة جدة غربي المملكة.

وبات "خاطر" و"عظيمة" محور قضية تلاعب كبيرة بأموال عمومية تابعة لهيئة رأس الخيمة للاستثمار، التي تقول إن الأدلة أثبتت تصرف "عظيمة" ضد مصالح إمارة رأس الخيمة.

أما "خاطر"، الذي سبق محاكمته وإدانته غيابيا من قبل المحاكم الإماراتية بتهمة الفساد والاحتيال، فقد اختلس 5 مليارات درهم (1.5 مليار دولار أمريكي) قبل أن يهرب إلى بريطانيا، وهو على رأس عمله آنذاك.

الكاتب